هُناكَ الكَثيرُ مِنَ المَواضيع، التي تَحْتاجُ وتَتَطَلَّبُ مِنَّا الكَثيرَ مِنَ الوَقْتِ والُجْهد، لِتَقْديمِها بِشَكْلٍ إِيجابِيٍّ ومُفيد. في رَأْيي، المُجتَمَعُ وأَفْرادُهُ يَسْتَحِقُّونَ مِنَّا هذا المَجهود، وبِالعَوْدَةِ إِلى مَنْهَجِ المونتيسوري، سَأُكْمِلُ حَديثِيَ عَنْ هذا المَنْهَجِ الغَنِيِّ بِالمَعلومات. المَراحِلُ العُمْرِيَّةُ التي يَضُمُّها مَنْهَجُ المونتيسوري: صِحَّةُ الأَطْفالِ وتَربِيَتُهُم الُخلُقِيَّةِ ونَشاطُهُم الجِسْمانِيّ، كانوا مِحْوَرَ اهْتِمامِ مَارِيَّا مونتيسوري. وهكَذا قَسَّمَتْ مارِيَّا مونتيسوري عَمَلِيَّةَ التَّنْمِيَةِ البَشَرِيَّةِ لِلإِنْسانِ لِأَرْبَعِ مَراحِلٍ أَساسِيَّة، تَمْتَدُّ مِنْ عُمْرِ الوِلادَةِ وحَتَّى عُمْرِ 24 عاما، وقَدْ وَضَعَتْ لِكُلِّ مَرْحَلَةٍ رُؤْيَةً خَاصَّةً مِنْ حَيثُ الَخصائِصِ وطُرُقِ التَّعَلُّمِ والأَنْشِطَةِ الضَّرورِيَّة.
المَرْحَلَةُ الأُولى: مِنْ عُمْرِ الوِلادَةِ حَتَّى 6 سَنَواتْ: تَناوَلَتْ مونتيسوري أَهَمِّيَّةَ السَّنَواتِ السِّتِّ الأُولى مِنْ حَياةِ الطِّفْل؛ فَهذِهِ الفَتْرَةُ تَتَمَيَّزُ بِأَنَّ الطِّفْلَ يَتَأَقْلَمُ فيها مَعَ مَنْ هُمْ حَولَه، وتَنْقَسِمُ هذِهِ السَّنوات إِلى 3 مَراحِل وهِيَ :
- مَرْحَلَةُ العَقْلِ المُسْتَوعِبْ: حَيْثُ يَتَأَثَّرُ الطِّفْلُ بِالبيئَةِ المُحيطَةِ بِهِ وتُشَكِّلُ أَساسَ تَعَلُّمِهِ في المُسْتَقْبَل.
- الفَتْراتُ الحَسَّاسَة: تَتَمَيَّزُ بِتِكْرارِ الطِّفْلِ لِأَنْشِطَةٍ مُعَيَّنَةٍ حَتَّى يُتْقِنَها.
- فَتْرَةُ الوَعْيِ الكَامِلْ: يُطَبِّقُ الطِّفْلُ بِوَعْيٍ كَامِلٍ ما سَبَقَ لِاكْتِسابِهِ مِنَ المَعْرِفَةِ والمَهارات.
هكَذا تَرى مونتيسوري أَنَّ كُلَّ مُشْكِلَةٍ يُعاني مِنْها الطِّفْلُ هِيَ بِسَبَبِ المُعامَلَةِ الخَاطِئَةِ التي يَتَلَقَّاها مِنَ الكِبار، كالطِّفْلِ الذي لَم يَتَعوَّدْ على الاسْتِقْلالِيَّةِ بِحَيثُ تَنوبُ عَنْهُ المُرَبِّيَةُ أَو الأُمُّ في القِيامِ بِالعَمَل. في هذِهِ المَرْحَلَة، لاحَظَتْ الدُّكتورة مونتيسوري أَنَّ الأَطْفالَ يَميلونَ لِلاكْتِشافِ وتَنْمِيَةِ قُدْراتِهِم النَّفْسِيَّة والجَسَدِيَّة، وعَنْ أَهَمِّ القُدْراتِ التي يَجِبُ أَنْ تُرَكِّزَ أَنْشِطَةُ مونتيسوري على تَطْويرِها في هذِهِ المَرْحَلَةِ هِيَ مهاراتُ اللُّغَةِ والنِّظامُ وصَقْلُ الَحواسِّ والتَّركيزُ على السُّلوكِ الاجتِماعِيِّ وتَبَنِّي أَهدافٍ صَغيرَة.
المَرْحَلَةُ الثَّانِيَة: مِنْ عُمْرِ 6 سَنَواتٍ حَتَّى 12 سَنَة: في هذِهِ المَرْحَلَة، لاحَظَتْ مونتيسوري العَديدَ مِنَ التَّغَيُّراتِ النَّفسِيَّةِ والجَسَدِيَّةِ على الأَطْفال، وقَد طَوَّرَتْ بِيئَةَ الفُصولِ والمَوادَّ الدِّراسِيَةَ والموادَّ الطَّبيعِيَّةَ بِما يَتَناسَبُ مَعَ هذِهِ التَّغَيُّرات. مِنَ الصِّفاتِ التي لُوحِظَ تَطَوُّرُها في هذِهِ المَرْحَلة، هِيَ المَيْلُ إِلى العَمَلِ في مَجْموعات، وتَطَوُّرُ الخَيال ِوالحِسِّ الأَخلاقِيِّ والتَّنظيمِ الاجْتِماعِيِّ والقُدْراتِ الإِبْداعِيِّةِ وتَشْكيلُ الاسْتِقْلالِ الفِكْرِي.
المَرْحَلَةُ الثَّالِثَة: مِنْ عُمْرِ 12 حَتَّى 18 سَنَة: وهِيَ بِالأَساسِ مَرْحَلَةُ المُراهَقَة، وقَدْ لاحَظَتْ مونتيسوري أَنَّ هذِهِ المَرْحَلَةُ تَتَمَيَّزُ بِتَغَيُّراتٍ جَسَدِيَّةٍ مُرْتَبِطَةٍ بِعُمْرِ البُلوغ وما يُرافِقُها مِنْ تَغَيُّراتٍ نَفْسِيَّة، ولِهذا فَالأَنْشِطَةُ يَجِبُ أَنْ تُراعِيَ خُصوصِيَّاتِ هذِهِ المَرْحَلَة، كَعَدَمِ الاسْتِقْرارِ النَّفْسِي، وَعَدَمِ التَّرْكيزِ في هَذا العُمْر، ونُمُوِّ شُعورِ الكَرامَةِ والاعْتِزازِ بِالنَّفْس، وهذِهِ المَرْحَلَةُ هِيَ مَرْحَلَةُ بِناءِ الذَّات.
المَرْحَلَةُ الرَّابِعَة: مِنْ عُمْرِ 18 حَتَّى 24 سَنَة: وهِيَ مَرْحَلَةُ النَّضوجِ بِالأَساس، ولَمْ تُطَوِّرْ مونتيسوري أَنْشِطَةَ تَعْليمِيَّةً لِهذِهِ المَرْحَلة، لكِنَّها اعتَمَدَتْ مَنْهجًا لِلتَّنْمِيَةِ الذَّاتِيَّةِ لِأَشْخاصٍ نَضَجوا في ظِلِّ فَلْسَفَةِ مونتيسوري (1).
تُتيحُ صُفوفُ مونتيسوري لِلطِّفْلِ التَّعَلُّمَ واللَّعِبَ مُنْفَرِدًا، أَو في مَجْموعاتٍ ثُنائِيَّة، أَو مَجْموعَةٍ صَغيرَةٍ أَو كَبيرَة، داخِلَ الصُّفوفِ أَو خارِجَها، على الطَّاوِلَةِ أَو على الأَرْض، وتَتَناسَبُ مَعَ حَجْمِ الطِّفْلِ مُكَوِّناتُها كافَّة، كَالأَثاث، والرُّفوف، والأَطْباقِ والأَدَواتِ المُسْتَخْدَمَةِ كافَّة، وتَأتي هذِهِ المُكَوِّناتُ ضِمْنَ أَشْكالٍ مُلَوَّنة، ومَوادِّ طَبيعِيَّة، وصُوَرٍ جِدارِيَّةٍ مُمْتِعة، تُوَفِّرُ لَهُ مَزيجٍا مِنَ التَّجارُبِ الحِسِّيَّةِ والذِّهْنِيَّة، ويُبنى التَّعَلُّمُ فيها على مَبادِئٍ رَئيسِيَّة، يَكونُ الطِّفْلُ فيها مَحْوَرَ العَمَلِيَّةِ لا المُعَلِّم (2). هُناكَ أَنْشِطَةٌ تَفاعُلِيَّةٌ عَديدَةٌ تُساعِدُ وتُطَوِّرُ مَهاراتِ الطِّفْلِ في مِنْهاجِ المونتيسوري، هَدَفُها النُّمُوُّ الجَسَدِيُّ والعَقْلِيُّ لَدى الطِّفْلِ وَضَّحَتْهُ هالة أَبو لبدة في الشَّكْلِ التَّالي (3):
هذِهِ القَائِمَةُ عِبارَةٌ عَنْ أَمْثِلَةٍ تَفْصيلِيَّةٍ لِأَنْشِطَةٍ ومَهامٍّ يُمْكِنُ الاسْتِئْناسُ بِها أَثْناءَ تَطْبيقِ طَريقَةِ مونتيسوري:
– فَتْحُ وغَلْقُ الصَّنادِيقِ وعُلَبِ البِسكويتِ وأَنْواعٍ مُخْتَلِفَةٍ مِنَ الأَبْوابِ والدَّواليب. – سَكْبُ الحُبوبِ و سَكْبُ المَاءِ في قارُورَةٍ مِنُ خِلالِ قمع. – طَيُّ المَلابِسِ وفَكُّ الطَّيِّ بَعْدَ ذلِك. – رَفْعُ وحَمْلُ ووَضْعُ أَشياءَ حَسَّاسَةٍ أو سَهْلَةِ الكَسْر. – رَفْعُ وحَمْلُ السِّجَّادَةِ الصَّغيرَةِ الخَاصَّةِ بِالأَرْض. – طَيُّ وفَكُّ السِّجَّادَةِ الصَّغيرَةِ الخَاصَّةِ بِالأَرْض. – رَفْعُ وحَمْلُ كُرْسِيِّ ثُمَّ وَضْعُه. – تَلْميعُ الأَثاثِ والأَشْياءِ والنَّوافِذِ و المَرايا. – غَسْلُ المَلابِس. – تَرْتيبُ السَّرير. – غَسْلُ وتَجْفيفُ الأّواني وأَدواتِ المَطْبَخ. – وَضْعُ الأَواني وأَدواتِ المَطْبَخِ في مَكانِها. – غَلْقُ وفَتْحُ السَّتائِر. – تَرْتيبُ الزُّهورِ في المَزْهَرِيَّة. – استِعمالُ المِقَصِّ ومُناوَلَتِهِ لِشَخْصٍ آخر. – مُناوَلَةُ الكِتاب. – حَمْلُ وتَشْغيلُ آلَةِ تَسْجيلٍ أَو ما شَابَهَهَا. – غَسْلُ اليَدَيْنِ والوَجْه. – تَسْريحُ الشَّعْر. – تَضْفيرُ الشَّعْرِ لِلبَنات. – رَبْطُ رِباطِ الأَحْذِيَة. – تَعْليقُ المِلابِسِ فَوقَ الشَّمَّاعَة. – تَحِيَّةُ الأَصْدِقاءِ والغُرَباء. – تَنْظيفُ التُّراب. – كَنْسُ الأَرْضِ بِالمِكْنَسَة.
ما هُوَ الفَرْقُ بَيْنَ رُكْنِ العِقابِ ورُكْنِ السَّلام؟
رُكْنُ العِقابْ
السُّلوكِيَّاتُ الخاطِئَةُ التي يَرْتَكِبونَها الأَطْفالُ مِنْ آنٍ لآخَر، يُعاقَبونَ عَليها بِالشَّكْلِ الخَاطِئ، فَهُناكَ الكَثيرُ مِنَ الآباءِ والأُمَّهاتِ والعامِلينَ في المَدارِسِ يَلْجَؤُونَ إِلى تَعْنيفِهِمْ بِالضَّرْب، أَو الشَّتم، والصُّراخِ عَلَيهِم، وتُعْتَبَرُ هذهِ الطُّرُقُ خاطِئَةً وفاشِلَة، حَيْثُ تُسَبِّبُ ضَرَراً نَفْسِيّاً كَبيراً لِلطِّفْل، وتُوَلِّدُ الكَراهِيَّة، والحِقْد. مِنْ أَخْطَرِ هذِهِ الطُّرق هُوَ عَزْلُ الطِّفْلِ كَعِقاب، هَل تَساءَلْتَ يَومًا عَنْ أَسْبابِ تَصْنيفِ الحَبْسِ الانْفِرادِيِّ كَأَسْوأِ تَعذيبٍ نَفْسِيٍّ لِلمَسْجون؟ المَسْجونُ في الحَبْسِ الانْفِرادِيِّ يُعاني مِنَ الآتي:
القَلَقِ والخَوفِ والتَّرَقُّبِ والتَّوَتُّرِ والاكْتِئابَ واليَأسِ واللّامُبالاةِ والانْكِسارِ والكَسَلِ والخُمولِ والغَضَبِ والتَّحَفُّزِ والعُدوانِيَّةِ ونَوباتِ الهَياجِ وضَعْفِ التَّركيزِ وتَشَتُّتِ الانْتِباهِ وضَعْفِ الذَّاكِرَةِ وتَشَوُّشِ الأَفْكار. وإِذا طَالَتْ فَتْرَةُ حَبْسِهِ قَدْ يُصابُ بِالفِصامِ والاكْتِئابِ المُزْمِنِ وأَمْراضٍ نَفْسِيَّةٍ أُخرى. هذا نَفْسُ ما يَحْدُثُ لِطِفْلِكَ في عُزْلَتِه، وتَزْدادُ الآثارُ الجانِبِيَّةُ كُلَّما تَكَرَّرَ عَزْلُهُ وكُلَّما طالَتْ مُدَّةُ عُزْلَتِه، هُناكَ العَديدُ مِنَ الطُّرُقِ البَعيدَةِ عَنْ هذِهِ الأَساليبِ لِعقابِ الطِّفْل، مِنْها:
- وَقْتٌ مُسْتَقْطَعٌ لِلعِقاب.
- احْتِسابُ النُّقاط.
- الحِرْمانُ مِنَ الأَشْياءِ المُفَضَّلَة.
- القِيامُ بِعَمَلٍ إِضافِيٍّ في المَنْزِل.
- التجاهُل.
- مُناقَشَةُ الخَطَأ.
- عِقابُ المَشاعِر، يَكونُ ذلِكَ بِتَعبيراتِ الوَجْهِ والخِصام.
رُكْنُ السَّلامْ
رُكْنُ السَّلامِ في نَهْجِ المونتيسوري هُوَ رُكْنٌ هادِئٌ في المَنْزِلِ أَو الحَضانَةِ بَعيدٌ عَنِ الأَطْفالِ والمُؤَثِّراتِ الصَّوتِيَّةِ والبَصَرِيَّة. قَدْ يَكونُ خَيْمَةً أَو رُكْنًا فِعْلِيًّا في حُجْرَةٍ ما. عِنْدَما يَثورُ الطِّفْلُ يَذْهَبُ لِيَجْلِسَ في هذا الرُّكْنِ لِيُفَكِّرَ ويَهْدَأَ ثُمَّ يَعودُ لِلانْدِماجِ في الحَياةِ اليَومِيَّةِ والأَنْشِطَةِ المُعْتادَة. بِدونِ تَدْقيق. قَدْ يَبدو رُكْنُ السَّلامِ مُجَرَّدَ اسْمٍ مُخْتَلِفٍ لِلـ naughty corner المعروفِ في أُسلوبِ العَزْل. إِلَيكَ الفُروق:
أَوَّلًا: رُكْنُ السَّلامِ حَقًّا يَبْعَثُ السَّلامَ في دَاخِلِ الطِّفْل، وهُوَ مَنْ يُكَوِّنُه، ويَخْتارُ مَكانَهُ في المَنْزِلِ ويَعْرِفُهُ باسْمِ “رُكْنِ السَّلام” ويَختارُ مُكَوِّناتَهُ بِنَفْسِه.
ثَانِيًا: مُكَوِّناتُ رُكْنِ السَّلامِ مُحَبَّبَةٌ إلى قَلْبِ الطِّفْل، وتُساعِدُهُ عَلى الاسْتِرخاءِ والهُدوءِ وهُوَ مَنْ يَخْتارُها بِنَفْسِه، قَدْ تَكونُ قِصَّةً مُصَوَّرَةً يُحِبُّها أو موسيقى مَفَضَّلَة أو مَجموعَةَ لَوحاتٍ أو مُكعَّبات خَشَبِيَّة أو فانوسًا أو مِسْبَحَة. يُصَمَّمُ ديكور هذا الرُّكْنِ لِيَكونَ الرُّكْنِ المُفَضَّلَ لَهُ في المَنْزِل.
ثالِثًا: أَنْتِ القُدْوَةُ لِطِفْلِك. لِيَعْرِفَ الطِّفْلُ فيمَ يُسْتَخْدَمُ هذا الرُّكْنُ يَجِبُ أَنْ يَراكِ تَسْتَخْدمينَه. عِنْدَما تَكونينَ مُرْهَقَةً أو ثائِرَةً أو مُتَوَتِّرَةُ أو قَلِقَة، قُولي لِطِفْلِكِ أَنَّكِ تَحْتاجينَ لِلذَّهابِ إِلى رُكْنِ السَّلامِ لِتُفَكِّري وتَهْدَئِي. إِذا أَرادَ طِفْلُكِ الذَّهابَ مَعَك، لا بَأس! عَلِّميهِ أَنْ يَذْهَبَ مَعَكِ وأَنْ يَجْلِسَ في حُضْنِكِ بِصَمْتٍ وسَكينَة.
رابِعًا: لا تُوجَدُ فَتْرَةٌ مُحَدَّدَةٌ يَجِبُ على الطِّفْلِ أَنْ يُمضيها في رُكْنِ السَّلام! هُوَ يَخْتارُ أَنْ يَجْلِسَ بِهِ وَقْتَما يَحتاجُ لِلسَّلام، وأَنْ يَخْرُجَ مِنْهُ عِنْدَما يَشْعُرُ أَنَّهُ اسْتَعادَ هُدوئَه.
خَامِسًا: إِذا طَلَبَ مِنْكِ الطِّفْلُ أَنْ تَنْضَمِّي لَهُ في رُكْنِ السَّلام، انضَمِّي لَهُ لِأَنَّ في هذِهِ الحَاَلِة هُوَ يَحتاجُ حُضْنَكِ لِيَصِلَ إِلى السَّلامِ الذي يَبْتَغيه.
سادِسًا: لا تَأْمُري طِفْلَكِ بِالذَّهابِ إِلى رُكْنِ السَّلام، اسأَليهِ بِهدوء: “هَلْ تَحْتاجُ أَنْ تَذْهَبَ إِلى رُكْنِ السَّلام؟” واعرِضي عَلَيهِ الذَّهابَ مَعَه: “هَل تَحتاجُني أَنْ أَذْهَبَ مَعَكَ أُم تُريدُ أَنْ تَكونَ وَحْدَك؟” واسأَليهِ إِذا كانَ يُريدُ أَنْ يَأْخُذَ شَيئًا مَعَه: “هَلْ تُريدُ أنْ تَأْخُذَ مَعَكَ قِصَّتَكَ المُفَضَّلَة؟“
سابِعًا: عِندَما يَخْرُجُ الطِّفْلُ مِنْ رُكْنِ السَّلامِ عانِقيهِ واطْمَئِنِّي عَلَيه: “هَلْ أَنْتَ بِخَير؟” “هَل تُريدُ التَّحَدُّثَ بِشأَنِ ما حَدَث؟“
هذِهِ هِيَ الفُروقُ الأَساسِيَّةُ بَيْنَ رُكْنِ السَّلامِ ورُكْنِ العِقاب، نَتيجَةُ رُكْنِ السَّلامِ هِيَ طِفْلٌ هادِئٌ قادِرٌ على سَيْطَرَةِ انفِعالاتِهِ ويَكونُ على قَدْرٍ أَكْبَرَ مِنَ المَسؤولِيَّةِ لِاتِّخاذِ قَراراتِهِ لِيَشْعُرَ بِالحُبِّ والطُّمَأنينَة. ونَتيجَةُ رُكنِ العِقابِ هِيَ طِفْلٌ غاضِبٌ مُدَمَّرٌ مُنْتَقِمٌ حاقِدٌ يُشْهِرُ بِالكراهِيَّة! (4)
رازان الظَّاهِرْ
المراجع:
(1) مقال رشيد التلواتي – منصة تعليم جديد 2015
(2) Inside a Montessori classroom
(3) هالة أبو لبدة محررة تعليم وجامعات – ميدان
(4) مروة رخا – مصر العربية 2016