القيادة المستندة إلى نقاط القوة

القيادة المستندة إلى نقاط القوة

القيادة المستندة إلى نقاط القوة هي نهج لقيادة الآخرين يبني على ما هو قوي وليس ما هو خطأ. تُظهر أفضل الممارسات البحثية والقائمة على الأدلة أن القيادة القائمة على نقاط القوة تُمكّن القادة والأشخاص الذين يتابعونهم وتعزز ثقافات مكان العمل الصحية والإيجابية. في بيئة العمل المتغيرة باستمرار، يواجه الموظفون الآن مستويات متزايدة من التوتر والتغيير وعدم اليقين. الإنفصال والتغيب والصراع بين الأفراد وانخفاض الإنتاجية ودوران هي نتيجة لذلك. في ظل هذه الظروف، لا يكفي أن يركز القادة ببساطة على المهام، والتفويض، وإدارة الاجتماعات الفعالة، ومراقبة الأداء. اليوم، يحتاج القادة أيضًا إلى التفكير في كيفية إشراكهم وإلهامهم وتطويرهم ليكونوا مرنين ويزدهرون على الرغم من التحديات اليومية التي قد يواجهونها. تمكّن القيادة القائمة على نقاط القوة القادة من إبراز أفضل ما في أنفسهم والآخرين من خلال إشعال نقاط القوة في شخصيتهم الأساسية. التركيز على نقاط القوة يدور حول فهم أفضل فرص النجاح للفرد والبناء عليها.

يستند هذا المفهوم على أساسيات النهج التحقق جيدا مثل علم النفس الإيجابية والقيادة الأصيلة التي تشير إلى أن لمساعدة الناس تنجح وتزدهر. يحتاج القادة إلى التركيز على مساعدة الموظفين على فهم، وتسخير وبناء على مهاراتهم ومواهبهم وقدراتهم. لا يستبعد هذا النهج أننا بحاجة إلى فهم وإدارة نقاط ضعفنا (أو النقاط العمياء) بشكل أفضل. مع ذلك فهو يؤكد على المبدأ الأساسي الذي يستفيد منه الأفراد (والمنظمات) أكثر عندما يبنون على نقاط قوتهم بدلاً من التركيز على عجزهم. القادة المعتمدون على نقاط القوة لديهم وعي ذاتي ويعرفون من هم وماذا يقدرون. إنهم يفهمون ما هي عوامل التمكين والقيادة لديهم ويعرفون كيفية إدارتها للحصول على أفضل النتائج. إنهم يستثمرون في نقاط قوتهم وهم واضحون في غرضهم القيادي ويعرفون كيفية إشراك الآخرين والتأثير عليهم ليتبعوا تقدمهم. يظهرون سمات أساسية حول الأمل والتفاؤل والكفاءة الذاتية (الثقة) والمرونة. يخلق القادة المعتمدون على نقاط القوة الظروف التي تمكن الآخرين من النجاح. يفعلون ذلك من خلال التعرف على نقاط القوة والمواهب والمهارات لموظفيهم وشحذها. إنهم يقودون بالقدوة ويتسمون بالشفافية والصدق في علاقاتهم مع الآخرين، لديهم مبادئ إرشادية قوية وقادرون على إحداث تأثير إيجابي وتمكين بيئة مكان العمل التي تدعم الناس للوصول إلى إمكاناتهم الكاملة.

تعرف على جانب الظل من نقاط قوتك. في بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي الإفراط في استخدام القوة إلى الخروج عن مساره في بعض الظروف. تعرف على ما يحفز موظفيك. لقيادة الناس بشكل فعال، عليك أن تعرف من هم وماذا يقدرون ونقاط قوتهم والفرق الذي يريدون إحداثه. يوجد الكثير من الاختبارت  تساعدنا في معرفة الناس ومعرفة أنفسنا، يساعدنا على أن نعرف لماذا نحن نتواصل بشكل أفضل مع بعض الناس دون غيرهم. ومن هذا الاختبارات:

  • الإختبار الأول: هو اختبار تحليل الشخصية MBTI، كلما كانت اجاباتك صريحة و نابعة من شخصيتك الحقيقة تكون النتيجة حقيقية. كما أن عليك التحلي بالصبر حتى النهاية، بعد انتهاء الاسئلة ستظهر لك نتيجتك اضغط على الرمز المكون من 4 حروف انجليزية وبعدها يتم تحويلك الى الصفحة التي توصف شخصيتك بالتفصيل. قمت بالتجربة مع نفس وكانت نتيجتي أن عملي لا يلتفت الفرضيات والنظريات ما لم تثبت قابليتها للتحقق العملي ويفهم كيفية ذلك، تقليدي، منظم حيث يمتلك قدرات مذهلة على التنظيم والإدارة. يمتلك رؤية واضحة لما يجب أن تكون عليها الأشياء، يحب تحمل المسؤولية أكثر من الأنماط الأخرى، يحب الرياضة ويحترفها  ومجتهد ومخلص. مواطن صالح و عليه أن ينتبه لكونه دقيقا وصارما في تعامله مع الآخرين، هم بالطبع ليه مثله في الدقة و الصرامة فالحذر واجب حتى لا ينفر منه الجميع من حوله.
  • الإختبار الثاني: هو اختبار يحدد ما هي نقطة القوة في شخصيتك وهو عبارة عن 7 اسئلة لنقاط القوة. كانت نتيجتي  في هذا الإختبار أن قوة التعاون؛ يمكنك التنسيق والتأقلم مع لاآخرين بغضّ النظر عن شخصياتهم. لست ممن يتأثرون بما يُقال لهم وعنهم بل تمشين نحو هدفك والباقي بالنسبة لك تفاصيل.
  • الإختبار الثالث: هو اختبار شخصية ويأخذ اقل من 12 دقيقة تقريبا،حاول عدم ترك اي سؤال دون اجابة. كانت نتيجتي في هذا الإختبار كما يلي: العقل – المنفتح 70% الإنطوائي 30%، الطاقة – الواقعي 60%، الحدسي 60%، الطبيعة – المرتكز على المبادئ 65%، المرتكز على المنطق 35%، الهوية – الحذر 72%، الحازم 28%، التكتيتات: الباحث 50%، المخطط 50% .

إن نهج القيادة القائمة على نقاط القوة له بعض الجوانب السلبية المحتملة. أولاً، تشجيع الناس على التركيز فقط على نقاط قوتهم يمكن أن يحد من فرصهم في النمو. في بعض الأحيان، قد يساعد دفع أعضاء فريقك للمغامرة في منطقة غير مألوفة في الكشف عن المهارات التي لم يعرفوا أبدًا أنهم يمتلكونها. احذر من أن التركيز على المواهب الفردية ونقاط القوة لا يجعلك تتجاهل فجوات المعرفة أو المهارات المهمة. يمكنك أيضًا المخاطرة بتلوين أو “تصنيف” أعضاء فريقك. نتيجة لذلك، قد يشعر أعضاء فريقك بالملل أو الإحباط أو الاستياء من قيام الآخرين بتطوير مجالات جديدة من الخبرة، بينما هم ليسوا كذلك. بدلاً من ذلك، قد يصبح أعضاء فريقك مرتاحين جدًا، وبالتالي أقل إبداعًا وابتكارًا.

في بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي تماسك الفريق القوي إلى التفكير الجماعي حيث لا يتحدث أعضاء الفريق ذوي الآراء المخالفة لأنهم لا يريدون مخالفة الإجماع. يمكن أن تمتد هذه المشكلة إلى “التوظيف المناسب”، حيث لا تجلب سوى الأشخاص الذين يفكرون مثلك ولديهم آراء مماثلة، بدلاً من الأشخاص الذين يجلبون إضافة ثقافية حقيقية. في بعض الحالات، قد يؤدي التركيز على نقاط القوة الفردية إلى تقليل تماسك الفريق وفعاليته، إذا “يقود” الجميع في منطقتهم. هل للشخصية القيادة مفاتيح؟ بالتاكيد  لكل شيء بالدنيا مفاتيح ومن هاي المفاتيح التوازن والإبداع والثقة بالنفس والمبادرة وكثير منها ما يعتمد على تعزيها بالشخصية وتقويتها والشخص القيادي يجب ان يكون ايجابي يفكر في الحل ويساعد الاخرين ويرى أن هناك حلا لكل مشكلة وأن يعتبر الإنجاز التزاما يلبيه ولديه امال يحققها وان يناقش بقوة وبلغة لطيفة والسلام الداخلي والسلام الخارجي.

الشخصية القوية فطرة طبيعية وليست صفة مكتسبة: تقول الدكتورة “تغريد صالح” استشارى الطب النفسى، أن قوة الشخصية هى فطرة طبيعية عند الشخص وليست صفة مكتسبة، منا من يمتلكها ومنا من يفتقرها، ولكنها بشكل أو بأخر لا يكمن اكتسابها من التجارب الحياتية. لكن لا يعنى هذا الكلام أنه لا يوجد حلول للذين يعانون من ضعف فى الشخصية، بإمكانهم التحكم فى طباعهم لتقويم شخصيتهم وتعديل سلوكها إلى السلوك الطبيعي، ولكن من الصعب أن تنقلب الشخصية 180 درجة. هل نقاط القوة ترتبط بالقيادة؟ عندما نقول «قائد» يتخيل الكثير من الناس القادة السياسيين أو العسكريين أو القادة التاريخيين الذين غيروا في مسار حياة دولهم وشعوبهم، أو القادة الاقتصاديين الناجحين. كل هؤلاء قادة تضافرت صفاتهم الوراثية مع بيئتهم، بالإضافة لجهودهم الكبيرة لتطوير أنفسهم ومهاراتهم وقدراتهم، كانوا قادة استثنائيين غيروا مجرى مجتمعاتهم وشعوبهم. لكن مفهوم القيادة اليوم أوسع من ذلك. من يستطيع تحسين حياة الناس من حوله هو قائد، ومن يستطيع أن يخدم الناس ويسعد الناس، هو أيضاً قائد. قائد أيضاً من يستطيع أن يبدع ويبتكر ويغير ولو شيئاً بسيطاً من حوله. قائد أيضاً من يتميز في صنعته أو فنه أو موهبته أو وظيفته. كل هؤلاء قادة، وكل واحد منا يولد وفي نفسه بذرة من هذه الصفات يستطيع أن ينميها ويكبرها ويطورها ويتقدم في طريق القيادة شيئاً فشيئاً حتى يصبح قائداً عظيماً.

”إن كانت تصرفاتك تدفع الآخرين لرفع طموحاتهم وأحلامهم، لزيادة رغبة التعلم عندهم، وزيادة الجد والعمل، فأعلم بأنك قائد ناجح“، جون كونسي آدمز.

روان عبد الهادي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *