تخلص من توترك باليوغا

تخلص من توترك باليوغا

في هذه الحياة نتعرض للكثير من الضغوطات، من قوى لا نستطيع التحكم بها؛ سواء كانت من عمل، او من مسؤوليات اجتماعية، من دراسة، او من علاقات شخصية، او من كثرة المتطلبات المادية لهذه الحياة. حتى الضغط والتوتر الذي نعيشه حين تذكر الماضي الأليم، وجميع هذه الضغوطات تنغص عيشنا، بل وتمنعنا من الإستمتاع بالحياة، أو من التقدم كفرد في علاقاته الشخصية والعملية، أو حتى من الممكن ان يدخل الفرد في حالة من الاحباط  والإكتئاب. لذا على الفرد أن يخرج نفسه من هذا الجو، والا علق في زحام التوتر والضغط. يجب علينا البحث عن طرق يمكن من خلالها التخلص من التوتر والضغط الذي ينغص علينا عيشنا. من الطرق التي من الممكن الإستعانة بها للتخلص من الضغوطات؛ هي الشكوى الى الله ومناجاته، وطلب منه المساعدة للتخلص من هذا الألم، بل وربما مساعدة الاخرين يخفف من ضغوطاتنا النفسية؛ اذ أن مساعدة الغير يخلق مشاعر الحب والاحترام بين الناس، ويقلل مشاعر التوتر.

اللجوء الى العائلة والاهل، وطرح ما يوترك له دور كبير في دعمك نفسيا ومعنويا. سماع الموسيقى الكلاسيكية، قد يكون لها دور في تهدئتك.من الممكن اللجوء إلى الرياضة كأسلوب للتخلص من التوتر والضغط؛ اذ ان ممارسة الرياضة يقلل من مستوى هرمونات التوتر في الجسم، وفي الوقت نفسه تحفز إنتاج مادة تسمى “الاندورفين”، وهي مادة كيمائية يتم افرازها من الدماغ عند ممارسة الرياضة. يساهم “الاندروفين ” بالسيطرة على الحالة النفسية، ويساعدك في محاربة التوتر والضغط. من الممكن استخدام اسلوب الكتابة، للتعبيرعن  شعورنا بالتوتر، او حتى التقليل منه؛ اذ يمكننا البوح لأنفسنا بكل ما يوترنا على ورقة، وبذلك نكون قد فرغنا كل ما يؤلمنا ويوترنا، أو حتى نستطيع التخلص من ما تم كتابته على الورق. في كثير من الأحيان، نتعرض لضغوطات العمل، ضغوطات مهام كثيرة يجب انجازها، وهنا نشير إلى طريقة مهمة في التخلص من الضغط والتوتر النفسي، الواقع علينا من انجاز مهام في وقت محدد؛ الا وهي ادارة الوقت؛ اذ يجب علينا التخطيط المسبق لإنجاز مهامنا، وذلك لكي لا نقع في ورطة مهام كثيرة، لا نستطيع انجازها، او حتى ننجز المهام بكفاءة، وعلى أكمل وجه.

هناك العديد من الخطوات اللازمة لادارة الوقت بشكل فعال، من أبرزها: مراجعة الخطط، والأهداف، والأولويّات؛ وذلك لأنّ الفرد إذا لم تكن لديه خطط سليمة، وأهداف واضحة، وأولويّات مُنظَّمة، فإنّ تنظيم الوقت سيكون أمراً غير مُمكن. الاحتفاظ بخطّة زمنيّة؛ حيث إنّ هذا من شأنه تحقيق الأهداف على المدى القصير. تحديد قائمة بالإنجازات اليوميّة، بحيث تكون جزءاً من الحياة الخاصّة بالفرد، بما يضمن توفير فترات خاصّة بالراحة، وعدم المبالغة في وضع مهامّ كثيرة في القائمة. إغلاق منافذ الهروب، حيث لا يجب الهروب من المهامّ، والمسؤوليّات، كالتسويف، والتأجيل، والكسل، والتردُّد، وغيرها من الأمور التي من شأنها أن تُعرقل عمليّة النجاح في انجاز المهام، كما أنّ من شأنها أن تتسبّب في الشعور بالخَيبة، والقلق، والضيق، وغيرها من المشاعر. الاستغلال الأمثل للأوقات الهامشيّة؛ وهي الأوقات التي تضيع ما بين المهامّ، والالتزامات، كالسفر، واستخدام السيّارة، وفترات الانتظار، وما إلى ذلك من أوقات، حيث إنّه لا بُدّ من استغلال مثل هذه الأوقات على أفضل نحوٍ ممكن، مثل: قراءة القرآن الكريم، والاسترخاء، والتأمُّل، والقراءة بشكل عامّ، والتفكير، وغيرها من الأمور.

من الممكن ممارسة رياضة اليوغا، كطريقة للسيطرة على التوتر، أو حتى للتقليل من التوتر؛ وهي سلسلة من الأوضاع وتمارين التحكُّم في التنفُّس، التي تُساعدكَ على تحقيق هدوء الجسم والعقل، بل وحتى التحكم في التوتر الذي يضايقك. من انواع اليوغا، كرييا يوجا؛ اذ يشير بشكل عام إلى نظام التأمل الذي كان يتبعه أوائل الصوفيين الهنود، لنشر الفلسفة والروحانية الهندية في الغرب. إلى جانب ذلك، تنضم راجا يوجا الى كريبا يوغا؛ اذ تشير ايضا إلى ممارسات اليوغا المستندة إلى التأمل يوغا اكرو؛ شكل من اليوغا يتم ذلك مع شريك يضم مجموعة متنوعة من المواقف البهلوانية التي يتم استعارتها من فنون السيرك والجمباز. اليوجا الهوائية، والتي هي قائمة على ممارسة تمارين اليوغا باستخدام حبال معلقة. يوغا أنوسارا وهي قائمة على أسلوب يجمع بين أوضاع اليوغا الحديثة مع التقنيات الروحية والتأملية التقليدية هاثا يوغا. بابتيست يوغا والتي هي عبارة عن شكل قوي من انواع اليوغا، يتم ممارسته في غرفة ساخنة. بهاكتي يوجا؛ ويشير إلى اليوغا الإخلاص لله. ويمارس من خلال أشكال مختلفة من الصلاة. شريك اليوغا؛ يشير ببساطة إلى أي تمارين اليوغا التي يتم إجراؤها مع شريكك؛ لتقديم الدعم، اذ هو مبيني على الاتصال الشخصي، والمرح مع شريكك اثناء ممارسة اليوغا. اليوغا التصالحية؛ اذ تهدف إلى استخلاص حالات من الاسترخاء العميق والسماح للجسم بالانفتاح ببطء ولطف، مما يساعد على تخليص الجسم من التوتر والضغوطات. سريدايفا يوجا؛ هو نمط من اليوجا يعتمد على الانحناء كطريقة أساسية في مفهومه، اذ يركز على المنحنيات الطبيعية للعمود الفقري، وتهدف إلى خلق شعور بالراحة والقضاء على التوتر.

من أجمل انواع اليوغا، هي يوغا الضحك، تتمثل أهمية الضحك في محاربة الضغط والتوتر النفسي؛ اذ انه يُقلل من إفراز العديد من الهرمونات التي من شأنها زيادة الشعور بالقلق والتوتر. كما ان الضحك يرفع من مناعة الجسم، ويساعد في وقاية القلب من العديد من الأزمات والأمراض، ومنها خطر الاصابة بمرض تصلب الشرايين التاجية. كما يساهم في تقوية جهاز المناعة. وينظر اليه كأسلوب للاسترخاء والاستقرار الجسدي والنفسي. يساعد الضحك ايضا، في علاج أمراض الرئتين، وخاصة مرض الربو، والتهابات القصبات الهوائية، وذلك من خلال زيادة معدل دخول عنصر الأكسجين إلى الرئتين، وبالتالي زيادة نسبته في الدم. اضف الى ذلك، انه يُساعد في التخلص من ظاهرة الشخير أثناء النوم. يعمل على تقوية ذاكرة الإنسان. يُساعد في تنشيط الدورة الدموية، كما يعمل الضحك على إفراز هرمون “الإندروفين”؛ الذي يُساعد على تخفيف الإحساس بالألم. والاضافة الهامة ايضا، أن الضحك يفقدك سعرات حرارية، مثله مثل ممارسة الرياضة؛ حيث توازي عشرة دقائق من الضحك، نحو نصف ساعة رياضة على آلة المشي من حيث فقدان السعرات الحرارية.

من المبادىء التي تساعدنا في التخلص من التوتر والضغط النفسي، الناتج من جسر مهام كثيرة، وليس بإستطاعتنا انجازها، هو مبدأ باريتو أن 80% من النتائج، سببها 20% من الأسباب، ويعرف هذا المبدأ ب 80 – 20. وسمي هذا المبدأ على اسم عالم الاقتصاد الإيطالي فيلفريدو باريتو، ويمكن أن يساعدنا في تنظيم الوقت، وتقليل التوتر من انجاز المهام؛ حيث أن 80% من وقتك يصرف على 20% من المهام أو الأشياء. يجب علينا أن نكون أقوياء في مجابهة الأمور والمواقف، التي من شأنها أن تشعرنا بالتوتر والضغط النفسي، ذلك أن المواقف الصعبة نتعلم منها دروس، بل ومن الممكن مهارات؛ سواء مهارة تنظيم او ادارة وقت. او حتى نخلق جو ايجابي في اي بيئة تجتاحها التوتر والضغط النفسي، وذلك ربما بالضحك؛ او بما اتصل به من علم، يوغا الضحك. ذلك أن الايجابية كلها، من شأنها أراحتنا من مشاعر التوتر والضغط النفسي السلبي.

سلام عثمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *