إن أساس النجاح والتطور هو الثقة بالنفس وهي صفة يمكن زيادتها لدى الشخص. يقال أنه بإمكان عقلك أن يدهش جسدك إذا استطعت أن تقول لنفسك أنك تستطيع تحقيق أمر ما، حيث أن الثقة بالنفس معركة ضد مضاعفات الفشل وبداية لكل النجاحات لأن الثقه بالنفس تضيف للفرد إحساس بالاعتزاز والإفتخار بمهاراته وكفائاته. كما أن الثقة بالنفس تعرف على أنها إحساس بالأمان الداخلي الممنهج والمدروس الذي يعتمد على ثقة الفرد باستعداده وامكاناته ومهاراته ومدى تمكنه من نتفيذ أهدافه وتحقيقها. تتجلى الثقه بالنفس من خلال اداراك الفرد لقدراته ومؤهلاته وأنه يستطيع توظيف هذه المؤهلات في حل المشاكل ومواجهة العوائق، كما أنها تعبر عن الرضا والتقبل الذاتي والمجتمعي للفرد، وإدراك الآخرين لكفائاته وقدراته. هناك فرق بين الثقه بابنفس والإعتزاز بالنفس وحب الذات وتأكيد الذات؛ الإعتزاز بالنفس يتولد نتيجة التقييم والتقدير الذي نكنه لأنفسنا، مظهرنا الخارجي، مهاراتنا، أفعالنا، إنجازاتنا، إخفاقاتنا ونجاحاتنا. ويتجلى في مدى احساسنا بهويتنا ومعرفتنا لقدراتنا وأسلوب تعاملنا مع ذواتنا والطريقة التي نسمح للآخرين التعامل بها معنا.
لا يعني الإعتزاز بالنفس الغرور الذي ينجم عن تضخم الذات الذي يجعل الإنسان يتعالى ويترفع عن أقرانه ويتوهم الكمال والإكتفاء. بل هو عبارة عن شعور يتشكل بناءا على الصورة التي لدينا عن ذواتنا وهو قيمة متغيرة. قد تزيد أو تنقص مع الوقت وحسب ظروف الحياة ومتغيراتها. لكن ما يجب تذكره دائما هو أن الإعتزاز بالنفس يكمن في قيمتنا كبشر أساسا وهو يقين داخلي بكرامتنا وشرف مكانتنا كبشر ويستمد مشروعيته من مبدأ أن البشر جميعهم سواسية، متساوون في القيمة والكرامة والحقوق. الإعتزاز بالنفس صمام أمان ضد اي تبخيس أو تحقير أو حط من قيمة ذاتك، إذا كنت تعتبر أن نفسك لا قيمة لها بشكل واعي أو بشكل غير واعي فكيف ستتحفز للحصول على الأفضل؟. أعط نفسك اعتبارا عاليا يليق بها ينعكس ذلك على سعادتك. اطرح على نفسك الأسئلة التالية: كيف أشعر اتجاه الصورة التي لدي عن نفسي؟ إذا لم أكن أعتز بنفسي، في المقابل ما هو تقديري لها إذن؟ وهل تعتقد أنك ستحقق النجاح والسعادة بهذا النوع من التقييم؟.
حب الذات هو أن تكون في اتصال وتواصل عميق مع نفسك، مع الآخرين ومع العالم المحيط بك مما يجعلك في حالة من الهدوء والسكينة والتفاؤل والإيجابية. هو ليس نوعا من النرجسية والأنانية بل يعتبر عاملا إيجابيا في تقوية الثقة بالنفس وبناء الشخصية المتزنة وإقامة علاقات اجتماعية ناجحة لأننا لا يمكننا أن نحب الآخرين ما لم نتمكّن من حب أنفسنا. ينبني حب الذات بالتركيز أساسا على احترام القيم والإحتياجات والآمال والرغبات الشخصية. حتى تستطيع أن تصل لمرحلة حب الذات من المهم أن تطبق: تجنب جلد الذات، كن إيجابيا مهما تكون الظروف، احترم نفسك وكن لها التقدير واحببها بدون مقابل، احترم مبادئك وقيمك ورغباتك وتطلعاتك، ولا تسمح لأحد أن يعاملك بدون احترام.
يقول كريستين أريلو”حب الذات هو احترام عميق وثابت للذات لدرجة أنك لا تختار إلا الأوضاع والعلاقات التي تعكس هذا الإحترام وهذا الحب غير المشروط.، بما في ذلك تلك التي تقيمها مع نفسك”. لكي تساعد نفسك على معرفة مدى وعيك على ذاتك، اطرح على نفسك الأسئلة التالية: إلى أي درجة تحب ذاتك؟ ما هي الطريقة التي تحب بها ذاتك؟ وكيف بإمكانك تطوير حبك لذات؟.
موضعنا وهو الثقة بالنفس؛ هي القدرة على القيام بعمل ما أو تحقيق إنجاز ما ذو أهمية بالنسبة لنا رغم الخوف والشك. يقول جرودون بايرون “إن الثقة بالنفس هي الإعتقاد في النفس والركون إليها والإيمان بها”. الثقة بالنفس لديها خمسة ملامح رئيسية، تساعدنا معرفة هذه النقاط على تحديد أو تقوية شعورنا بالثقة، وهي:
- الثقة بالنفس هي دائما تنبؤ موجودة أول مرة في العقل وهي ليست صفة فطرية.
- الثقة بالنفس واقعية ونتيجة لتراكم الخبرات الحقيقية.
- الثقة بالنفس هو توقع بواقعية بأن لدينا الموارد الكافية لإيجاد الحلول.
- الثقة بالنفس هي التنبؤ الذي ينطبق على مجال معين.
- الثقة بالنفس هي مؤقتة وتتطور من خلال التجربة.
المصطلح الأخير وهو تأكيد الذات: هي عدة تقنيات سلوكية ومعرفية للتعبير عن آرائك وعواطفك واحتياجاتك وحقوقك والقيم الخاصة بك واحترامها والدفاع عنها. تأكيد الذات مهارة تستند أساسا على حسن تدبير المواقف بوضوح وإلتزام. تأكيد الذات تتمثل في تقبل الذات بمحاسنها ومساوئها، وبإيجابياتها وسلبياتها والوعي بحقيقتها كما هي بكل واقعية وتلقائية وموضوعية. أيضا، تتمثل بمعرفة قول “نعم” و “لا” بشكل واضح. وبالإنصات للأحاسيس والمشاعر الخاصة والتعبير عنها وكذا الإنصات لأحاسيس ومشاعر الأخرين واحترامها. وتعلم كيفية تقديم النفس للأخرين، كيفية النقد البناء، والتحكم في الأفكار السلبية.
هناك بعض الأمور التي تساعد الشخص على زيادة الثقة بنفسه منها الحرص على كتابة تفاصيل الإيجابيات التي حدثت معك خلال اليوم. افتح حديثا يوميا مع نفسك يوميا في الصباح، واذكر القدرات التي تمتاز بها عن غيرك؛ لأن هذا يعطي طاقة إيجابية بشكل مميز ويساعد على تقوية الثقة بالنفس. يجب الحرص على التخلص من الضغوط النفسية التي أثرت عليك في الماضي. يمكن أيضا اللجوء إلى البكاء لتفريغ شحنة من الضغط النفسي. أيض، الإستماع إلى الموسيقى الهادئة التي تساعد على التقليل من حالات الإحباط والإكتئاب التي تنتاب الإنسان. كما إن تمارين التأمل تساعد على التخلص من الإجهاد وتنشط المخ وتشعرك براحة نفسية تُسهم بشكل كبير في زيادة الثقة بالنفس.
يارا النسور