حَقٌّ مِن حُقوقِ الإِنسانِ وَيُشيرُ إلى أَمنِ النَّاسِ وَالمُجتَمَعاتِ على عَكْسِ أمْنِ الدُّوَل. أَوَّلُ ما يَخطُرُ على بالِ أَيِّ شَخْصٍ عِندَ الحَديثِ عَنِ الأمْنِ هُوَ الأَمْنُ الوَطَنِيُّ والأمْنُ العَسْكَرِيّ، لكِنَّ الأَهَمَّ هُوَ الأَمْنُ الإنسانِيّ، أيْ أَنْ يَكونَ الإِنْسانُ “آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ” بالنِّسبَةِ لِلعَديدين، أَصْبَحَ العالَمُ الذي نَعيشُ فيهِ اليَومَ عالَمًا غَيْرَ آمِنٍ ومليئًا بِالأخْطارِ المُحْدِقَةِ مِنَ العَديدَ مِنَ الجَبْهات. الأزماتُ طَويلَةُ الأمَدِ والنِّزاعاتُ العَنيفَةُ والكوارِثُ الطَّبيعيَّة، واستِمرارُ ظاهِرَةِ الفَقْرِ والأَوبِئَةِ وفَتْراتِ الرُّكودِ الإقتِصادِيِّ، كُلُّها تَتَسَبَّبُ في مَشاقِّ وتَقَوُّضِ آفاقِ السَّلامِ والاستِقرارِ والتَّنْمِيَةِ المُستَدامَة.
هذهِ الأزَماتُ المُعَقَّدَةُ تُؤَدِّي إِلى نَشْأَةِ أَشكالٍ عَديدَةٍ مِن انعِدامِ الأَمنِ البَشَرِيّ. عِندَما تَتَداخَلُ هَذهِ الأزَماتُ يُمكِنُها أَن تَنمو بِشَكلٍ مُضاعَفٍ بِحيثُ تَمَسُّ جَميعَ جَوانِبِ حَياةِ الأشخاصِ وَتَتَسَبَّبُ في تَدميرِ جَماعاتٍ مَحَلِّيَّةٍ بِأكمَلِها وتَتَجاوَزُ الحُدودَ الوَطَنِيَّة. قَد أشارَ قَرارُ الجَمعِيَّةِ العامَّة 66/290 إلى أَنَّ ”مَفهومَ الأَمنِ البَشَرِيِّ يُشَكِّلُ نَهجًا لِمُساعَدَةِ الدُّوَلِ الأعضاءِ على استِجْلاءِ التَّحَدِّياتِ الشَّامِلَةِ واسِعة النِّطاقِ التي تُهَدِّدُ بَقاءَ شُعوبِها وتَنالُ مِن سُبُلِ رِزقِها وكرامَتِها والتَّصَدِّي لَها“. يَتَطَلَّبُ الأمْنُ البَشَرِيّ ”اتِّخاذَ تَدابيرٍ شامِلَةٍ وِقائِيَّةٍ مِحوَرُها النَّاس، تَكونُ ملائِمَةً لِسِياقاتٍ مُحَدَّدَة، بِحَيثُ تُعَزِّزُ حِمايَةَ جَميعِ الأفرادِ وتَمكينِهِم“. إِنَّ الوِقايَةَ هِيَ الهَدَفُ الأساسِيُّ للأمنِ البَشَرِيّ؛ فَهيَ تُعالِجُ الأسبابَ الجَذرِيَّةَ لِمُختَلِفِ أشكالِ الضَّعف، وتُرَكِّزُ الاهتِمامَ على المَخاطِرِ النَّاشِئَةِ وَتُشَدِّدُ على أَهَمِّيَّةِ الإجراءاتِ المُبَكِّرة. وهيَ تُعَزِّزُ القُدرات المَحَلِّيَّة لِبِناءِ مُجتَمَعٍ قادِرٍ على الصُّمود، وتُرَوِّجُ لِلحُلولِ التي تُعَزِّزُ التَّماسُكَ الاجتِماعِيَّ وتَنْهَضُ بِاحْتِرامِ حُقوقِ الإِنْسانِ وكرامَتِه.
“كوفي عنان” الأَمينُ العامُّ السَّابِقُ لِلأُمَمِ المُتَّحِدَة، في تَقريرِهِ لِلأُمَمِ المُتَّحِدَةِ عَامَ 2000 وعُنوانُهُ (نَحنُ البَشَر) أَعطى وَصْفاً لِلأَمنِ الإِنْسانِيّ، وفي مَعْرِضِ حَديثِهِ قَال: “يَتَضَمَّنُ أَمنَ الإِنسانِ بِأَوسَعِ مَعانِيهِ ومَا هُوَ أَكثَرُ بِمراحِلٍ مِن انْعِدامِ الصِّراعاتِ العَنيفَة، فَهوَ يَشمَلُ الإِنسانَ أَوَّلا، والحُكمَ الرَّشيدَ وإمكانيَّةَ الحُصولِ على التَّعليمِ والرِّعايَةِ الصِّحِّيَّة، وإتاحَةَ الفُرَصِ والخَياراتِ لِكُلِّ فَرْدٍ لِتَحقيقِ إمكاناتِه، مِمَّا يُؤَدِّي إلى الحَدِّ والتَّحَرُّرِ مِنَ الفَقْرِ وتَحقيقِ النُّمُوِّ الاقتِصادِيِّ ومَنعِ الصِّراعاتِ وحُرِّيَّةِ الأجيالِ المُقْبِلَة، وبالتَّالي إلى أَمنِ الإِنْسانِ والأَمْنِ القَومِيّ”. قَد حَدَّدَتْ الأُمَمُ المُتَّحِدَةُ أَبعادَ الأَمْنِ الإِنْسانِيِّ عامَ 1994 في تَقريرِ التَّنمِيَةِ البَشَرِيَّةِ (حَسبَ الحاجاتِ الإِنْسانِيَّة)، وَسَعَتْ للتَّأثيرِ على القِمَّةِ العالَمِيَّةِ لِلأُمَمِ المُتَّحِدَةِ الذي انعَقَدَ في “كوبنهاغن” 1995 بِشأنِ التَّنمِيَةِ الاجتِماعِيَّة، هذِهِ الأبعادُ التي بِدونِها يَحدُثُ تَهديدٌ لِلأمْنِ الإِنْسانِيّ:
- البُعدُ الاقتِصادِيّ؛ أَي ضَمانَ الحَدِّ الأدْنى لِدَخْلِ الفَرْد.
- البُعدُ الغِذائِيّ؛ أَي ضَمانَ الحَدِّ الأدْنى مِنَ الغِذاء.
- البُعدُ الصِّحِيّ؛ أَي ضَمانَ الحَدِّ الأدْنى لِلرِّعايَةِ الصِّحِّيَّة.
- البُعدُ البيئِيّ؛ أَي حِمايَةَ الإِنْسانِ مِنَ الكَوارِثِ وحِمايَةَ البيئَةِ والطَّبيعَة.
- الُبعدُ الفَرْدِيَ؛ أَي حِمايَةَ الإِنْسانِ مِنْ عُنْفِ الدَّولَةِ والأَفراد.
- البُعدُ المُجْتَمَعِيّ؛ أَي ضَمانَ استِمرارِ العَلاقاتِ الاجْتِماعِيَّةِ والحِمايَةَ مِنَ العُنْفِ العِرقِيِّ والطَّائِفِيّ.
- البُعدُ السِّياسِيّ؛ أَي ضَمانَ حَياةِ الفَردِ بِأنْ يَعيشَ في مُجْتَمَعٍ يَحتَرِمُ حُقوقَهُ الإِنْسانِيَّةَ والسِّياسِيَّة.
نَذْكُرُ هُنا خِطابَ الحُرِّيَّاتِ الأرْبَعِ الشَّهيرِ عَامَ 1941 لِلرَّئِيسِ الرَّاحِلِ “فرانكلين روزفلت” حَيثُ ذَكَرَ حُرِّيَّةَ الرَّأيِ والتَّعبير، حُرِّيَّةَ العِبادَة، التَّحَرُّرَ مِنَ الحَاجَة، والتَّحَرُّرَ مِنَ الخَوف. وِفقاً لِلمَسْحِ الذي أجرَتْهُ مُنَظَّمَةُ العَفْوِ الدَّولِيَّة؛ فَإِنَّ القَمْعَ السِّياسيّ، والتَّعذيبَ المَنهَجِيّ، كانَ ولا يَزالُ يُمارَسُ في (110) دَولَةٍ في العالَم، ويَشْمَلُ ذَلِكَ على سوءِ المُعامَلَة، الخَطْف، القَمْع، الاغتِصابِ ومُمارَسَةِ السَّيطَرَةِ على فِكْرِ ومَعْرِفَةِ الإِنْسان. نَضَعُ أَمْنَ النَّاسِ في قَلْبِ بِناءِ السَّلامِ مَعَ الاعْتِرافِ بِمَظالِمِهِ المُختَلِفةِ التي غَالِباً ما تَكونُ الأسبابَ الجَذرِيَّةَ لِلعُنف. مِن أجلِ مَنعَ الصِّراع، تَلَقَّى الأَمْنُ البَشَرِيُّ مَزيداً مِنَ الاهتِمامِ مِن مُؤَسَّساتِ التَّنمِيَةِ العالَمِيَّةِ الرَّئيسِيَّة، كَمُنَظَّمَةِ حُقوقِ الإِنْسانِ وَمُنّظَّمَةِ العَفْوِ الدَّولِيَّةِ والبَنْكِ الدَّولِيِّ وغَيرِها مِنْ مُنَظَّماتِ هَيئَةِ الأُمَمِ المُتَّحِدَة.
هُناكَ عِدَّةُ أَبعادٍ تَتَعَلَّقُ بِالشُّعورِ بِالأَمْنِ الإِنْسانِيِّ مِثْلَ التَّحَرُّرِ مِنَ الخَوف، والتَّحَرُّرِ مِنَ العَوَزْ، والعَيشِ بِكرامَة. أمَّا التَّحَرُّرُ مِنَ الخَوف؛ فَيَشْمَلُ على حِمايَةِ الأَفرادِ مِنَ الصِّراعاتِ العَنيفَة، خاصَّةً في حالاتِ الطَّوارِئِ ومَنعِ الصِّراعاتِ وحَلِّها وبِناءِ السَّلامِ، وكُلُّها تَكونُ على نَهجٍ واقِعِيّ، ويُمكِنُ التَّحَكُّمُ بِها مِنْ أَجْلِ أَمْنِ الإِنْسان. أَمَّا التَّحَرُّرُ مِنَ العَوَز؛ فَيَعني إِتَّباعَ نَهْجٍ شُمولِيٍّ وتَوسيعِ جَدْوَلِ التَّحَدِّي في العَمَل، لِيَشْمَلَ على مُحارَبَةِ البَطالَةِ وتَهديدِ الجوعِ والمَرَضِ والكَوارِثِ الطَّبيعِيَّة. أَضِفْ إلى ذَلِكَ ما نَراهُ اليَوْمَ مِنَ الإِباداتِ الجَماعِيَّةِ والتَّطَرُّفِ العَنيف، كُلُّ ذَلِكَ لا بُدَّ أَنْ يُواجَهَ بِجِدِّيَّةٍ واستِمرارِيَّةٍ كَي يَتَمَكَّنَ الإِنْسانُ مِنَ العَيشِ بِكرامة.
نَظَراً إِلى أَنَّ النَّهْجَ الذي يُرَكِّزُ على الإِنْسانِ تِجاهَ الأَمْنِ لَهُ آثارٌ على كَيفِيَّةِ تَنْفيذِ وفَهْمِ وتَقييمِ الصِّراعِ وتَخطيطِ البَرامِجِ وتَنفيذِها وتَقييمِ مُبادَراتِ بِناءِ السَّلام، بِالتَّالي تَأثيرُهُ على الأَمْنِ الوَطَنِيِّ والإقليمِيِّ والعَالَمِيّ؛ فَقَدْ وَضَعَتْ الأُمَمُ المُتَّحِدَةُ ما يُسَمَّى بِالأَجِندَةِ العالَمِيَّةِ 2030، أو أهدافِ التَّنمِيَةِ المُستَدامَةِ، وهِيَ رُؤيَةٌ ودَعوَةٌ عالَمِيَّةٌ تَهْدِفُ لِلعَمَلِ مِنْ أَجْلِ القَضاءِ على الفَقْرِ وحِمايَةِ كَوكَبِ الأَرْضِ وضَمانِ تَمَتُّعِ جَميعِ الشُّعوبِ بِالسَّلامِ والازدِهارِ بِحُلولِ عَامِ 2030. أَهدافُ التَّنمِيَةِ المُسْتَدامَةِ هِيَ أَهدافٌ مُتَرابِطَةٌ وغالِباً يَكونُ النَّجاحُ في تَحْقيقِ هَدَفٍ بِعَينِهِ في مُعالَجَةِ مَوضوعٍ مُحَدَّدٍ يُؤَدِّي إِلى تَحقيقِ أَهدافٍ أُخرى. ما يُمَيِّزُ هذِهِ الأهداف عن غَيرِها، أنَّهُ لَمْ يَسْبِق أَنْ وافَقَتْ جَميعُ الدُّوَلِ الأَعضاءِ لَدى مُنَظَّمَةِ الأُمَمِ المُتَّحِدَةِ والبالِغ عَدَدُهم 193 دَوْلَةً على رُؤيَةٍ بَعيدَةِ المدى لِمُستَقبَلِنا الجَماعِيّ. تُمَثِّلُ أَهدافُ التَّنمِيَةِ المُستَدامَةِ خَارِطَةَ طَريقٍ شامِلَة؛ فَهيَ تُعالِجُ الأَسْبابَ الجَذرِيَّةَ لِضَعْفِ الأَمْنِ الإِنسانِيّ. تَقْتَضي التَّعاوُنَ والعَمَلَ مَعَ جَميعِ الشُّرَكاءِ وبِشَكْلٍ عَمَلِيّ، حتَّى نَتَمَكَّنَ مِنَ اتِّخاذِ الخَياراتِ الصَّحيحَةِ لِتَحسينِ الحَياةِ بِطَريقَةٍ مُستَدامَة، والمُساعَدَةَ على الانِتِقالِ مِنْ مَرحَلَةِ مُواجَهَةِ الأَزماتِ الإِنْسانِيَّةِ إِلى التَّنْمِيَةِ المُستَدامَةِ الأَطول أَجَلًا لِجَميعِ الأَجْيالِ القادِمَة.
قَدْ عَزَّزَتْ الأُمَمُ المُتَّحِدَةُ الدَّعمَ الذي تُقَدِّمُهُ لِلدُّوَلِ الأعْضاءِ في مَجالِ تَوطيدِ قُدْرَتِها على الصُّمودِ في مُواجَهَةِ تَغَيُّرِ المَناخِ والكَوارِثِ الطَّبيعِيَّةِ وتَشْجيعِ إِقامَةِ مُجْتَمَعاتٍ مُسالِمَةٍ وشامِلَةٍ لِلجَميع، ومُعالَجَةِ الأَسْبابِ الكامِنَةِ لِلفَقْرِ المُسْتَمِر. أَتَتْ هذِهِ الأَهداف السَّبْعَ عَشَرَةَ كَالأَهدافِ المُسْتَقْبَلِيَّة، التي يَطْمَحُ العالَمُ إلى تَحقِيقِها، وهذِهِ الأهدافُ تَشْمَلُ 169 غَايَةً و233 مُؤَشِّر. مَعَ أَنَّ الأَسْبابَ الجَذْرِيَّةَ لِلتَّحَدِّياتِ وتَجلياتَها تَخْتَلِفُ كَثيرًا بِحَسَبِ البُلدانِ والمُجْتَمَعاتِ المَحَلِّيَّة، فِإِنَّ هذا المَفهومَ يُشَجِّعُ على أَنْ تَكونَ الاستِجاباتُ مُلائِمَةً لِلواقِعِ المَحَلِّيّ. ويُساعِدُ الأمْنُ البَشَرِيُّ على إِضْفاءِ طَابِعٍ مَحَلِّيٍّ على جَداوِلِ الأَعمالِ الدَّولِيَّةِ والوَطَنِيَّةِ لِضَمانِ عَدَمِ تَرْكِ أَيِّ أَحَدٍ خَلْفَ الرَّكْب.
ما يُمَيِّزُ أَهدافَ التَّنمِيَةِ المُسْتَدامَةِ أَيْضاً أَنَّها تُرَكِّزُ عَلى شُمولِيَّةِ الجَميع، وتُوَحِّدُ الشُّعوبَ في سَبيلِ إِحداثِ تَغييرٍ إِيجابِيٍّ لِلعالَمِ أَجْمَع. حَيْثُ لا يُمْكِنُ لِدَولَةٍ أَنْ تَعْمَلَ لِوَحْدِها لِتُحَقِّقَ النُّمُوَّ الاجتِماعِيَّ والاقتِصادِيَّ داخِلَ حُدودِها فَقَط، بَلْ يَجِبُ على الدُّوَلِ أَنْ تَتَكاتَفَ وتَتَعاوَنَ لِضَمانِ تَحْقيقِ الأَهْدافِ والاسْتِدامَةِ لِلعالَمِ أَجْمَع، تَحاشِياً لِحُدوثِ أَيِّ نِزاعٍ أو اصطِدامٍ ناتِجٍ عَنْ عَدَمِ الشُّعورِ بِالأَمْنِ الإِنْسانِيِّ عَالَمِيّاً. بِذلِكَ يَكونُ تَأكيداً على تأثيرِ الدُّومينو؛ أَي أَنَّ حُدوثَ شَيءٍ سَيِّءٍ في بَلَدٍ ما، قَدْ يُؤَدِّي إِلى حُدوثِ سِلْسِلَةٍ مِنَ الأَحْداثِ السَّيِّئَةِ المُتَتالِيَةِ في بُلْدانٍ ومَناطِقٍ مُخْتَلِفَةٍ ناتِجَةٍ عَنْ ذَاتِ الشُّعورِ بِالعَوَزِ أَو الفَقْرِ أو الذُّل. في إبريل مِن عامِ 1954، قالَ الرَّئيسُ الأَمْرِيكِيّ “دوايت أيزنهاور” في مُؤْتَمَرٍ صَحَفِيّ: “انْظُر إلى أْحجارِ الدُّومينو واطْرُقْ واحِداً مِنْها، وانْظُر ماذا سَيَحْدُثُ لِآخِرِ حَجَرِ دومينو، بِالتَّأكيدِ سَيَسْقُطُ بِسُرْعَةٍ أَكْبَر.
زَيْن الصُّبِحْ