مشاعر القوة تسيطر علينا

مشاعر القوة تسيطر علينا

نقاط القوة هي إمكانات متأصلة تؤثر على أفكارنا وعواطفنا وأفعالنا. إنهم يحددون من نحن ويحددون تفردنا. الحكمة والشجاعة والمثابرة والتواضع هي أمثلة قليلة على الصفات التي نمتلكها. في علم النفس، يتم تعريف نقاط القوة في الشخصية على أنها قدرات فطرية تسمح لنا بالتغلب على عقبات التفكير لدينا ومواجهة المحن بإيجابية أكبر. إن معرفة نقاط قوتنا وضعفنا هي جزء أساسي من معرفة أنفسنا. الشخص الذي يدرك ما يجيده يكون أكثر ثاقبة وأكثر احتمالا لاتخاذ القرارات الصحيحة لنفسه. كشفت الدراسات حول فعالية نشر نقاط القوة أن الأشخاص الذين يمكنهم تحديد نقاط قوتهم واستخدامها في الحياة اليومية هم أكثر سعادة وأكثر محتوى. يقول الباحثون كذلك أن مجرد الاعتراف بقوتنا لا يكفي. ما لم نعرف متى وكيف نطبق نقاط قوتنا ، لا يمكننا تحسين معيشتنا ورفاهيتنا.

يمكن أن تكون القوة شيئًا نجيده، أو شيئًا يأتي لنا بشكل طبيعي، أو شيئًا نحب القيام به. علم النفس الإيجابي هو الدراسة العلمية لنقاط القوة والفضائل التي تمكننا من البقاء بحماسة. إنه المجال الوحيد الذي يعتمد على فكرة أننا “نريد” أن نعيش بشكل هادف ونخرج أفضل ما في عملنا وعلاقاتنا وحياتنا بشكل عام. كما تشير الأسماء، إن اختبارات نقاط القوة والضعف هي مقاييس موحدة لتقييم واستكشاف قدراتنا وفرصنا وأوجه قصورنا. يتيح لنا إدراك نقاط القوة والضعف تحديد العقبات التي قد نواجهها والتخطيط لرحلتنا وفقًا لذلك.ويوجد العديد من الإختبارات.

الإختبار الأول:يخبرنا هذا الإختبار عن نوعية الشخصية التي نتحلى بها من خلال 10 أسئلة؛ هل أنت ذو شخصية قوية، هذا الإختبار مقياس لمدى قوة شخصيتك. كنت قد قمت بالاختبار مع نفسي وكانت النتيجة أنني صاحبة شخصية متوازنة، متوازنة جداً من ناحية القوة والصفات الرئيسية لشخصيتك هي “التسامح، الطيبة، مراعاة الآخرين”، من أهم السمات الشخصية أني أحب مساعدة الآخرين إلى جانب سعيي الى إشباع رغباتي الشخصية وتمتعي بروح الفريق وإدراك الأهداف في الحياة والمدهش في شخصيتي أني على استعداد لتقبل الإخفاقات والنجاحات المفاجئة.

الإختبار الثاني: الشخصية القوية مطلوبة بدرجة كبيرة إذا كنت فى منصب قيادي، ويشير خبراء علم النفس إلى أن قوة الشخصية يجب أن يتوافر بها بعض المقومات التى تضم مجموعة من الصفات الجسمية والعقلية والإنفعالية والإجتماعية التي تظهر في العلاقات اإجتماعية وتميز الشخص عن غيره. هذا الإختبار يتكون من 13 سؤال. بعد حساب النقاط، يتم حساب النتيجة. عليك تحديد كم إجابة للمجموعة ( أ ) وكم إجابة للمجموعة ( ب )، وكم إجابة للمجموعة ( ج ) ولابد أن تكون أجبت عن كل الأسئلة، ثم احسب النتيجة. قمت بالاختبار مع نفسي وكانت النتيجة (15: 19درجة: أنا صاحبة شخصية متوازنة جداً من ناحية القوة والصفات الرئيسية لشخصيتك هي “التسامح، الطيبة، ومراعاة الآخرين”. ومن أهم السمات الشخصية، أنك تحب مساعدة الآخرين إلى جانب سعيك الى إشباع رغباتك الشخصية بالإضافة إلى تمتعك بروح الفريق وإدراكك لأهدافك في الحياة والمدهش في شخصيتك أنك على استعداد لتقبل الإخفاقات والنجاحات المفاجئة.

الإختبار الثالث: هذا الإختبار يحدد لك نقطة قوتك، أجب عن الأسئلة بصراحة. هذا الإختبار يحوي على معالج ذكي صمم من قبل مهندسين مختصين قادر على تحليل البيانات والاجابات لتوقع نتيجة قريبة من الواقع. يشمل هذا الاختبار 5 أسئلة وقمت بالإختبار مع نفسي وكانت النتيجة أنه من الواضح أن نقطة قوتك تكمن في طول صبرك، أنت شخص هادئ، عقلاني، صبور، وتتحمل الكثير من العناء والتعب في سبيل الحصول على شيء ما تحبه وتريده، وصبرك هذا هو من سيقودك إلى النجاح.

لماذا من المهم أن تعرف ما هي نقاط ضعفك؟ تعيقنا نقاط الضعف. قد يكون من الصعب التخلي عنها وربما تكون الأسباب وراء إخفاقاتنا. إن معرفة عجزنا لا يقل أهمية عن فهم نقاط قوتنا. الخطوة الأولى في التعرف على عيوبنا هي الإعتراف بوجودها. كل شخص لديه أوجه قصور ، ولكن فقط أولئك الذين يمكنهم قبولها بعقلانية يمكنهم تجاوزها والازدهار في حياتهم. قد تشمل بعض الأمثلة الشائعة لنقاط الضعف ما يلي:

  • موقف مفرط في الحكم
  • التفكير الزائد عن اللازم
  • نقد قاس
  • أقل تعاطفا
  • مقاومة التعلم
  • عدم القدرة على الوفاء بالالتزامات
  • حواجز التواصل
  • فرط الحساسية أو مشاكل التحكم في الإنفعالات

الخبر السار هو أنه يمكننا العمل على نقاط ضعفنا لتقليل آثارها على إنجازاتنا الشخصية والمهنية. هناك العديد من الخيارات المتاحة لنا لتحديد الثغرات وقياس تأثيرها والتغلب عليها بشكل فعال. نقاط القوة والضعف لدي أعتقد أن الحياة هي تجربة تعليمية. يجب أن نعزز نقاط ضعفنا حتى تصبح هناك نقاط قوتنا. وأيضًا نحن مجرد بشر، ولدينا نقاط ضعفنا، ونرتكب الأخطاء، ونشعر بالحزن، لكننا سنتعلم من كل هذه الأشياء لنكون شخصًا أفضل. كما نعلم، يتحقق النجاح من خلال تطوير نقاط قوتنا وليس من خلال القضاء على نقاط ضعفنا. بالنسبة لي، قلت إن نقاط الضعف ليست حجر عثرة أمام النجاح، لكنها عامل لا غنى عنه على طريق النجاح. يعتقد الكثير من الناس أن التركيز على معالجة نقاط الضعف لدى الإنسان مهم جدًّا، وخاصةً لدى الأبناء؛ مثلًا الضعف في مادة معينة كالجغرافيا مثلًا يستدعي الأسرة إلى التركيز على هذه المادة، وطلب معلم خصوصي، والإهتمام بها، بينما تميز الابن في الرياضيات، أو في الحفظ مثلًا، لا تعير الأسرة أي اهتمام بهذا الجانب المهم الذي قد تصنع منه عالمًا في مجاله.

كما أننا نعلم يقينًا أن مدرب كرة القدم سيضع اللاعب الذي يجيد تسديد الكره بالرأس في موقع الهجوم أمام المرمى، واللاعب الذي يجيد الصد بيديه والقفز إلى أبعد زاوية في حراسة المرمى وهكذا. يقول توم راث وباري كونتشي في كتابهما الذي أصدراه في عام 2009 تحت عنوان “قيادة نقاط القوة. القادة العظماء والفِرَق ولماذا يتبعهم الناس”، إن الفرق الأكثر نجاحًا، تمتلك مجموعة واسعة من نقاط القوة؛ حيث حددوا أربع مجموعاتٍ رئيسية لهذا النقاط:

  1. التنفيذ: هو القدرة على إنجاز الأشياء؛ حيث يتسم البارعون في التنفيذ بالمهارة، وفي تنظيم المهام والأحداث والأشخاص والتحكم بهم، وبثبات أدائهم، وبقوة التركيز التي لديهم، وأيهم جاهزون لتحمل مسؤولية أعمالهم.
  2. التأثير: وهو القدرة على تسويق الأفكار، أو المشاريع، أو المهام، أو المواقف، أو المناهج التنظيمية للآخرين، والتأثير بهم، وإقناعهم بدعمها.
  3. بناء العلاقات: وهو تشجيع الأشخاص على العمل معًا من أجل تحقيق هدفٍ أو طموحٍ مشترك بينهم.
  4. التفكير الاستراتيجي: يُعد الشخص الذي يفكر بشكل استراتيجي، ماهرًا في تحليل المعلومات، واكتشاف الروابط والعلاقات، و«التفكير داخل الصندوق وخارجه والاهتمام بالهداف البعيدة المدى مبكرًا.

العنف حسب علماء النفس والاجتماع هو عبارة عن سلوك متوارث. والمعنِف لا يؤدب الأولاد بعنفه بل يخلق لديهم جروحاً نفسية تعدهم ليكونوا قساة ومعنفين لغيرهم في المستقبل. تشير الدراسات إلى أن أغلبية من يمارسون العنف في كبرهم كانوا ضحايا للعنف صغاراً. المرشد الذي ضرب الطفل بسلك الكهرباء سبق ربما وضُرب بشكل مشابه في صغره. الطالب الذي تنمر على طالب أخر بكل قسوة، هو نتيجة تربية قاسية في طفولته. أغلبية ممارسي العنف، وأصحاب الشخصيات المجرمة هم على الأغلب نتاج تربية أسر مفككة يمارس العنف فيها بشكل يومي. لا بد من تثقيف من يشغلون وظائف تربوية بأضرار العنف وانعكاساته الخطيرة المستقبلية على شخصيات الطلاب، من تضربه اليوم قد يكون مدرسًا لابنك مستقبلاً ويمارس معه التصرف ذاته. القوة الحقيقية لا يقصد بها القوة الجسدية فقط بل القوة الحقيقية هي التي تتمثل بالإرادة التي لا يهزها شيء والتي لا تقهر. ليست القوة بمعاداة الحياة بلا القوة الحقيقية هي المقدرة على العيش فيها وتحقيق الغاية التي خلقنا من اجلها.

روان عبدالهادي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *