الضغط والحياة

الضغط والحياة

الضغط النفسي أو إذا صح التعبير يُعرّف بالإجهاد هو إستجابة الجسم لأي مطالب تفرض عليه؛ وقد تكون هذه المطالب متعلقة بالوضع المالي أو الدراسي، أو الصحي أو العلاقات أو الوظيفة. يُعتبر الضغط النفسي إحدى التجارب التي تمكّن الإنسان من التعامل مع المواقف الصعبة وقد يكون محفزاً لتخطي العقبات والبقاء على قيد الحياة. يمكن أن يأتي هذا الضغط من جوانب مختلفة من الحياة اليومية؛ مثل زيادة عبء العمل، أو اتخاذ قرار صعب، أو جدال بينك وبين عائلتك أو مخاوف مالية جديدة. قد تجد أن لها تأثيرًا تراكميّاً حيث تتراكم كل ضغوط فوق بعضها البعض مما يؤدي إلى الإرهاق والتعب. إذاً ما هي الأسباب الناتجة عن الضغط النفسي؟ إن كل شخص يعاني من التوتر، القلق، الإرتباك، الصعوبة في التركيز، تقلبات في المزاج وغيرها من المشاعر السلبية يؤثر ذلك على حياته وصحته النفسية والجسدية. الوعي بهذه المشاعر والتعامل معها بجدية عامل مهم و فعال لتحسن أداء الإنسان.

قول د.عمرو بكر ستجد أن أغلب ما يقلقك مبني على افتراض يحتاج إلى دليل بيد أنك تتعامل معه على أنه حقيقة وفقا لمجموعة من الأحكام العرفية الخاصة بك وحدك، في المرة القادمة حاول فقط إعادة الأمر إلى نصابه، ضع كلمة أظن قبل ذكر ما تقلق بشأنه، مجرد تحريك الأمر من اليقين إلى الظن في عقلك سيدفعك إلى البحث عن دليل يؤكد والذي غالبا لن تجده، هنا تكون قد خرجت من مربع القلق إلى مربع التفاعل بإيجابية مع ما يمكن أن يثير مخاوفك. عندما يهرب شخص من مواجهة مشكلة ما فإن هذا لا يعني اختفائها.” فهذه المخاوف او المشاعر، ستظل تطارده وتسبب له الضغط النفسي والأرق الشديد حتى يواجهها او يتعامل وينتصر عليها. التردد والكسل سببان يغذيان الشعور بالضغط  والتعرض للضغط النفسي اسباب كثيرة. من أهم هذه الأسباب عادات الفرد السيئة التي تؤثر على جميع جوانب حياته، في العادات التي نمارسها لها دور كبير على الحالة النفسية التي نكون عليها فإما نكون سعداء ونشعر بالراحة والإستقرار أو أن نعاني من مشكلات صحية ونفسية نتيجة لها. الضغط من أحد هذه الآثار السلبية عندما تكون عاداتنا غير سليمة سواء في العمل أو في التعامل مع المشكلات التي نتعرض لها.

هناك عادات لها أثر كبير في ما نعاني منه من ضغوط وقلق وعصبية. علينا أن نفهم كيف نتسبب بأنفسنا في حدوثها. اولاً الهروب؛ توجد كثير من المواقف التي نتعرض لها والتي تكون مواقف صعبة أو مزعجة أو حتى مخيفة وتسبب قلقا وتوترا وتحتاج منا الشجاعة في مواجهتها والتعامل معها ولكن من عادات بعض الناس تجنب هذه المواقف والإبتعاد عنها والهرب منها حتى لا يوضع في موقف المواجهة الذي لا يستطيع التعامل معه والهروب من هذه المواقف يسبب ضغطا نفسيا كبيرا لهذا الشخص. فهو دائما يراقب كل ما يحدث حتى يبتعد في الوقت الذي تقترب فيه المواجهة كما أن من نتائج هذا الهروب استمرار المشكلة وما تسببه من صعوبات وضغوط للشخص وزيادة تعقيد المشكلة. كما ويتسبب الخجل في الشعور بالضغط وعدم الراحة نتيجة لعدم قدرة الشخص على التعامل بشكل سليم ويشعر بالضيق والضغط عندما يضطر إلى حضور المناسبات الاجتماعية التي يتعامل فيها مع الآخرين كما يزيد الضغط عليه عندما يضطر إلى إلقاء كلمة أو مناقشة عمل يقوم به إما مجموعة من الزملاء في العمل أو الرؤساء، الخجل يزيد من ضغط الفرد ويؤثر على عمله وإظهار قدراته.

الكسل من العادات التي تتسبب لصاحبها في الكثير من المشاكل وأولها الضغوط وخاصة عندما يقع في مشاكل ضيق الوقت وضرورة الانتهاء من الأعمال سواء في المنزل أو في الدراسة أو في العمل في الطالب يشعر بضغط شديد عندما يضطر إلى مذاكرة كم هائل في فترة قصيرة جدا قبل الامتحانات أو في العمل عندما يقوم بتأجيل ما هو مطلوب منه ثم يضطر إلى الانتهاء منه في فترة قصيرة جدا مما يتسبب في الشعور بالضغط لقصر الوقت وبذل مجهود كبير للإنتهاء في الوقت المطلوب.

يحظى موضوع التوتر بالكثير من الإنتباه والشعبية ولكن دونما فهم صحيح لطبيعتة الأساسية. في “كتاب السماح بالرحيل”،  يقال إننا أكثر عرضة للتوتر من أي وقت مضى، فما هو السبب الرئيسي لكل هذا التوتر؟  بالتأكيد ليست العوامل السريعة الخارجية، فما هي إلا أمثلة على الإسقاط . إنهم وهذا هم المذنبين، في حين أن مانشعر به ماهو إلا تعبير الضغط الداخلي العواطف المكبوتة، هي ما تجعلنا عرضة للتوتر الخارجي. إن مصدر التوتر الحقيقي داخلي وليس خارجي كما نظن، في الاستعداد للاستجابة للخوف. مثال يعتمد على كمية الخوف الداخلية التي يستثيرها دافع، كلما زاد الخوف بداخلنا تغيرت نظرتنا للعالم لتصبح أكثر خوفا وحذرا.  ولأن ما نحملة بداخلنا يلون عالمنا، فإذا نركز على ما نكتبة. ينتج التوتر من الضغط المتراكم مشاعرنا المكبوتة والمقموعة، وعن طريق الضغط يسعى للتنفيس. بهذا لاتكون الأحداث الخارجية إلا محفزا لإخراج ما نحملة بداخلنا على مستوى الواعي واللاواعي. إن التوتر هو عبارة عن استجابتنا العاطفية أو لعامل أو محفز مفاجئ، وما يقرره نظام المعتقدات لدينا والضغوطات النفسية المرتبطة به. ليست المحفزات الخارجية هي المسببة لتوتر وإنما درجة استجابتنا، فكلما كنا في حالة تسليم أكثر، نكون أقل عرضة للشعور بالتوتر فالضرر الذي يسببه التوتر.

يقول الكاتب ديفيد هاوكينز، لقد أصبحنا نخاف من مشاعرنا الداخلية لأنها تحمل كمية كبيرة من السلبيات التي نخاف أن نغرق بها أو نتعامل معها إذا ما نظرنا إليها نظرة عميقة. إنتا نخاف من هذه المشاعر لأننا لا نملك الية واعية يمكننا من خلالها أن نتعامل مع هذه المشاعر إذا ماسمحنا لها أن تظهر داخلنا لأننا نخاف مواجهة هذه المشاعر فإنها تتراكم. ليست الأفكار التي تؤلمنا ولا الحقائق ولكنها المشاعر التي تصاحبهم، الأفكار التي تؤلمنا ولا الحقائق ولكنها المشاعر التي تصاحبهم، الأفكار بحد ذاتها غير مؤلمة، إنها المشاعر الكامنة خلفها!. إن ما يسبب الأفكار هو ضغط المشاعر المتراكمة، شعور واحد على سبيل المثال يمكن أن يتسبب بالضبط بألآف الأفكار خلال فترة معينة. فكر بذكرى مؤلمة حصلت منذ زمن بعيد، بشعور واحد من الندم الشديد إختباً في داخلك، وأنظر إلى الأفكار المتعلقة بهذا الحدث الواحد التي راودتك عاما تلو الأخر. إذا ما استطعنا أن نتخلى عن الشعور المؤلم الكامن خلفها فإن كل هذه الأفكار ستختفي فوراً وسننسى ما حصل لذى يجب علينا أن نتخلى عن مشاعر التوتر والضغط والغضب والخوف، لنسمح لأنفسنا أن نتعافى أونتشافى.

مشاعر الضغط تنتج من استجابتنا لأحداث المحيط الخارجي وهذه الاستجابة تحدث داخلنا بيدنا ان نتعامل معها ونقلل حدتها لكي نتعامل مع الحياة وضغوطاتها بطريقة صحية تنعكس على صحتنا النفسية والجسدية أن تعلم تقنيات الاسترخاء  والهدوء النفسي أحد أكثر الطرق شيوعاً لمواجهة التوتر والقلق. فيما لو كنت تعاني من قلق او توتر يصعب عليك التعامل معه أو يشكل عقبة في عملك اليومي انصحك بالتحدث لمختص. لأن القلق والتوتر كما سبق وذكرنا هي مشاعر تراكمية وإهمالها يؤدي الى تفاقمها ثم الى ضرر نفسي أو جسدي. أتمنى ان تكونوا دائماً في سلام وبهجة، وتذكروا انكم ارواح طيبة وتستحق الحياة الطيبة.

رنا ضمرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *