ما نجنيه من الإنضباط الذاتي

ما نجنيه من الإنضباط الذاتي

نكرس حياتنا لنتطور ونتقدم لهذا نحتاج لخصلة مهمة تدعى الإنضباط الذاتي والذي يعد من أهم المفاتيح التي تساعد على النجاح. وجود الإنضباط عند كل شخص يبعده عن التدمير الذاتي لأنه يمتلك قوة إرادة وانضباط تدفعه لإنجاز ما يريد. قصتي لليوم تتحدث عن فتاة حالمة وطموحة جدآ كانت تشعر طوال الوقت أن إنجازاتها متخلفة جدآ  بالنسبة لطموحاتها مع أنها أنجزت الكثير. اكتشفت أنه ينبغي أن تحلل السبب وراء تلك الفجوة لتحلها وتصل إلى المرحلة التي تستطيع أن تقول لنفسها (أنني أستطيع ويعطيني العافية) وأني حققت معظم أحلامي، طبعآ ليس جميعها لأن أحلامي تتجدد باستمرار. بعد التحليل والدراسة والتفكير العميق اكتشفت أن المشكلة هي الإنضباط، فأنا ماهرة جدآ في تحديد أهدافي وأعرف بالضبط ما أريده ولا أشك في ذلك، وماهرة جدآ في وضع الخطط لكن المشكلة هي الإنضباط في تطبيق تلك الخطط. لذلك قمت بدراسة موضوع الإنضباط وتبين معي أنه ينبغي أن أدرك و أعترف أن كل شيء يحدث أو حدث لي هي مسؤوليتي وحدي والمرحلة التي أنت فيها هي مسؤوليتك وحدك، ويجب أن تتوقف كليآ عن لوم الآخرين أو الحظ أو الظروف المحيطة بك. لديك كما لدى كل إنسان حرية لا يستطيع أي شخص أو أي شيء أن يسلبها منك، وهي حرية اختيار رد فعلك على ما يحدث لك، وهذه قناعه ساعدتني على تخطي مشاكل كثيرة في حياتي.

الإنضباط الذاتي: هي أن تحمل نفسك على أن تفعل ما يجب عليك أن تفعله، عندما يجب عليك أن تفعله، سواء أعجبك ذلك أم لا. عليك أن تتحلى بالشجاعة في إكمال ما بدأته والإصرار على ذلك رغم شعورك بالتثبيط وأنك تريد الإستسلام، بالنظر لأهمية الإنضباط الذاتي، يجب عليك تنميته وتطويره لتصبح أفضل. سواء كانت أهدافك تتعلق بصحتك أو بعائلتك أو على الصعيد المهني، لأنه حتى إن كنت تعلمي ما هو هدفك بوضوح. وضعت خطة محكمة للوصول إلى النتيجة التي تريديها  فلا يمكن أن ترى النتائج إلا بالإنضباط. الإنضباط يمكن أن يكون أصعب عنصر من عناصر النجاح؛ لأنه يحتاج الى كم هائل من الوقت والجهد، وغيابه يعد من أهم الأسباب التي تؤخرنا من الوصول الى أحلامنا أو حتى تمنعنا عنها. الأهداف الصغيرة ستشعرك أن الأمر سهلًا، رؤيتك لنفسك أنك تستطيع الالتزام سيعطيك دفعة معنوية كبيرة. مع مرور الوقت يمكنك تصعيب أهدافك. يمكنك أيضًا تقسيم الهدف الرئيسي إلى أهدافٍ فرعية؛ ليسهل عليك تحقيقه.

ضع لهدفك خطة زمنية منطقية ولا تضغط نفسك. بعد ذلك حدد ما هو حافزك عند تحديدك لمحفزاتك الحقيقية، سيسهل عليك تحقيق أهدافك. تقسيم المشاريع الكبيرة إلى خطوات صغيرة للوصول إلى الهدف النهائي، الإنسان يشعر بعجز إذا نظر نظرة شاملة الى مهمة معينة كمشروع ينبغي أن ينجزه، ينسحب من المشروع ويؤجل القيام به مرارآ وتكراراً. عليه تجزئة المهمة الى خطوات صغيرة، يفكر بأول خطوة وبعد أن ينجزها يفكر بالخطوة التانية ثم الخطوة التي تليها مما يسهل عليه الوصول إلى الهدف النهائي وهو تسليم التقرير، وهذا يعمل على زيادة قدرته على الإنضباط. خلال تطوير الإنضباط الذاتي قد ترغب في التخلص من عادةٍ سيئة واستبدالها بعادةٍ أكثر إنتاجية. لكن إذا كانت هذه العادة مرتبطة بروتينٍ معين، التخلص منها سيترك فراغًا وإذا لم تملأه بشيءٍ جديد سيزداد الإحساس بالفراغ. تابع تطور انضباطك الذاتي خطوةً بخطوة، سجل كل مرةٍ تلتزم فيها بهدفك ودوِّن شعورك حينها، سواء أحسست بالفخر أو بالسعادة أو بالنشاط.

خصص مذكرة صغيرة لتكتب أهدافك الخاصة بالإنضباط الذاتي وتابع بها تقدمك. تسجيلك لنجاحاتك سيشجعك على الإستمرار، وستشعر بالفخر كلما نظرت لمدى تقدمك. بمرور الوقت سيتحسن انضباطك الذاتي وستتمكن من تطبيقه في مختلف نواحي حياتك. حاول تجنب المشتتات لتحقق أهدافك. صعِّب على نفسك القيام بنشاطٍ آخر في وقت التركيز وضَع معوقاتٍ كي لا تستسلم للتشتيت، احذر من وسائل التواصل الإجتماعي لأنها مصدر أساسي لإضاعة الوقت هذه الأيام. الحل هو أن تحدد وقتا معينا مثلا في كل ساعة امنح 5 دقائق لتفقد الهاتف أو الأيباد. خطط ليومك مسبقًا بعمل جدول، وأعطي جميع المجالات حقها كل يوم. عندما تبدأ في مهمة معينة لا تتوقفي لفعل شيء آخر إلا عندما تكملي المهمة. إن الأشخاص الذين يتمتعون بالانضباط أكثر سعادة من الأشخاص الذين تقل عندهم القدرة على الإنضباط، وذلك بسبب قدرتهم على التعامل مع التناقضات التي تتعلق بأهدافهم. هم يقضون وقتآ أقل في إتخاذ القرار حول أمور تتعلق بصحتهم ويتخذون القرار الإيجابي والأفضل بسهولة، ولا يسمحون بالمغريات أو المشاعر بالتحكم في قراراتهم، وبالعكس قراراتهم اليومية منطقية ومحددة فلا تسبب لهم الشعور بالضغوط أو الغضب.

القدرة على القيام بالأعمال المعتاد عليها مهما كانت الحالة النفسية التي يعيشها الفرد والظروف المتواجدة حوله. ذلك من أجل مواصلة العمل على الهدف المقصود والتركيز للبعد عن الأفكار السلبية. يندرج تحت هذا أيضا البعد عن الأشياء الأقل أهمية واستبدالها بأشياء أكثر أهمية من أجل الوصول إلى الهدف المقصود، ذلك لأنه بدون الإنضباط الذاتي سوف يكون العمل مشتت وغير منظم. عليك التعود على إدارة الوقت بصورة فعالة، الكثير من الأفراد يجهلون التخطيط لأوقاتهم ويومهم. لكن، لابد لهم أن يعلمون أن التخطيط للوقت يحقق أكبر استفادة منه بخلاف عدم التخطيط، الشجاعة في العمل وعدم الخوف من الأخطاء. دائما من يخاف من الشيء يقع به، والخوف يعوق الأفراد على ممارسة الأعمال الخاصة بهم، لابد أن يخبر الشخص نفسه بأن الخوف انتهى من حياته للقدرة على مواصلتها. ضرورة التزام الفرد بالعادات الصحية التي تجعله يبقى دائما بصحة جيدة، وتجنب العادات السيئة التي تسبب له التعب والإرهاق. ضرورة الالتزام بقاعدة التعلم المستمر ومعرفة أن التعلم لا ينتهي عند مرحلة معينة. لابد أن ينمي الفرد حياته دائما بالقراءة واكتساب المعلومات الجديدة، وتخصيص وقت كل أسبوع للقراءة لتنمية المهارات. الإلتزام الدائم بالنجاح والوصول إلى الهدف، لأن هذا الإصرار يساعد الفرد على تخطي كافة العقبات التي تقف أمامه. ما هي السمات الأساسية للانضباط الذاتي.

 

لكي نحقق في تحقيق الانضباط الذاتي لأنفسنا علينا أن نعلم سمات تحقيق الانضباط الذاتي:

  1. تحديد الهدف الذي نسعى للوصول إليه
  2. معرفة مراحل الألم والمتعة للوصول إلى هدفنا
  3. التعود على مواجهة المشكلات التي تعيق وصولنا للهدف
  4. مراجعة القيم والمبادئ الخاصة بالهدف
  5. التخلص من كافة العادات السيئة التي تؤثر على الفرد
  6. التعرف على نواحي القوة في الذات والتمسك بها، ونواحي الضعف في الذات ومحاولة علاجها والتخلص منها
  7. التعلم من الأخطاء التي نقع بها لتفاديها

في النهاية لا بد أن تشعر بفوائد الانضباط الذاتي لأنك إذا نجحت في ذلك، سوف تحب نفسك وتحترمها أكثر وسيزداد تقديرك الذاتي. سيساعدك هذا على التحكم في الإنفعالات والقدرة على السيطرة على أي رغبات سلبية في النفس ليجعل الإنسان متوازن وقادرًا على أن يُحكِّم عقله  في كل موقف يتعرض إليه ليصل إلى رأي رشيد وحكيم وليكون قادر على حل أي مشكلة بسهولة ويسر دون الإندفاع الطائش الذي دائمًا ما يُخلف الندم والضرر. هكذا يكون الفرد قادرا على التفكير المنطقي طوال الوقت.

نوال مسعود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *