المشاعر هي تجربة واعية تتميز بالنشاط العقلي الشديد، وبدرجة معينة من المتعة أو المعاناة. المشاعر معقدة بطبيعتها، ووفقا لبعض النظريات، إن المشاعر هي حالات من الشعور الذي يؤدي إلى التغيرات الجسدية والنفسية التي تؤثر على السلوك. ترتبط فيزيولوجيا المشاعر ارتباطًا وثيقًا بإثارة الجهاز العصبي مع اختلاف حالات وقوة الإثارة المرتبطة بعواطف معينة. غالبا ما تكون المشاعر هي القوة المحركة وراء الدافع، إيجابيا أو سلبيا. هناك خمسة مكونات مهمة للمشاعر في نموذج معالجة كلاوس شيرار لمكونات المشاعر، ومن وجهة نظر معالجة المكونات يقال أن تجربة المشاعر تتطلب أن تكون جميع هذه العمليات منسقة ومتزامنة لفترة قصيرة من الزمن، ومدفوعة بعمليات التقييم، وهذه المكونات هي: التقييم المعرفي، الأعراض الجسدية، الميول العملية التعبير والحس.
روبرت بلوتشاك هو طبيب نفسي قام بتأسيس عجلة من العواطف وتعرف باسم خارطة المشاعر أو عجلة المشاعر. اقترح أن هناك ثمانية عواطف أولية ذات قطبين: الفرح مقابل الحزن. غضب ضد الخوف. الثقة مقابل الاشمئزاز. والمفاجأة أو الدهشة مقابل الترقب أو الحميمية. نموذجه أيضا يربط بين فكرة دائرة العاطفة وعجلة الألوان. العواطف الأولية يمكن التعبير عنها تماما مثل الألوان في كثافات مختلفة ويمكنك خلط مع واحد مع الآخر لتشكيل ألوان مختلفة أو نقصد هنا المشاعر المختلفة. خلال بحثي عن “صنعة” تنطبق على موضوعنا في هذا الأسبوع “مجموعة المشاعر” استصعبت قليلا البحث لسببين أولهما ارتباط جميع المهن والصنايع بمجموعة المشاعر كوننا بشر ونتعامل مع بشر ونحن عبارة عن مشاعر وجسد.
كانت من خياراتي المعلم والطبيب والممثل والفنان لقدرتهم العائلة على التعامل مع المشاعر، المعلم يجب أن يتفهمها ويدركها ويميزها أيضا حتى يتمكن من التعامل مع الطلاب بكفائة وبصورة صحيحة فهو مسؤول عن إنشاء جيل وهو أمر ليس بهيّن. أما الطبيب فقد رأيت فيه القوة التي ليست من السهل امتلاكها لقدرته على التعامل بسرعة وكفائة مع المرضى وأيضا وجدت فيه من اللين والإنسانية وهي ما يدفعه للاهتمام بالمرضى. أما الفنان والممثل فهم أكثر المهن تعبيرا عن مشاعرهم اذ يعتنقون مشاعرهم ويعبّرون عنها بشتى الوسائل سواء بلوحات ورسومات أو كتب مقروءة او حتى أفلام مسموعة ومرئية. السبب الثاني عدم عثوري على مهنة شديدة الإرتباط والتعبير عن الموضوع بمعنى عدم ايجادي للمهنة الأكثر كمالية حتى طرأ لذهني وظيفة مهمة جدًا وأساسية ولست انتقص شأنًا من المهن السابقة ولكن من وجهة نظري المتواضعة اجد ان هذه الصنعة او المهنة هي الأكثر انغماسًا في المشاعر وأيضًا في المنطق والتفكير، ولا شك انها من اهم المهن و ستبقى كذلك مستقبلًا.
هذه الصنعة او المهنة هي مهنة المحاماة، ولا غرابة، إذ أن المحامي يقوم بالمرافعة عن الأشخاص بمتعدد أشكالهم وصفاتهم وقضاياهم ودوافعهم فيرى جميع المشاعر ويمر بشتى التجارب والخبرات حتى ان تحت سقف محمكة واحدة ترى مشاعر خوف وحزن وفي اليد الأخرى مشاعر فرح وارتياح. والمحامي لقب يطلق على من أجيز له ممارسة مهنة المحاماةبناء على القوانين المعمول بها، والمحامي قد يجاز للمرافعة أمام بعض المحاكم دون غيرها. وسنتطرق في المقال لكيفية الدخول في مجال المحاماة وما هو متوسط الرواتب والخصائص المناسبة للمحامين وكل ما يهمكم معرفته لدراسة تخصص يؤهلكم للوجود في عالم القانون. القانون علم من العلوم الاجتماعية المختص بدراسة مجموعة من القواعد والقوانين العامّة، والتي تعمل بدورها على تنظيم العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع، على أن يلتزم بها كافّة أفراد المجتمع دون تفريق بينهم.
لتخصص القانون فرعين رئيسيين يندرج تحتهما فروع عدة وهم: القانون العام: وهو عبارة عن دراسة شاملة للقواعد المختصّة بتنظيم العلاقات بين عدّة أطراف، ويشمل هذا القانون على العديد من الأقسام أهمّها: القانون الإداري، القانون المالي، القانون الدستوري. القانون الخاص: ويعرف هذا القانون على أنه دراسة شاملة لكل من القواعد والقوانين التي تقوم بدورها على تنظيم العلاقات ما بين الأفراد الذين يفقدون أي صفة سيادية خاصة بهم، ويندرج تحت هذه القانون العديد من الفروع ومنها: القانون المدني وهو القانون الذي يهتم بدراسة القوانين والقواعد التي تختص بالعلاقات التي تربط ما بين أفراد المجتمع، والقانون الجنائي: هو القانون الذي يعنى بدراسة القوانين والقواعد الخاصّة بالجنايات. دراسة تخصّص القانون يحتاج لمدّة أربع سنوات للحصول على شهادة البكالوريوس في كافّة الدول العربية، بالإضافة إلى التدريب لمدة سنتين للحصول على بطاقة المزاولة التي من خلالها يتمكّن الطالب من الانخراط في المهن المختلفة المتعلّقة به.
اما بالنسبة للمهام الأساسية تتمثل في التمثيل والدفاع والمساعدة القانونية لمن يطلب ذلك مقابل مبلغ مالي أو تطوعًا وقد تكلف المحاكم الجنائية محاميًا للدفاع في الحالة التي لا يستطيع فيها المتهم دفع أتعاب المحامي. لذلك، مهنة المحاماة مهنة شاقة تحتاج إلى مجهود كبير ومن هذه المهام: المرافعة أمام المحاكم المدنية، الدفاع عن المتهمين في القضايا الجنائية، التحكيم والمصالحة والوساطة بين الخصوم، الإنابة وتمثيل الأشخاص امام الجهات الحكومية وغير الحكومية، إعداد العقود بكافة أنواعها، مساعدة القضاء في بيان الحقيقة، تسهيل إجراءات التقاضي بين الأفراد، تقديم الاستشارات القانونية.
بما أن النزاعات لا تنتهي بين الناس والشركات وحتى الدول، فلا غنى عن المحامين. بالطبع فإن دخل المحاماة يختلف من شخص لآخر، لكن عموماً يحقق المحامي دخلاً كبيراً جداً، فالمحاماة تعتبر المهنة الثانية بعد الطب بالنسبة إلى أكثر المهن دخلاً في العالم، فبحسب موقع “جلاس دور” إن متوسط أجور المحامين هو ١٠٨,٠٠٠ دولار سنويًا تقريبًا. لابد من أن يكون المحامي ذو مهارات اجتماعية و تحليلية عالية ليتمكن من ان يكون ناجحًا وهذا سبب اختيار هذه “الصنعة” خصيصًا في مقالنا اليوم لأن صفات و مميزات المحامي الناجح، الموهبة كأن يكون فصيحاً وبليغاً وقويّ الحجّة والبرهان. اللطافة وإدارة المشاعر المحامي الناجح يتعامل مع الناس بلطفٍ ودون أن جرح مشاعرهم أو تهميشهم، فالفئة المظلومة التي تتوجّه إليه تُريد أن ترى قدراً من الاحترام والإخلاص والحب حتّى تشعر بالاطمئنان، ومن الطبيعيّ أن يتعرّض المحامي لحالات من الغضب بسبب ضغوط العمل، أو قد يتعرّض لتهجّم أحد أصحاب القضايا المعقّدة، لكن عليه بضبط نفسه ومعاملة الناس بأسلوب ليّن.
منظّم ومرتب بحيث يعطي نفسه الجهد لاكتشاف آلية تمكنُّه من إنجاز أموره وشؤونه، كما يضع أولويات حياته بعين الإعتبار. صاحب بصيرة وهي قدرته وإلمامه على معرفة ما وراء الأشياء الظاهرة وما يُراد من المخفي من خلال قراءة الاحداث والأشخاص. القدرة على التركيز نعني بذلك أن يكون على درجة عالية من التركيز والتواصل مع قضيته ونقاطها التفصيلية حتّى لو احتاج منه الأمر كثيراً من الجهد والوقت وهذا دليل على قدرته على الصبر والتعامل مع مشاعره بمهنية وكفائة. بالإضافة إلى الصفات السابقة يجب أن يكون المحامي قادراً على تحمّل الظروف الصعبة وصبوراً، وقادراً على التعامل مع الآخرين، ولديه القدرة على الخطابة والإلقاء أمام الجمهور أو مجموعة معينة من الناس والتواصل البصري والحسي ليتمكن من أسر آذان السامعين والقضاة. المحاماة هي وظيفة لا غنى عنها وذلك من البديهي وهي تنهض بدور فعال في اظهار الحق وتباينه ودعم حقوق البشر وتقديم الاعانة لجهات القضاء في جلاء الحقيقة، مما دعى البعض إلى أن يطلق على مهنة المحاماة إسم (القضاء الواقف).
يوسف النسور