السلام الداخلي بأبسط الطرق

السلام الداخلي بأبسط الطرق

لا ريب أن جميعنا يحتاج إلى الشعور بالسلام الداخلي (راحة البال)، سواء في علاقاته مع الأخرين أو مجتمعه الإنسانية، شعوره بأنه مقبول ومحبوب بين أصدقائه، مرتاح ليس هناك من أحد يكبحه أو مسيطر عليه. شعوره بصفاء ونقاء في قلبه، اذ هو متصالح مع ذاته ويكف عن لومها، يقدر ذاته ويؤمن بها، يعترف بمجهوداته وقدراته، وكل تلك الأمور تشعر الفرد بالثقة، الرضا والقناعة والسرور، بل وحتى كل ما يخطر على بال الفرد من مشاعر ايجابية فياضة. لا يمكننا أبدًا أن نحصل على السلام في العالم الخارجي حتى نتصالح مع أنفسنا وذلك من خلال أن تكون نيتنا صادقة ومرحبة بالسلام. قم بمعرفة نفسك عن طريق معرفة نقاط القوة والضعف. أيضا لا تتعمد اظهار نفسك على أنك شخص كامل فمن منا لا يخطئ. كن متسامحا مع نفسك؛ اغفر لنفسك واعطها الحق لتجربة الجديد. حاول أن تسامح وتفهم الآخرين بدلا من الحكم الخاطئ عليهم، كن لطيفا ومسالما مع نفسك حتى تستطيع نشر السلام في مجتمعك. التأمل مدخل إلى السلام حيث  يساعدك على أن تكون هادئا ومستشعرا لمشاعر السكينة والوقار. حاول أن تكون إيجابيا ومنبعا للتفاؤل والسعادة والسلام. حاول أن تفهم مشاعرك السلبية وحتى كتابتها فقد يساعدك هذا على التخلص والتحرر من هذه المشاعر، وبالتالي شعورك بالسلام الداخلي، والتصالح مع ذاتك. 

هناك كثيرون عاشوا ابتلاءات كثيرة وغريبة لآخرين، قد تكون سببا في انحرافهم واكتئابهم، ولكنك تجدهم متفائلين في وسط مأساة مبتسمين ابتسامة صادقة من القلب تشعر بصدقها وجمالها، راضين بأن القادم أفضل، ولديهم ايمان بأن رب الخير لا يأتي إلا بالخير. اذا، ما هو السر؟ ما السر في تلك الراحة؟ من أين تأتيهم تلك السعادة؟ إنه الرضى بما قسمه الله وعدم الإستسلام، بل سأسعى لأصبح أفضل، وسأجد في الحياة فرصا كثيرة للنجاح والإنجاز. ترى العديد من الناس متصالحين مع أنفسهم، محبين للناس، النور في وجوههم ، بل وتجد الانتاج والاتقان والابداع في العمل لديهم، يعملون بنزاعة ولا يتعبون ولا يتذمرون، لانهم راضيين بما قدر وقسم الله لهم، وأن القادم أفضل. الرضى والقناعة هي سبب أساسي للراحة والسعادة والتفاؤل، ولكن لا تعني الإستسلام وإلا لما كان هناك تطور لأحد أو ارتقاء ولا يعني البقاء مكانك، اذ هذا قدري وهذا ما كتبه الله علي. نحن هنا لا نقصد بالإستسلام الخضوع، بل نقصد به الرضى والقبول ومن بعدها السعي. جميع من سعى في أي عمل أو مهنة حتى ولو كانت بسيطة وصل من خلال هذا السعي إلى النجاح. يجب أن يكون الشخص راضي، واثق، لا يستسلم، يثق بأن القادم أفضل، بل وأبدع في خلق اعمال تجارية أخذت مكانها. هنالك من كانت لديه تطلعات مستقبلية أكثر بحيث كان تفكيره فيه من التفاؤل بالحياة القادمة ما يجعله يعمل بنشاط ودون كلل. العمل هو أحد طرق اكتساب السلام الداخلي، عندما يعمل الفرد ويحقق اهدافه هو بذلك يشغل وقته بشيئ مفيد ومنتج ويحقق الشعور بالإنجاز والرضى وحتى بلإستقلال. 

على الإنسان عدم الإستسلام للظروف الصعبة والمليئة بالتحديات. الشعور بالسلام شعور ايجابي سامي. تختلف طريقة التعبير عن الخوف من شخص لأخر، اذ منهم من يرسم لوحات فيها سلام، ومنهم من يؤلف لحنا، أو يغني أغاني عن السلام، والكثيرون يكتبون قصصا وشعرا عن السلام، وأخرون يعبرون بطرق أخرى. علينا أن نعبرعن السلام وأن نؤكد عليه بأي طريقة تناسبنا. كما أن العمل قد يعد وسيلة من وسائل تحقيق الشعور بالسلام، مثلا، هنالك من يعمد إلى مساعدة الآخرين، وهذا فعل يمدنا بالسلام الداخلي حيث أننا نتعاطف مع الآخرين ونتحسس حاجاتهم، ونلجأ غلى مساعدتهم. هنا تحس بالسلام الداخلي وبشيء من الصفاء والهدوء والوقار الداخلي. أغلب الشخصيات التي يعتبرها العالم أيقونة أو رمزا من رموز السلام، كانت تنادي بالسلام، وكان ذلك كله ظاهر وواضح من اخذهم على عاتقهم مساعدة الغير وتقديم يد العون لهم. من هذه الشخصيات مثلا، ملالا التي أخذت على عاتقها الدفاع عن حقوق المرأة. ذلك بالفعل ما نحتاج إليه من أشخاص في هذا العالم، اشخاص تدعم اشخاصا آخرين، اشخاصأ ترى فيهم السلام. كما أنه بلإمكان قراءة كتب عن السلام ومشاعر الهدوء الداخلية والسكينة. بالفعل لكل ذك  دورا كبيرا ومهما مثل كتاب البحث عن السلام الداخلي للمؤلف الفريد نيكوت. يرى الكثيرين أن صحبة الناس اللطيفة والحنونة والتي روحها جميلة على أنها مكسب كبير. ذلك أنها تغير جو عدم الراحة وعدم الإسترخاء إلى فيض من الحنان واللطف والصفاء. هناك مثل جميل سائد “جاور المسعد تسعد”، المثل يؤكد على ضرورة الحرص عند اختيار الأصدقاء وأماكن السكن. من الأمور الآخرى التي تحقق السلام الداخلي، الحديث التوكيدي الإيجابي والجاذب للمزيد من الإيجابية والسكينة والتوازن. ذلك يجعلنا نستشعر بأن المصطلحات والأحاديث والمفاهيم، جميعها تؤول للتطبيق والإستبطان في داخلك وفي كيانك وسلوكك أيضا. العلم في الصخر كالنقش في الحجر، يجب علينا أن ننشر مفاهيم السلام والتسامح بين الأطفال وأن يتعلموا عن القناعة في عمر مبكر.  

سلام عثمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *