تأطير:
عقد اللقاء الثاني من سلسلة الحواريات في 15 مايو 2023 في عمان بحضور 30 ممثلا من الصناعات الإبداعية والثقافية في الأردن بما في ذلك ممثلين عن وزارة الثقافة ومعالي هيفاء النجار. ترجع وزارة الثقافة الأردنية إلى تعريف اليونسكو عند الإشارة إلى الصناعات الإبداعية والثقافية والذي ينص على أن الإبداع وأشكال التعبير الثقافي كمدخلات أساسية ولديها القدرة على توليد فوائد اقتصادية واجتماعية وثقافية. وهي تشمل مجموعة واسعة من الأنشطة مثل: الحرف اليدوية والفنون الشعبية، والتصميم، والأزياء، والأفلام، وفن الطهي، والأدب، والموسيقى، والفنون المسرحية، والنشر، والفنون البصرية. تعكف وزارة الثقافة حاليا على وضع اللمسات الأخيرة على استراتيجية وخطة عمل للصناعات الإبداعية والثقافية في الأردن، وتخطط لعقد عدة لقاءات تشاورية مع الجهات الفاعلة والجهات المعنية في الصناعات الإبداعية والثقافية في الأردن خلال الفترة المقبلة قبل إطلاق الاستراتيجية في نسختها النهائية.
دور غير واضح وعدم فهم لهيئة تنمية المهارات التقنية والمهنية
هيئة تنمية المهارات التقنية والمهنية هي وكالة حكومية أردنية مسؤولة عن تطوير وتنفيذ برامج التعليم والتدريب التقني والمهني. تلعب هيئة تنمية المهارات التقنية والمهنية دورا رئيسيا في توفير برامج التدريب وإصدار الشهادات للعاملين في مجموعة متنوعة من الصناعات، بما في ذلك الصناعات الإبداعية والثقافية. يعمل المركز على تطوير العديد من المعايير المهنية المتعلقة بمختلف المهن. ستساعد هذه المعايير المهنية على ضمان أن العاملين والفاعلين في هذه الصناعات لديهم المهارات والمعرفة التي يحتاجونها ليكونوا ناجحين في مجالاتهم. تعمل هيئة تنمية المهارات التقنية والمهنية أيضا على تطوير آلية رسمية للتصنيف وإصدار الشهادات تعترف بتعلم وخبرة الأفراد الذين لم يكملوا التعليم الرسمي. سيساعد هذا على ضمان حصول جميع المعنيين على فرصة للنجاح في القوى العاملة، بغض النظر عن خلفيتهم التعليمية. ومع ذلك، فإن بعض الجهات الفاعلة في الأردن قد يكون لديها عدم وضوح بشأن دور هيئة تنمية المهارات التقنية والمهنية.
المصطلحات: الثقافة باللغة العربية (الثقافة)
إن الحاجة إلى التمييز بين المصطلحات المستخدمة وما تشير إليه أمر بالغ الأهمية. سلط الدكتور إياد الجابر (مؤسس أنا أتجرأ) الضوء إلى الحاجة إلى التمييز بين معنى “الثقافة” باللغة الإنجليزية و “الثقافة” باللغة العربية. في اللغتين العربية والإنجليزية، تنقل المصطلحات معنى التراث الثقافي (الموروث الثقافي). ومع ذلك، فإن المصطلح العربي “ثقافة” له معنى إضافي غير موجود في اللغة الإنجليزية. المصطلح العربي “ثقافة” يعني أن الثقافة أصبحت أقوى وأفضل (قوية كالسيف) بما قد يكون له إنعكاسات ايجابية على تطوير الشخص لذاته إن كانت عملية التعلم واعية. انطلاقا من هذا الاختلاف اللغوي، يعد استخدام المصطلح العربي “ثقافة” أمرا بالغ الأهمية للجهود المبذولة في تطوير العمل على الصناعات الإبداعية والثقافية في الأردن. وذلك لأن المصطلح العربي “ثقافة” ينقل معنى الثقافة كقوة للتغيير الإيجابي. إنه تذكير بأن الثقافة لا تتعلق بالماضي فحسب، بل تتعلق أيضا بالحاضر والمستقبل. إنه تذكير بأن الثقافة يمكن توظيفها لبناء مجتمع أفضل، مجتمع أكثر عدلا وإنصافا وازدهارا.
باستخدام المصطلح العربي “ثقافة”، يمكننا المساعدة في زيادة الوعي بأهمية الثقافة وقدرتها على المساهمة في تنمية الأردن. ويمكننا أيضا أن نساعد على تعزيز صورة أكثر إيجابية للثقافة، صورة لا تتعلق بالماضي فحسب، بل بالحاضر والمستقبل أيضا. يعد استخدام مصطلحات متسقة أمرا ضروريا للتنمية الفعالة للصناعات الإبداعية والثقافية في الأردن. هذا لأنه يساعد على تجنب الارتباك وسوء الفهم، ويسهل التواصل والتعاون مع الآخرين، ويمكن أن يساعد في بناء الثقة والمصداقية، و أن يساعد في خلق صورة أكثر احترافا وتوحيدا للقطاع. ناقش اللقاء الأول مسألة اللغويات والمصطلحات بالتفصيل. ويشدد على الحاجة إلى فهم مشترك واستخدام المصطلحات بين مختلف الجهات الفاعلة وأصحاب المصلحة المعنيين والوزارات العاملة على قطاع الصناعات الثقافية في الأردن.
ستة أوجه لتحقيق الإعتراف بالصناعات الثقافية والإبداعية
اقترحت مؤسسة أنا أتجرأ ستة أوجه لاستكشاف الاعتراف بالصناعات الإبداعية والثقافية في الأردن على المستويات التالية الذكر:
- على المستوى الشخصي
- الاعتراف على مستوى المجتمع
- على مستوى الإعلام
- على مستوى التعليم: التعليم النظامي وغير النظامي
- القطاع الخاص
- ومن الجانب القانوني
تعريف لكل وجه من أوجه الإعتراف:
- شخصي: من قبل الأفراد الذين يعملون في الصناعات الثقافية والإبداعية بأن يكون لديهم شعور بقيمة الذات والثقة بالنفس والإيمان بقدراتهم الخاصة وقيمة عملهم.
- الاعتراف على مستوى المجتمع: يجب الاعتراف بالصناعات الثقافية والإبداعية وتقديرها من قبل المجتمع ككل. هذا يعني أن الناس يدركون قيمة الصناعات الثقافية والإبداعية والمساهمات التي تقدمها للمجتمع. وهذا يعني أيضا أن الناس يدعمون الصناعات الثقافية والإبداعية والأفراد الذين يعملون فيها.
- الاعتراف بوسائل الإعلام: تلعب وسائل الإعلام دورا مهما في تشكيل الرأي العام. ويمكن توظيف ذلك من أجل زيادة الوعي بالصناعات الثقافية والإبداعية وتعزيز صورة إيجابية للقطاع وتسليط الضوء على المساهمات التي تقدمها للمجتمع.
- التعليم: وجود مناهج لتعليم الطلاب والجهات الفاعلة حول الصناعات الثقافية والإبداعية والفرص التي يمكن أن تقدمها.
- القطاع الخاص: دور القطاع الخاص/قطاع الأعمال في الاستثمار في الصناعات الثقافية والإبداعية وتزويد الجهات الفاعلة بالموارد التي تحتاجها للنجاح.
- الجانب القانوني وصنع السياسات الناظمة والداعمة للصناعات الثقافية والإبداعية.
مزيد من التفصيل حول الأبعاد الستة للإعتراف بالصناعات الثقافية والإبداعية
فيما يلي النقاط التي يتم تغطيتها خلال الحوارية ، هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الاستكشاف والبحث.
على المستوى الشخصي
في المدن الكبرى مثل العاصمة عمان، حيث يوجد نظام بيئي إبداعي أكثر رسوخا، يكون المحترفون والفاعلون عموما أكثر دراية بمصطلح الصناعات الثقافية والإبداعية وآثارها. قد يكون لديهم فهم أفضل للمجالات الفرعية المختلفة التي تشملها، مثل الفنون البصرية والتصميم والموسيقى والأفلام والفنون المسرحية والحرف اليدوية وغيرها. في حين أنه خارج المراكز الحضرية، لا سيما في المدن الصغيرة أو المناطق الريفية، قد يكون الوعي بمفهوم الصناعات الثقافية والإبداعية أقل نسبيا. ويرجع ذلك في المقام الأول إلى محدودية التعرض والموارد والوصول إلى برامج التعليم أو التدريب الرسمية المتعلقة بالصناعات الإبداعية والثقافية. لا نستطيع حاليا قياس إلى أي مدى يدرك الفاعلون الناشطون في الصناعات الإبداعية والثقافية ويستطيعون الاعتراف بأنفسهم وعملهم كجزء من الصناعات الإبداعية والثقافية حيث أن مفهوم الصناعات الثقافية والإبداعية جديد نسبيا في الأردن، ولا يزال هناك نقص في الوعي به بين الأشخاص الناشطين في هذا القطاع. ومع ذلك، هناك وعي متزايد بأهمية الصناعات الثقافية والإبداعية للاقتصاد والمجتمع، وهذا يؤدي إلى زيادة الاستثمار والدعم للقطاع. يعتقد على نطاق واسع أن رؤية التحديث الاقتصادي التي تم إصدارها في الربع الأخير من عام 2022 تلعب دورا مهما في صياغة مصطلح الصناعات الإبداعية والثقافية ووضع استراتيجيات وخطط عمل لتحقيقها.
هناك حاجة إلى بحث هادف لتحديد الطقس أو مدى وعي الشباب في الأردن الذين يختارون بوعي دراسة المجالات المتعلقة بالصناعات الإبداعية والثقافية. بالإضافة إلى اتخاذ قرارات مستنيرة بناء على الإحصاءات الصادرة سنويا حول خلق فرص عمل جديدة وفرص وظيفية مستقبلية يتم إنشاؤها في الصناعات الإبداعية والثقافية. ولكي يحدث ذلك، سنحتاج إلى كيانات بحثية عملية المنحى وغيرها من الجهات التي تظهر القيمة الاقتصادية والاجتماعية للاعتراف بالإبداع والثقافة كأجزاء حاسمة في النمو الاقتصادي للأردن. قد تؤثر التوقعات المجتمعية والمعايير الثقافية على الخيارات المهنية، حيث تعتبر بعض المجالات أكثر شهرة اجتماعيا أو استقرارا اقتصاديا من غيرها. لذلك، في حين أن بعض الشباب يختارون بنشاط المجالات الإبداعية، قد يختار آخرون مسارات وظيفية أكثر تقليدية أو متصورة “أكثر أمانا” بسبب الضغط الاجتماعي أو المخاوف بشأن الاستقرار المالي.
الاعتراف على مستوى المجتمع بالصناعات الثقافية والإبداعية في الأردن
يمكن اعتبار الإعتراف الإجتماعي جزءا يصعب الحصول عليه بسبب أثره لأننا نتحدث عن الإعتراف على الصعيد الشخصي بين أولئك الذين هم جزء من الصناعات الثقافية والإبداعية وكذلك على مستوى أقرانهم وأفراد أسرهم وأصدقائهم. يوجد شعور أنه في الأردن لا يزال لدينا تأثير قوي لخط التعليم الكلاسيكي بأن يصبح المرء خريج كليات الهندسة والطب والصيدلة. هناك حاجة إلى معلومات أكثر شمولا ويمكن الوصول إليها حول الصناعات الثقافية والإبداعية للمساعدة في الوصول إلى جمهور أوسع وتشجيع المشاركة والدعم على نطاق أوسع. قد يختلف تعزيز المجتمع ودعمه للشباب الذين يتابعون مهنة في الصناعات الثقافية والإبداعية اعتمادا على عوامل مختلفة مثل المعايير الثقافية والوضع الاقتصادي ووجهات النظر الفردية. قد لا تعتبر المجالات الإبداعية على نطاق واسع مسارات وظيفية تقليدية أو مستقرة اقتصاديا، وقد تعطي بعض العائلات الأولوية للاستقرار المالي على المساعي الإبداعية. هناك حاجة لفهم ما هو المجال الفرعي المحدد لالصناعات الثقافية والإبداعية المعترف به اجتماعيا أكثر من غيره في الأردن. في حين أن تقديم نفسه كعضو في الصناعات الثقافية والإبداعية يمكن أن يقدم بالتأكيد قيمة من حيث التواصل والتشبيك المهني داخل المجتمع الإبداعي. كما يمكن أن يعرض المهارات والإبداع والخبرة في مجال معين ويساهم في الشعور بالفخر والانتماء داخل المجتمع. ولكن ليس بالضرورة أن يتم فهم هذا الفهم و / أو وضعه موضع التنفيذ.
الإعتراف على مستوى وسائل الإعلام
غالبا ما يتم تغطية مفهوم الإبداع والفنون والثقافة والترفيه في وسائل الإعلام، ولكن قد لا يتم تأطيره صراحة تحت مصطلح الصناعات الثقافية والإبداعية. يتمثل الدور المثالي لوسائل الإعلام في دعم الاعتراف ب الصناعات الثقافية والإبداعية في توفير تغطية دقيقة وغنية بالمعلومات عن القطاع وللقطاع. ومن شأن ذلك أن يساعد على زيادة الوعي بمؤشرات الصناعات الثقافية والإبداعية وأهميتها، وسيساعد على تبديد أي قوالب نمطية سلبية قد تكون موجودة عن القطاع. وعلاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي الاعتراف بوسائط الإعلام دورا في تعزيز هذه المراكز من خلال تسليط الضوء على الفوائد الاقتصادية والاجتماعية للقطاع. وهذا من شأنه أن يساعد على خلق بيئة أكثر دعما لازدهار قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية. التزمت الحكومة الأردنية بدعم الصناعات الإبداعية والثقافية. ويتجلى هذا الالتزام في وضع استراتيجية وطنية ل الصناعات الثقافية والإبداعية، فضلا عن توفير الدعم المالي ل الصناعات الثقافية والإبداعية. لا تزال هناك إمكانية لمنصات إعلامية مختلفة لتعزيز ودعم الصناعات الثقافية والإبداعية من خلال زيادة التغطية، وتوفير منصات للفنانين الناشئين ورواد الأعمال المبدعين، وتعزيز الحوارات والمناقشات حول أهمية القطاعات الإبداعية والثقافية في الاقتصاد والمجتمع الأردني.
الإعتراف على مستوى التعليم
غالبا ما تعطي أنظمة التعليم التقليدية الأولوية للمواد الأكاديمية وقد لا تدمج الجوانب الإبداعية والثقافية بشكل كامل في مناهجها الدراسية. يتمثل الدور المثالي للتعليم في دعم الاعتراف ب الصناعات الثقافية والإبداعية في توفير معلومات دقيقة وغنية بالمعلومات حول الصناعات الثقافية والإبداعية. ومن شأن ذلك أن يساعد على زيادة الوعي بالصناعات وأهميتها، وأن يساعد على تبديد أي قوالب نمطية سلبية قد تكون موجودة. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للتعليم أن يلعب دورا في تعزيز دور الصناعات الثقافية والإبداعية من خلال تسليط الضوء على الفوائد الاقتصادية والاجتماعية لهذا القطاع. وهذا من شأنه أن يساعد على خلق بيئة أكثر دعما لازدهارها. يوجد في العديد من الجامعات كليات أو أقسام مخصصة للفنون والتصميم والموسيقى والتخصصات الإبداعية الأخرى. غالبا ما تقدم هذه المؤسسات درجات أكاديمية في مجالات مثل الفنون الجميلة والهندسة المعمارية والتصميم الجرافيكي والدراسات الإعلامية. قد يكون للجامعات تركيز أقوى على التخصصات الأكاديمية التقليدية. تدرك هيئة تنمية المهارات التقنية والمهنية والتعليم والتدريب التقني والمهني في الأردن أهمية الصناعات الثقافية والإبداعية كقطاع. تهدف هذه المؤسسات إلى تطوير وتعزيز برامج التدريب المهني لتلبية احتياجات مختلف الصناعات، بما في ذلك الصناعات الثقافية والإبداعية.
قد تقدم برامج التعليم والتدريب التقني والمهني دورات تدريبية ومؤهلات في مجالات محددة من مجالات الصناعات الثقافية والإبداعية، مثل الفنون البصرية والإنتاج الإعلامي والتصميم الجرافيكي والحرف اليدوية. يعمل المركز وتكنولوجيا المعلومات والتعليم المهني والتقني على مواءمة برامج التدريب المهني مع متطلبات الصناعة، بما في ذلك تلك الموجودة داخل الصناعات الثقافية والإبداعية، لتزويد الأفراد بالمهارات اللازمة للتوظيف وريادة الأعمال في هذه القطاعات. يمكن أن تكون هناك اختلافات بين المؤسسات الخاصة والعامة في كيفية تعاملها مع الصناعات الثقافية والإبداعية. غالبا ما تتمتع المؤسسات الخاصة بمزيد من المرونة والموارد لتطوير برامج ومرافق متخصصة مصممة خصيصا للصناعات الثقافية والإبداعية. قد يكون لديهم اتصال أوثق بالمتخصصين في هذا المجال ويمكنهم تقديم المزيد من فرص التدريب العملي أو التدريب الداخلي أو التعاون مع أصحاب المصلحة في الصناعات الثقافية والإبداعية.
الإعتراف على مستوى القطاع الخاص:
قد يختلف استخدام مصطلح الصناعات الثقافية والإبداعية في الترقيات الوظيفية من قبل أصحاب العمل في الأردن. في حين أن بعض أصحاب العمل قد يذكرون المصطلح صراحة، خاصة أولئك الموجودين في الصناعات الإبداعية أو المنظمات المرتبطة ارتباطا وثيقا ب الصناعات الثقافية والإبداعية، قد يستخدم آخرون مسميات أو أوصاف وظيفية أكثر تحديدا تتعلق بمجالات معينة داخل الصناعات الثقافية والإبداعية. يعتمد ذلك على معرفة صاحب العمل بالمصطلح وفهمه للمهارات والكفاءات المطلوبة للوظيفة. يمكن أن تختلف التوقعات المتعلقة بالراتب والمكافآت داخل الصناعات الثقافية والإبداعية بين الأفراد. في حين أن البعض قد يتوقع تعويضا تنافسيا عن عملهم الإبداعي ، قد يكون لدى البعض الآخر دوافع مختلفة تتجاوز المكاسب المالية ، مثل متابعة شغفهم الفني أو المساهمة في التنمية الثقافية. تجدر الإشارة إلى أن التعويض داخل الصناعات الثقافية والإبداعية، كما هو الحال في أي قطاع آخر، يمكن أن يختلف اعتمادا على عوامل مثل الخبرة والطلب والمجال المحدد داخل الصناعات الثقافية والإبداعية.
يدرك العديد من أصحاب العمل داخل الصناعات الثقافية والإبداعية ويقدرون الكفاءات والمهارات التي اكتسبها الأفراد العاملون في هذه الصناعات. غالبا ما تتطلب القطاعات الإبداعية والثقافية مهارات تقنية محددة وقدرات فنية وتفكيرا مبتكرا، والتي يمكن أن تحظى بتقدير كبير من قبل أصحاب العمل في المجالات ذات الصلة. يمكن أن تشمل هذه الكفاءات الإبداع والقدرة على التكيف وحل المشكلات والتعاون والفهم العميق للسياقات الفنية والثقافية. يمكن أن يختلف توافر الشباب المدربين تدريبا جيدا في الصناعات الثقافية والإبداعية وتوفير فرص تدريب خاصة اعتمادا على المجال المحدد داخل الصناعات الثقافية والإبداعية والموارد المتاحة. قد يجد بعض أصحاب العمل أنه من السهل نسبيا العثور على أفراد مدربين تدريبا جيدا، لا سيما في القطاعات الأكثر رسوخا مثل الفنون البصرية أو الموسيقى، حيث تتوفر برامج التعليم الرسمي. في المجالات الناشئة أو المتخصصة داخل الصناعات الثقافية والإبداعية، قد يكون العثور على أفراد مدربين تدريبا جيدا أكثر صعوبة. في مثل هذه الحالات، قد يوفر أصحاب العمل تدريبا أثناء العمل أو برامج متخصصة لسد فجوة المهارات وتلبية احتياجاتهم الخاصة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل المنظمات غير الربحية والمؤسسات الثقافية والمبادرات الحكومية في الأردن على توفير فرص التدريب وبرامج بناء القدرات لدعم تطوير المهنيين المهرة في هذه القطاعات.
الإعتراف على المستوى السياسي
تلعب وزارة الثقافة دورا رئيسيا في دعم وتعزيز الصناعات الثقافية والإبداعية حيث تشرف الوزارة على مختلف المبادرات والبرامج والفعاليات الثقافية والفنية التي تساهم في تطوير وتقدير الصناعات الثقافية والإبداعية. وهي تعمل بشكل وثيق مع المؤسسات والمنظمات الثقافية والفنانين لدعم وتعزيز القطاع الإبداعي والثقافي في الأردن. يمكن أن يكون إنشاء نقابة أو جمعية مهنية مكرسة لدعم الصناعات الثقافية والإبداعية أو مجالاتها الفرعية مفيدا للقطاع. يمكن لمثل هذه المنظمة أن تكون بمثابة منصة للمهنيين والممارسين للالتقاء، والدفاع عن مصالحهم، وتسهيل التواصل والتعاون، وتوفير الموارد والدعم الخاص بمجالهم. يمكن للنقابة أو الجمعية المهنية أن تلعب دورا حاسما في تمثيل مصالح المتخصصين، وتعزيز المعايير المهنية، وتوفير صوت موحد للقطاع. كما يمكن أن تعمل على خلق فرص التطوير المهني، وتنظيم الأحداث، والدعوة إلى سياسات وتشريعات مواتية للصناعات الثقافية والإبداعية. لا توجد قوانين أو تشريعات محددة مخصصة فقط للصناعات الثقافية والإبداعية في الأردن. ومع ذلك، كانت هناك جهود من قبل الحكومة والكيانات الأخرى لتطوير السياسات والمبادرات التي تدعم نمو واستدامة الصناعات الثقافية والإبداعية. ويشمل ذلك أحكاما في القوانين الحالية المتعلقة بالثقافة والفنون وحقوق الملكية الفكرية وريادة الأعمال التي تؤثر بشكل غير مباشر على الصناعات الثقافية والإبداعية.
الكلمة الختامية لمعالي هيفاء النجار، وزيرة الثقافة
- هناك فرصة هائلة للأردن اليوم للنهوض بشكل استباقي بالصناعات الإبداعية والثقافية. من أجل تحقيق ذلك، يجب أن نعطي الأولوية للاستماع التفاعلي وفهم تنوعنا. التعاون ضروري بين مختلف أصحاب المصلحة، بما في ذلك وزارة التربية والتعليم وغيرها.
- وينبغي أن تعتمد جهودنا الرامية إلى تحقيق هذه المراكز نهجا شاملا. إن الاستراتيجية الثقافية الوطنية، التي تضع الثقافة في صميم رؤية تحديث الأردن، تدرك بالفعل أهمية الصناعات الثقافية والإبداعية. نحن نتصور الصناعات الثقافية والإبداعية كمحرك حيوي لصناعاتنا، مما يؤدي إلى النمو الاقتصادي الشامل.
- يلعب تجديد تراثنا والحفاظ على الحرف التقليدية ، مثل ناي وسمسمية، دورا مهما. إن فهم تراثنا وتقديره هو خطوة نحو إظهاره على الساحة الدولية.
- لقد رأينا أفرادا يشكلون مجموعات ويقدمون مساهمات مهمة، لكن دور القطاع الخاص في دعم هذه الجهود لا يزال مفقودا. نحن بحاجة إلى جهود مستدامة ويجب أن نعالج الدعم والتشريعات اللازمة. تجدر الإشارة إلى الاستثمارات التي تمت في الأردن، لا سيما في مختلف المحافظات.
- لكي نصبح أقوياء ومكتفين ذاتيا ، يجب أن نساعد أنفسنا أولا. تزودنا الجهود المبذولة بالقوة والأمل والطاقة. يجب أن نستفيد من سرديتنا الأردنية الجماعية، مع التركيز على الوحدة بدلا من الانقسامات الإقليمية. يمكن أن يزدهر العمل التعاوني، مثل السياحة الزراعية الصناعية والسياحة الزراعية، في ظل هذا النهج الموحد.
- قد نفذت وزارة الثقافة بالفعل تشريعات ووافقت على استراتيجية الثقافة وخطة عملها. يقف الأردن كوجود مستقر في المنطقة، مما يوفر المرونة والفرص.
- يتسم عمل نادي صاحبات الأعمال والمهن بأهمية كبيرة في هذا الصدد. وهو يمثل جهدا تعاونيا يستحق الاعتراف به والاستفادة منه.
- تلعب المواقف دورا حاسما في التأثير على تصور الحياة و الصناعات الثقافية والإبداعية ويجب أن نظل متفائلين وأن نعزز النظرة الإيجابية.
- يلعب التعليم العام دورا محوريا، حيث أن الهوية الأردنية المتجذرة ضرورية. إن تمكين التعليم العام والصحة العامة أمران حيويان. تزدهر الابتكارات عندما يتم تلبية البنية التحتية المناسبة والاحتياجات الأساسية.
سهى عياش