الشبكات الاجتماعية

الشبكات الاجتماعية

أكثر من 50 شبكة اجتماعية تضم كل منها الملايين من المستخدمين المسجلين في الوقت الحالي، و في مقالي السابق عن الهوية الرقمية، قد وضحت أن هناك نوعان من المسجلين على هذه الشبكات (مستخدمين مجهولين الهوية بأسماء مستعارة – مستخدمين ذو أسماء حقيقية)، مواقع الشبكات الاجتماعية على شبكة الويب، تقوم بتسهيل التفاعل الشخصي بصورة متزايدة في كل عام. خدمات الشبكات الاجتماعية، هي خدمات تؤسسها وتبرمجها شركات كبرى لجمع المستخدمين والأصدقاء ولمشاركة الأنشطة والاهتمامات، وللبحث عن تكوين صداقات والبحث عن اهتمامات وأنشطة لدى أشخاص آخرين، وهي تختلف عن وسائل التواصل الاجتماعي.

من هذه الخدمات التي تقدمها الشبكات الاجتماعية: المحادثة الفورية، الرسائل الخاصة، البريد الإلكتروني، الفيديو، التدوين، مشاركة الملفات وغيرها من الخدمات. من الواضح أن تلك الشبكات الاجتماعية قد أحدثت تغيّر كبير في كيفية الاتصال والمشاركة بين الأشخاص والمجتمعات وتبادل المعلومات. تنقسم تلك الشبكات الاجتماعية حسب الأغراض فهناك شبكات تجمع أصدقاء الدراسة وأخرى تجمع أصدقاء العمل بالإضافة لشبكات التدوينات المصغرة. وسائل التواصل الإجتماعية هي أي شكل من أشكال النشر على الإنترنت أو المشاركة التي تسمح للأطراف مستخدمين الشبكة الإنخراط في محادثات متعددة الإتجاهات حول محتوى الموقع المستخدم. تركز وسائل التواصل الإجتماعي والشبكات الإجتماعية على التفاعلات الثنائية بين الموقع (الشخص الذي يدير الموقع) والأشخاص الذين يقرؤونه أو يستخدمونه” (سالبيتر، 2011). التفاعلات ثنائية الاتجاه تعني أن التعليقات مسموح بها في تلك المدونة ويمكن أن تكون هناك تفاعلات بين الكاتب وأي شخص يعلق عليه.

في أواخر التسعينات بدأت تظهر بعض الشبكات الاجتماعية، ففي عام 1995 ظهر Classmets.com فكان الهدف من هذه الشبكة هو ربط زملاء الدراسة ببعضهم البعض. أصبحت تتوالى في ظهور المزيد من الشبكات الاجتماعية إلى يومنا هذا ومنها كانت تركز على الروابط المباشرة بين الاشخاص، عن طريق إرسال الرسائل الخاصة لأصدقائهم. لكن بالرغم من هذه المواقع والخدمات التي توفرها تم اغلاقها، بسبب لم تستطع أن تدر ربحا لمالكيها. تتعدد أنواع هذه الشبكات منها:

  • الأساسية التي تتكون من ملفات شخصية للمستخدمين، وخدمات عامة مثل المراسلات الشخصية ومشاركة الصور والملفات الصوتية والمرئية والروابط والنصوص والمعلومات، بناء على تصنيفات محددة مرتبطة بالدراسة، أو العمل أو النطاق الجغرافي مثل مواقع الفيسبوك و ماي سبيس.
  • والمرتبط بالعمل فهذا النواع من الشبكات الاجتماعية الأكثر أهمية، فهي تربط أصدقاء العمل بشكل احترافي وأصحاب الأعمال والشركات وتتضمن ملفات شخصية للمستخدمين تتضمن سيرتهم الذاتية وما قاموا به في سنوات دراستهم وعملهم ومن قاموا بالعمل معهم.
  • التي تحمل مميزات إضافية فهناك بعض الشبكات الاجتماعية توفر مميزات أخرى مثل التدوين المصغر مثل موقع تويتر وبلارك والشبكات الجغرافية مثل موقع برايت كارت.

كما وهناك أنواع شبكات الاجتماعية تصنف حسب طبيعتها مثل:

مواقع التواصل الاجتماعي المتعارف عليها.

  • المدونات: (صفحة ويب على الانترنت عليها التدوينات -مدخلات- مؤرخه ومرتبه ترتيبا زمنيا تصاعديا) تستخدم لنشر وتلقي الأخبار والتفاعل معها سواء كانت أخبار شخصيه أو عامه مثل الوورد برس والبلوغر.
  • الويكي: (ويكيبيديا الموسوعة الحرة – يسمح للزوار بإضافة المحتويات وتعديلها دون أية قيود في الغالب، وقد تشير كلمة ويكي أيضًا إلى برامج الويكي المستخدمة في تشغيل هذا النوع من المواقع. تعني كلمة ويكي (/wiːkiː/) بلغة هاواي “بالغ السرعة”، وقد استخدمت هذه الكلمة لهذا النوع من أنظمة إدارة المحتوى للدلالة على السرعة والسهولة في تعديل محتويات المواقع).

هناك بعض الشبكات الاجتماعية العربية التي ظهرت مؤخراً، وهنالك شبكات عربية كثيرة أخرى، ولكنها لا ترقى لمنافسة الخدمات التي تقدمها الشبكات الاجتماعية الكبرى، ومن أمثلة تلك الشبكات الاجتماعية العربية مكتوب وهو من أكبر وأشهر المواقع، والتي طورت في نظامها شبكة اجتماعية تجمع مستخدمي الموقع وتقدم لهم العديد من الخدمات، من الشبكات العربية الأخرى اخوان بوك، شبكة مدينة، فايع، وإكبس، SerirZ ولملم لحفظ الروابط المفضلة.

الشبكات الاجتماعية والأعمال، لا تتوقف الشبكات الاجتماعية فقط عند الربط بين الأصدقاء والأشخاص، بل هناك شبكات تجمع صناع الأعمال وأصحاب الشركات والعاملين بها، والمثال الأشهر على ذلك موقع لينكد إن، والذي جمع أكثر من 20 مليون مستخدم وأكثر من 150 حرفة مختلفة. من خلال تلك الشبكات يمكن للمستخدم كتابة سيرته الذاتية في مجال تعليمه وعمله، ويمكن أن يدعو أصدقاءه لتزكيته لأشخاص آخرين لبدء مجالات عمل جديدة فيما بينهم، لذلك فتلك الشبكات تعتبر من المجالات التي تتسم بمستقبل كبير بعيداً عن صراع الشبكات. فما هي أهمية الشبكات الاجتماعية؟ تتيح الشبكات الاجتماعية بقاء الأشخاص على اتصال مع الأصدقاء، والعائلة، والاطلاع على كلّ جديد، بالإضافة إلى إمكانية استغلال هذه الشبكات للعثور على أشياء ممتعة ومثيرة للاهتمام عبر الانترنت، كما يُمكن مشاركة الاهتمامات مع الآخرين. توصل الأستاذ عبدالرحمن عزي خلال دراسته حول الشبكات الاجتماعية، إلى مجموعة من النتائج أهمها:

  • للشبكات الاجتماعية و خاصة الفيس بوك آثار مختلفة على الفرد و المجتمع منها السلبية و الإيجابية.
  • تحدد تلك الآثار السلبية و الإيجابية حسب طريقة الاستخدام وثقافة المستخدم وقيمه.
  • آثار الشبكات الاجتماعية تمس مختلف القيم سواء كانت دينية أو ثقافية أو اجتماعية أو نفسية.
  • مختلف تطبيقات و تقنيات الفيس بوك قيماً تتماشى وقيم المتحكمين في هذه الشبكة.

بالنسبة لما حدده الأستاذ عبدالرحمن فيما يخص الموجب والسالب من خلال تأثير وسائل الإعلام على ثقافة الفرد والمجتمع، فهو تقريباً نفس الشيء بخصوص تأثير الشبكات الاجتماعية الفيس بوك على الفرد والمجتمع ويبقى الفرق فقط في كيفية إيصال المعلومة و نوع الوسيلة. ومن عيوب الشبكات الإجتماعية:

الجريمة: تسليط الضوء على فوائد الشبكات الاجتماعية لا يعني بالضرورة أنه لا توجد عيوب فيها. في الآونة الأخيرة، ظهرت جريمة عبر الإنترنت والتي تعرف أيضا باسم الجرائم المعلوماتية، والتي تطرح تهديداً متزايداً لجميع مستخدمي الإنترنت. هذا يشمل الاستغلال الجنسي والتنمر عبر الإنترنت. تعد صعوبة تحديد هوية الجاني إحدى المشاكل الرئيسية في القضاء على الجريمة الإلكترونية، ويكاد يكون من المستحيل الاستمرار بمراقبة متفرغة في هذه الشبكة الواسعة.

الاستغلال الجنسي عبر الإنترنت: يعد الاستغلال الجنسي عبر الإنترنت من الأشكال الأكثر عدوانية في الجرائم الإلكترونية. هذا يشمل تبادل المواد الإباحية، والإقناع في الجنس والدردشة الجنسية. يوجد في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 665000 من المسجلين المحكوم عليهم بقضايا جنسية، وفقا لدراسة أجراها المركز الوطني للأطفال المفقودين والمستغلين. وهذا يعني أن واحد من بين كل سبعة أطفال قد تعرض للإعتداء الجنسي عبر الإنترنت. في حال أن 13% من الأطفال يستخدمون الإنترنت. علاوة على ذلك، ذكر مركز إدارة مرتكبي الجرائم الجنسية أن معدل مرتكبي الجرائم الجنسية ينتهك 16 عاما قبل أن يتم القبض عليه أخيرا. في تلك الفترة، ارتكب بمعدل 318 جريمة وانتهك 110 ضحايا. وفيما يتعلق بهذه البيانات، يتضح أن الاستغلال الجنسي عبر الإنترنت يدمر حياة الأطفال الذين يستخدمون الشبكات الإجتماعية (هوفمان 2011). التنمر الإلكتروني يختلف عن التنمر الذي يكون مباشرة لإنه لا يمكن التعرف على المتنمرين بسهولة ولديهم الإحساس بالأمن الذي يقنعهم بعدم القبض عليهم. بالإضافة إلى عدم معرفتهم بالضرر الذي سببوه للضحية لأنهم لا يشعرون بأي ذنب أو تعاطف.

يعد التنمر عبر الإنترنت شكلا من أشكال الجرائم الإلكترونية التي تشمل فروع مختلفة. ويسمى النوع الأكثر شيوعا بالتحرش، حيث يتم إرسال الرسائل المسيئة والمهينة مرارا وتكرارا إلى الضحية. كما توجد أنواع أخرى من التنمر عبر الإنترنت، مثل رسائل إلكترونية المشتعلة، التشهير، وإنتحال الشخصية، والتشويه للسمعة، الخداع والتهميش وتسمى الطريقة الأكثر أهمية بالمطاردة الإلكترونية مما يعني مضايقة او تهديد شخص ما عبر الإنترنت التي تزود وقود المضايقات بالتهديدات الكبيرة وتخلق الخوف.

الإدمان على الشبكات الإجتماعية: تستخدم الشبكات الاجتماعية كنموذج مساعد في مجال التعليم كما تظهر آثار سلبية على الطلاب. أحد هذه الآثار هو الإدمان على الشبكات. في استطلاع أجراه المركز الدولي لوسائط الإعلام والشؤون العامة بجامعة ميريلاند أن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما لديهم فرصة أكبر للإدمان على الشبكات الاجتماعية. وثلثي الطلاب الذين يستخدمون وسائل الإعلام الاجتماعية قد ظهرت بالفعل عليهم بعض علامات الإدمان. وبنسبة 50% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين سن ال 25 و 35 سنة اعترفوا بتعلقهم على الشبكات الاجتماعية حيث أنهم يستخدمونها خلال ساعات الدوام. وإلى جانب ذلك، يمكن للأطفال أيضا أن يصبحوا متعلقين بوسائل الإعلام الاجتماعية، إذا لم يكن هناك توجيه من الوالدين.

رزان الظاهر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *