الحركة في الحياة والسعي وراء هدف أو حلم أو رحلة، يحتاج إلى قرار، وهنا تكمن الصعوبة ويظهر التحدي. ستجد الإنسان أكثر ما يبتعد عنه في حياته هو أخذ القرار، وكثير من الناس يعيش في حالة من اللا قرار، عشوائية متراكمة، بل إن الحياة هي من تملي قراراتها على كثير من الناس. في كثير من الأحيان قد تشعر أنك تائه وليس لديك هدف، عليك أن تتعلم وتعرف هدفك بالحياة، لأن كل منا يمتلك خيارات لصنع حياته ولتحدد هدفك عليك تحليل المواقف جيدا وقراءتها حتى تنجح في حسم بعض القرارات العالقة. العديد من الأشخاص لديهم أحلام و طموحات لكن، القليل منهم من يقرر أن يذهب إليها بنفسه ويتحمل نتيجة قراره من أجل أن يحققها، أما البعض الآخر يبقى حلمه عالقاً في ذهنه مجرد أحلام تأتي إلى ذهنه وتذهب. علينا أن نسعى لتحقيق حلمنا سواء كان القرار خاطئ أم لا، القرار خطوة جميلة وقد يكون العكس لا نستطيع الجزم بهذا لأنه ليس هناك ضمانات في الحياة.
حرمان الشخص من خوض التجارب واكتساب المهارات يحوله إلى تابع لغيره ليس لديه هدف واضح في الحياة، ولا يستطيع التخطيط لمستقبله بنفسه. لذلك علينا خَلق مساحة من الحرية المنضبطة بعيدا عن القيود الصارمة التي تفقدنا شخصيتنا واحترامنا لذاتنا. إن الذي يحسن اتخاذ القرار يحسن إدارة الحياة، ومن يجرؤ على القرار سيكون جريئا على التغيير لا محالة. كل فرد منا يجب عليه معرفة ذاته منذ الصغر معرفة قوية، هذا يدفعه حتى ينجز ما يحب وينتج عنه شخص حالم طموح. معرفتنا بذاتنا تبعدنا عن التوقف المفاجئ بحياتنا لأن الوقوف يعني الموت، طالما أنك تعيش في هذه الدنيا مرة واحدة عليك أن تنجز فيها أقصى ما تريد. عندما تكون قائدا لنفسك لن يستطيع أحدا أن يسيّرك، خلقنا مخيرين ليس من حق أحد أن يفكر عن الآخر كل فرد له حريته الخاصة، وتنتهي حريتنا عندما تبدأ حرية الآخر.
تحديد شكل ومنحى حياتك واتخاذك لقراراتك ومعرفتك لهدفك مسؤولية كبيرة بحد ذاتها، لذا عليك معرفة مالذي تريد تحقيقه حتى تركز عليه وتطوره. ترتيب الأولويات لها دور كبير عند وضعك لهدفك لأنها تعزز الهدف وتساعدك وانت تضع المخطط وتعطيك إمكانية رؤية الهدف لأبعد مدى. إدارتك لهدفك ستعطيك عائد في كل مجالات حياتك. من المؤكد أننا نسأل أنفسنا كيف نعرف أن هذا هدف يجب تحقيقه وكيف أحقق حلمي بذكاء، في البداية يجب أن يكون عندي قيمي ومبادئي الخاصة بي، عليك أن تتأكد من الشيء الذي ترغب بتحقيقه منطقي، وأن تعرف لماذا ترغب بتحقيقه؟ وكيف ستتمكن من تحقيقه؟ وهل تري أن يساعدك أحد على تحقيقه؟ وأين ستعمل على تحقيق هدفك؟ تذكر أن هذا هدفك أنت وليس هدف الآخرين لذا عليه أن يكون مهما بالنسبة إليك. وعليك أن تضعه ضمن إطار زمني محدد حتى تستطيع قياس درجة إنجازك. سأطرح لكم مثال على الهدف الذكي والغير ذكي من أجل التفريق بينهم: عندما تقول لنفسك: “سأكتب رواية” هذا هدف غير ذكي، ولكن عندما تقول: “هدفي أن أكتب من روايتي بمقدار 100 صفحة قبل نهاية الشهرين القادمين”، هذا هدف ذكي.
الإنسان مهما كانت قدراته قد تكون له بعض القرارات غير الصائبة، وهذا لا يعيب الشخص ما دام اتخذ قراره بعد دراسة وتفكير والمهم أن يتعلم من أخطائه ولماذا أخطأ، وأن لا يتكرر الخطأ نفسه وأن لا يكون الخطأ سببا في اليأس أو عدم الثقة بالنفس والتردد الدائم لأن خطر التردد ربما يكون أكثر من خطر اتخاذ القرار في الوقت المناسب. ويضيف، واتخاذ القرار ليس نهاية المطاف فهو بحاجة إلى متابعة وتقييم مستمر، ليكون من الممكن تعديله وتدارك سلبياته في الوقت المناسب. على الرغم ممّا يعتقده البعض من أنّ اتخاذ القرار هو مهارة فطرية يولد بها الفرد، إلا أنّه في الواقع مهارة مكتسبة تتطوّر وتنمو مع التدريب والتمرين. إن كنت ممّن لا يحسنون اتخاذ القرارات، ويشعرون بالحيرة عند للاضطرار للاختيار بين أمرين أو أكثر، فلا تقلق، النصائح والخطوات التالية، ستساعدك على تطوير مهارتك في اتخاذ القرارات.
يركّز البعض على حين اتخاذ القرارات على النتائج القريبة، دون التفكير فيما قد يحصل على المدى البعيد، الأمر الذي يجعلهم يندمون على قراراتهم فيما بعد. قبل أن تتخذ أيّ قرار، أحضر ورقة وقلمًا واكتب سلبيات وإيجابيات قرارك هذا، ثمّ قارن بينها لتتوصل إلى القرار السليم. الفرصة لا تأتي في بعض الأحيان إن لم نذهب إليها، يؤدي الاستماع إلى آراء الآخرين ونصائحهم حول الأمور التي يعرفونها عن الشخص، وعن اختياراته، وعن الصعوبات التي واجهها في حياته، ومحاولة مناقشتهم فيها إلى مساعدته على معرفة شخصيته، وهدفه.
تعتبر محاولة إيجاد الهدف أولى الخطوات في طريق معرفته، أي أنه يتوجّب على كل شخص أن يقتنع بوجود هدف له في الحياة يسعى لتحقيقه. قصتي لليوم أبطالها مجموعة من الأصدقاء تائهون في حياتهم يسيرون في ضياعهم هذا مصيرهم اللذين قاموا باختياره اختاروا طريق الضلال والضياع. أحدهم ليس لديه رأي في عائلته لأنهم من يختارون له ولا يخيروه ويرى أن أصدقاءه يقدرونه والآخر وصل لمرحلة العجز بسبب إحباط من حوله، وآخر اتخذ الطريق الخاطئ صديقا له، مجموعة من الأشخاص لديهم أحلام استبدلوها بالهلاك، ذات ليلة التقوا بشخص قال لهم أنه كان يشبههم منذ زمن وأن الذي غير حاله عنوان بأحد الصحف”، كيف أكون شخصا مستقلا” وأخبرهم أن كل منا لديه أفكاره الخاصة وليس على أحد أن يجبرنا على شيء لكن الطريق الذي تمشون به طريق أسود تعيش وتموت به وأنت لم تحقق شي، واسترسل قائلا وجود أشخاص بحياتنا يمنعونا عن الخطأ أمر جميل لأنه يسهل عليك في بعض الأحيان ومن الطبيعي أن نأخذ النصح من غيرنا، عليك أن تكون مستقلا بذاتك ولديك الوعي على الذات حتى تستطيع اتخاذ قرار سليم يجعلك تحدد هدفك وتسعى لتحقيقه، يجعل حياتك مليئة بالإنجازات التي تجعلك تفتخر بنفسك وتجعلك إيجابيا نشيطا مبتكرا، دائما حفّز نفسك أنا مُصمّم على بلوغ الهدف، فإمّا أن أنجح، وإمّا أن أنجح.
كل له حق اختيار مصيره وهدفه بالحياة، علينا الانتباه على اختياراتنا بحذر شديد، عليك الابتعاد عن كل ما يؤدي بك إلى الملل و الاكتئاب والإنتحار. هذه أفكار نخلقها لأنفسنا وبالتالي نعيش بخوف مبالغ فيه ونصبح عاجزين غير قادرين على إكمال حياتنا. انتباهنا على ما نريد تطويره وإنجازه يجعلنا نترك أعمالا ننقل عبرها المعرفة لغيرنا. إن شعرت يوماً بأنك قد فعلت الكثير، ولكن لا شيء من ذاك الكثير يروقك، تأكد بأن روحك تبحث عن الإبداع الحقيقي الذي لم تكتشفه بعد. واصل البحث عنه أكثر، لا تسمح للروتين بأن يخلق حاجزاً يفصلك عن الجديد، واحرص على كسره قبل أن يتمادى ويكون. إن عجزت عن إدراكه ذاك الجديد، ولم تجده من أمامك، كُن مُلهما لغيرك، وستجد من سيلهمك. افتح لغيرك المجال ليعرف أنك نجحت رغم الظروف، و أن نجاحك لم يكن برفاهية، تذكر أن خلف كلّ عزيمة هناك دافع، وبقوة الدافع تقوى العزيمة، وعليك توقّع العقبات، لكن لا تسمح لها بمنعك من التقدّم. العقبات هي تلك الأشياء المُخفية التي تراها عندما ترفع عينيك عن الهدف.
نوال مسعود