معالجة الفجوة بين الأفراد المبدعين والخبراء التقنيين في سوق عمل التصميم

معالجة الفجوة بين الأفراد المبدعين والخبراء التقنيين في سوق عمل التصميم

المشكلة:

في المجال المهني، يبدو أن هناك تفضيلا للأفراد الذين يشبهون الآلة على العقول المبدعة. يستخدم مصطلح “الأشخاص الآليون” لوصف أولئك الذين يمتلكون الكفاءة التقنية في تشغيل البرامج ولكنهم يفتقرون إلى فهم أعمق للمبادئ العلمية التي يقوم عليها الخلق. يبدو أن هذا الاتجاه في سوق العمل يفضل النهج الموجه نحو الآلة بدلا من تقييم الأفراد المبدعين الذين يبنون عملهم على المعرفة العلمية. هناك حاجة ملحة لاستكشاف سوق المصممين والتصميم بطريقة أكثر تفصيلا. وتكمن المشكلة في النظام التعليمي، ولا سيما الجامعات، التي تفشل في توفير التعليم العلمي والتدريب ذي الصلة الذي يلبي متطلبات كل من المتعلمين وسوق العمل. محور هذه القضية هو عدم إدراك وفهم ثقافة التصميم. هذا النقص له آثار كبيرة، وفشل سوق العمل في معالجة تعقيدات هذا الوضع، مما يؤدي إلى فشل محتمل في المستقبل.

لتوضيح دور الجامعات، من الضروري أن نفهم أن وظيفتها الأساسية هي تنظيم المعرفة. يجب أن تركز الجامعات على تطوير الكفاءات التي من شأنها تمكين الأفراد من اغتنام فرص العمل بنجاح. وهذا يتطلب جهدا شخصيا وتفانيا من الطلاب لتعزيز ما يتعلمونه داخل بيئة الجامعة. يمكن للتعليم والتعلم عند التعامل معه بالطريقة الصحيحة، أن يخلق بيئة داعمة تزود الطلاب بالمعرفة والأدوات لتسهيل التعلم الذاتي. التعلم والتعليم كمفاهيم متميزة؛ بينما يشمل التعليم التعليم الرسمي الاكتساب النشط والمستمر للمعرفة. تقع مسؤولية التعلم على عاتق المتعلم؛ إن استعدادهم للمشاركة والاستثمار في رحلة التعلم الخاصة بهم أمر حيوي لتحقيق النمو الشخصي والمهني.

الألعاب في الأردن:

برز تطوير الألعاب كمجال بارز ومربح في الأردن، مع إنشاء مختبر الألعاب “ميس الورد”. وقد وسع هذا المختبر المبتكر وجوده ليشمل سبع محافظات، مع مختبر متنقل إضافي للوصول إلى جمهور أوسع. يهدف مختبر الألعاب إلى توفير برامج شاملة تعزز الإبداع وتنمية المهارات والمعرفة الصناعية بين مطوري الألعاب الطموحين. ومع ذلك، يكمن التحدي الكبير في عدم اهتمام الطلاب، ويعزى ذلك في المقام الأول إلى التركيز السائد على تحقيق درجات عالية بدلا من شغف حقيقي بالتعلم.

دور التوجيه:

يحمل دور المرشد قيمة كبيرة، خاصة للطلاب والشباب الذين لديهم تجارب حياتية محدودة. يلعب الموجهون دورا توجيهيا حيويا خلال هذه المرحلة الحرجة من التطوير الشخصي والمهني حيث يقدمون الحكمة والدعم والرؤى التي يمكن أن تشكل رحلتهم نحو النجاح. من المهم الاعتراف بأن الحاجة إلى الموجهين تتجاوز الفئات العمرية الأصغر سنا. يظل التوجيه ذا صلة وقيمة طوال حياة المرء بغض النظر عن العمر أو المرحلة المهنية. يمكن للمهنيين المتمرسين الاستفادة من إرشادات ومنظور الموجهين الذين اجتازوا مسارات مماثلة ويمكنهم تقديم نصائح قيمة لمزيد من النمو والإنجاز. بالإضافة إلى القياسات التالية التي تم استكشافها: 

  • تعزيز اهتمام الطلاب: يجب أن تعمل الشركات والمؤسسات التعليمية معا لتنمية الاهتمام بتطوير الألعاب بين الطلاب. من خلال إظهار الفرص المثيرة والتأثير الحقيقي للصناعة، يمكن تشجيع الطلاب على متابعة هذا المجال بحماس حقيقي.
  • التوافق مع متطلبات الصناعة: من الضروري تصميم المناهج الدراسية لتشمل المعرفة النظرية والمهارات العملية التي تتطلبها صناعة الألعاب. إن دمج علم تصميم الألعاب مع التركيز على الاستعداد لسوق العمل يزود الطلاب بمجموعة المهارات المناسبة للازدهار في حياتهم المهنية.
  • برامج التدريب العملي: يمكن للجامعات أن تلعب دورا حاسما من خلال فرض فترات تدريب عملي للطلاب. توفر هذه الدورات التدريبية وورش العمل خبرة عملية قيمة والتعرض لتحديات العالم الحقيقي التي يواجهها المحترفون في صناعة الألعاب.
  • معالجة معضلة التدريب المدفوع: يمكن أن يكون تقديم فرص التدريب المدفوعة مفيدا في جذب الطلاب إلى التدريب الداخلي وضمان التزامهم. ومع ذلك، يجب على الجامعات والشركات التعاون لاستكشاف خيارات التمويل أو الرواتب للطلاب، خاصة عندما يمثل التدريب غير مدفوع الأجر تحديات مالية.
  • توسيع فرص التدريب: لاستيعاب الطلاب من مختلف المناطق، من الضروري توسيع فرص التدريب خارج العاصمة. إن إنشاء مراكز تدريب أو شراكات في محافظات مختلفة، بما في ذلك المناطق النائية، يمكن أن يجعل هذه الفرص أكثر سهولة وشمولية.
  • المسؤولية المشتركة: يكمن نجاح عملية التعليم في الجهود المشتركة للمؤسسات التعليمية والشركات والمتعلمين أنفسهم. إن تشجيع المشاركة النشطة والانخراط من جميع أصحاب المصلحة سيساهم في نظام بيئي أكثر قوة وديناميكية لتطوير الألعاب في الأردن.

دراسة حالة من لبنان، مركز بريدج ذا جاب – مركز سد الفجوة:

تواجه الصناعات الإعلامية الرئيسية ووكالات الإعلان، بما في ذلك تلك الموجودة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ودول الخليج، تحديات في توظيف الخريجين مباشرة من الجامعات بسبب فجوة المهارات الملحوظة. بينما يتم تغطية مهارات التصميم الجرافيكي في تعليم التصميم، هناك حاجة إلى مهارات لينة إضافية ضرورية للازدهار في مكان العمل. لمعالجة هذه المشكلة، عملت بريدج ذا جاب على تطوير برنامج متخصص يهدف إلى سد الانتقال بين تعليم التصميم على المستوى الجامعي ومتطلبات سوق العمل. يمتد البرنامج على مدار عشرة أيام، مع جلسات لمدة نصف يوم، ويتم إجراؤها بالتعاون مع جامعات مختارة. يغطي المنهج العديد من الموضوعات الحاسمة بما في ذلك إدارة الوقت، والعمل الجماعي، وتقنيات العرض، وجوانب محددة من التصميم الجرافيكي مثل سرد القصص. يساهم العلماء الخبراء من الجامعات البارزة، مثل الجامعة الأمريكية في بيروت وكلية إدارة الأعمال في الاتحاد الأوروبي، في تطوير هذه الدورات.

يتضمن تتويج البرنامج قيام المشاركين بتقديم عرض تقديمي إلى الرئيس التنفيذي لشركة ساتشي وساتشي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومقرهما بيروت. تتيح هذه الفرصة الفريدة للطلاب عرض قدراتهم واهتماماتهم أثناء تلقي ملاحظات بناءة. علاوة على ذلك، يقومون بتوصيل الطلاب بوكالات الإعلان الأخرى، ويتم تقديم التدريب الداخلي للمرشحين المؤهلين، والتي، على الرغم من عدم دفعها بالكامل، تغطي النفقات الضرورية. حتى الآن، نجح مركز التدريب في تشغيل أربع دفعات، تضم ما مجموعه 80 طالبا، وحصل 32 منهم على تدريب داخلي من خلال هذه المبادرة. 

التلمذة المهنية والتدريب في تخصصات التصميم

يمكن أن تكون بعض مجالات التصميم، مثل الهندسة والهندسة المعمارية والتصميم الداخلي، عرضة للركود إذا لم يتم استكمالها بالتطوير المستمر للمهارات والتدريب. على وجه الخصوص، تنشأ معضلة البرنامج، حيث يجب على المحترفين تحديد البرامج التي يتقنونها وما إذا كانت تتوافق مع الخيارات السائدة في الصناعة، مثل 3D Max مقابل Revit أو SketchUp. لزيادة تمكين مجتمع المصممين، يصبح من الأهمية بمكان أن يعترف الأفراد بحقوقهم ويفهموا القيمة التي يجلبونها للمشاريع، بما في ذلك كيفية تحديد أسعارهم بشكل مناسب والتفاوض على العقود. يمكن أن يؤدي هذا الوعي إلى ممارسة مهنية أكثر إنصافا واستدامة.

يخضع دور النقابات، التي تعمل كهيئات تنظيمية تشرف على مشهد العمل وتحمي حقوق المصممين، للتدقيق. إن فعالية ووضوح وظائف النقابات، من حيث وضع ظروف عمل عادلة، وحماية الملكية الفكرية، وتعزيز معايير الصناعة، هي جوانب أساسية التقييم والتحسين. لضمان النمو المستمر وأهمية تخصصات التصميم، يصبح تعزيز برامج التدريب المهني والتدريب المستمر أمرا ضروريا. من خلال مواكبة التطورات في التكنولوجيا واتجاهات الصناعة والمعايير المهنية، يمكن للمصممين الحفاظ على ميزتهم التنافسية والمساهمة بفعالية في مشهد التصميم المتطور باستمرار. تعد الجهود التعاونية بين أصحاب المصلحة في الصناعة والمؤسسات التعليمية والهيئات التنظيمية أساسية لتعزيز بيئة التعلم المستمر والتطوير المهني داخل مجتمع التصميم.

قصص حقيقية للباحثين عن عمل، رقم 1: رؤى حول تصميم البرمجيات والتفكير الإبداعي في سوق العمل

في مجال التصميم، يمكن أن يكون اختيار برامج التصميم في بعض الأحيان موضوعا مثيرا للانقسام، مما يؤدي إلى مناقشات حول أهميتها وتأثيرها على فرص العمل. من الضروري الاعتراف بأن البرمجيات يجب أن ينظر إليها على أنها أداة بدلا من الهدف النهائي للمصممين. يجب أن يمتلك المصمم متعدد الاستخدامات القدرة على العمل بكفاءة مع أي برنامج، والتكيف مع المشهد التكنولوجي المتغير باستمرار. داخل سوق العمل، هناك نقاش وثيق الصلة. بينما يجادل البعض بأن إتقان البرمجيات هو الهدف الأساسي للشركات التي تبحث عن مصممين مهرة، يؤكد آخرون أنه يجب النظر إلى إتقان البرمجيات كوسيلة لتحقيق غاية. يؤكد المنظور الأخير على أهمية تعزيز التفكير الإبداعي والتصور كمهارات أساسية للمصممين.

في حين أن تعلم وفهم برامج التصميم أمر بالغ الأهمية بلا شك، فإن الشركات تبحث في المقام الأول عن مصممين يمكنهم التفكير النقدي والابتكار بشكل إبداعي. تضع العملية الإبداعية القوية الأساس لتنفيذ التصميم الناجح. لذلك، يجب على الطلاب إعطاء الأولوية لتطوير قدراتهم على التفكير الإبداعي جنبا إلى جنب مع إتقان البرمجيات. غالبا ما يبحث المصممون الطموحون عن فرص تدريب غير مدفوعة الأجر لاكتساب خبرة عملية قيمة. هذه الممارسة مفيدة في شحذ مهاراتهم والتكيف مع تحديات العالم الحقيقي. في مكان العمل، غالبا ما يعطي أصحاب العمل الأولوية لتقييم كفاءة المصمم باستخدام الأدوات والبرامج بدلا من عقليتهم الإبداعية الشاملة. والمثير للدهشة أن إنشاء محفظة الأعمال (البورتفوليو) لا يعتبر دائما أمرا بالغ الأهمية في بعض الحالات، وهناك مخاوف بشأن خطر السرقة أو انتحال الشخصية. ومع ذلك، من الضروري تحقيق توازن بين حماية الملكية الفكرية للفرد وإظهار قدراته لأصحاب العمل المحتملين. في البيئة التعليمية، قد تكون هناك فجوات في المناهج الدراسية تفتقر إلى الموضوعات التي تتناول الجوانب الحيوية مثل مهارات العرض أو تقنيات التصميم الجرافيكي المحددة. غالبا ما تتوقع الصناعة من المصممين امتلاك مجموعة مهارات شاملة، لكن هذا التوقع قد لا يتماشى دائما مع المهارات التي يتم تدريسها في الأوساط الأكاديمية.

قصص حقيقية للباحثين عن عمل، رقم 2: الأدوات مقابل المفاهيم: الإبحار في الإبداع في التصميم

كان المسار في العالم الإبداعي غير تقليدي وملهم. انجذب في البداية إلى فن الكتابة على الجدران وواجه تحديات عندما تم القبض عليه مرتين مما أثر على سعيه للحصول على شهادة في أنظمة تكنولوجيا المعلومات. دون رادع، حول تركيزه إلى الفن البصري حيث وجد شغفه الحقيقي. بعد الانتهاء من دراسته، استكشف عالم الترميز الإبداعي مستخدما معرفته بالترميز لإنشاء صور ساحرة للموسيقى، كل ذلك من خلال التعلم الموجه ذاتيا. في عملية استكشاف اهتمامه المكتشف حديثا، أدرك أن الجامعة زودته بالمعرفة الأساسية اللازمة لاستكشاف المزيد ودفع حدود الترميز الإبداعي. على الرغم من القيمة السوقية المنخفضة نسبيا لعمله في الأردن، قادته رحلته الفنية إلى إقامات دولية حيث صقل مهاراته، وأنشأ مشاريع مبتكرة، وعرض إبداعاته.

مفهوم الإبداع هو المهيمن في فلسفته. ويشدد على أنه يجب على المصممين توسيع مجموعة أدواتهم من المهارات والتقنيات باستمرار واستخدامها حسب الحاجة لإحياء مفاهيمهم. بالنسبة له، الإبداع هو المفتاح الذي يميز الأفراد ويؤثر على عملية تفكيرهم ويشكل في النهاية نتائج عملهم. يوسع منظوره قيمة الأفكار والمفاهيم على المزيد من الترميز أو الأدوات. إنه يعتقد أن ما يتم شراؤه وتقديره هو المفهوم الكامن وراء التصميم وليس فقط الكود أو الأدوات المستخدمة لتنفيذه. تعزز هذه الرؤية فكرة أن الإبداع والتفكير الابتكاري يشكلان جوهر نهج المصمم الناجح. مع ذلك، فقد واجه عقبة كبيرة في صناعة التصميم الأردنية. لا يتم منح العديد من المصممين الفرصة لتقديم أفكارهم أو مفاهيمهم. بدلا من ذلك، غالبا ما ينظر إليهم على أنهم منفذون ومقيدون بتنفيذ تصميمات محددة مسبقا دون فرصة لعرض رؤيتهم الإبداعية بالكامل. يسلط هذا الضوء أيضا على مشكلة أكبر في العقلية المعمارية السائدة في الأردن، والتي تستحق المزيد من التحقيق. يمكن أن يمهد فهم هذه التحديات ومعالجتها الطريق لبيئة أكثر تقدما ورعاية للمصممين.

معلومات سوق العمل: مواجهة التحديات في توزيع الوظائف

في سوق العمل، هناك مخاوف من أن يتم تخصيص الوظائف في كثير من الأحيان على أساس العلاقات الشخصية (الواسطة) أو من خلال البيروقراطيات الحكومية (ديوان الخدمة المدنية). يمكن أن يؤدي هذا النظام الحالي لتوزيع الوظائف إلى تجاهل الأفراد المؤهلين لصالح الانتماءات الشخصية أو العمليات البيروقراطية. الواقع الحالي للباحثين عن عمل هو أنه يجب عليهم البحث بنشاط عن الفرص، وغالبا ما يواجهون عقبات بسبب ممارسات توزيع الوظائف السائدة. في بعض الحالات، قد يجد المصممون الموهوبون أنفسهم دون دور مهم في عملية صنع القرار، مما يحد من إمكاناتهم للنمو والمساهمة داخل المنظمة أو الصناعة. يلعب التنوع دورا محوريا في تمييز المهندسين المعماريين والمصممين والمهنيين الاستثنائيين عن نظرائهم. يتيح تبني التعلم الذاتي والتحسين المستمر للأفراد تطوير مهاراتهم والتميز في مجالات تخصصهم. تصبح هذه القدرة على تمييز الذات ميزة كبيرة في المشهد المتغير باستمرار لسوق العمل. كما ويقدم العمل المستقل حلا محتملا للأفراد الذين يبحثون عن فرص لعرض مواهبهم واكتساب خبرة قيمة. من خلال القيام بمشاريع مستقلة، يمكن للمصممين الاستفادة من مهاراتهم ، وبناء محفظة، وتأسيس وجودهم في الصناعة، مما يفتح الأبواب في نهاية المطاف أمام فرص أكثر جوهرية ومجزية.

تعزيز المكافآت العادلة للمصممين والمهندسين المعماريين: دور الحكومة

لضمان حصول المصممين والمهندسين المعماريين على تعويض عادل ومنصف، يجب اتخاذ العديد من الإجراءات الرئيسية، مدفوعة في المقام الأول بدور الحكومة ومشاركتها. وتشمل هذه الإجراءات تعزيز الروابط وفرص التواصل داخل الصناعة وتنفيذ مبادرات بناء القدرات المواضيعية والمركزة. أحد الجوانب الحاسمة التي تساهم في هذه القضية هو عدم وجود هيئة مؤسسية ومنظمة لمواجهة التحديات التي يواجهها المصممون والمهندسون المعماريون. ومن شأن إنشاء مثل هذه الهيئة أن يؤدي دورا هاما في معالجة المعضلة وتوفير الدعم والتوجيه اللذين تمس الحاجة إليهما. علاوة على ذلك، يجب على الحكومة أن تعمل بنشاط من أجل جذب وتشجيع شركات التصميم الكبيرة التي غادرت البلاد على العودة، مما يجعل الأردن مركزا إقليميا لمبادرات بناء القدرات. من خلال وضع الأردن كوجهة للمصممين الإقليميين لتلقي التدريب المتخصص وتعزيز المعرفة، يمكن للبلاد تعزيز النمو في صناعاتها الإبداعية والثقافية. الحواجز التي يواجهها المصممون والمهندسون المعماريون متنوعة وتمتد عبر مختلف الصناعات، مما يجعل حل هذه التحديات جهدا عبر الصناعة. ولذلك، من الضروري بذل جهود متضافرة من جانب الوكالات الحكومية وأصحاب المصلحة الآخرين لتهيئة بيئة مواتية لتنمية الصناعات الإبداعية والثقافية والاعتراف بها.

في هذا المسعى، يمكن أن يلعب مفهوم إنشاء منظمة أو جمعية قانونية، على غرار نموذج جمعية المختبرات الطبية، دورا حاسما في دعم العملية. ومن شأن هذا الكيان أن ييسر التفاعلات المنظمة والموجهة نحو تحقيق الأهداف، مما يكفل نتائج منصفة لجميع الأطراف المعنية. لزيادة تعزيز قيمة وإمكانات الصناعات الإبداعية والثقافية في الأردن، من الضروري التأكيد على الفوائد والفرص الاقتصادية التي توفرها هذه الصناعات. إن إظهار القيمة الاقتصادية لمؤشر الصناعات الإبداعية والثقافية بوضوح سيكون بمثابة حافز في النهوض بالقطاع وحشد دعم أكبر من كل من القطاعين الحكومي والخاص.

سهى عياش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *