تحليل ودراسة هرم الكراهية، مكوناته دلالاته وانعكاسه على حياتنا اليومية

تحليل ودراسة هرم الكراهية، مكوناته دلالاته وانعكاسه على حياتنا اليومية

لماذا نحن نكره؟

نحن نكره لأنهم علمونا أن نكره، نحن نكره لأننا جهلاء، نحن نحتاج تعليم اناس جهلاء، علموهم فكرة جاهلة وهي أن هناك أربع أو خمس أعراق من البشر!… ليس هناك أربع أو خمس أعراق من البشر، هناك عرق واحد فقط على وجه الأرض وكلنا ننتمي إلى هذا العرق؟! للجنس البشري، ولكننا قسمنا الناس لأعراق، لكي يتسنى لبعضنا أن يروا أنفسهم أسمى من الآخرين. لقد ظننا أن الأمر سينجح على ما أظن ولكنه لم ينجح بل كان سيئاً على الجميع، حان الوقت لتخطي الأمر، ليست هناك جينات مسؤولة عن العنصرية ولا الكراهية المبنية على الدين. أنت لا تولد كاره للناس نسبة لدينهم بل هو أمر تتعلمه وتكتسبه. أي شيء تتعلمه يمكن أن تخرجه من دماغك، حان الوقت لتجاوز هذا الأمر يجدر بذلك أن يكون سريعاً. الكراهية ، مرض لو استحوذ على القلب لحطمه، ولأذهب العقل معه.

الأن، لنتطرق لهرم الكراهية، تعبر قاعدة الهرم عن المواقف المتحاملة، هي اساس الهرم حيث انها عملية تحليلية بالعقل من خلال التفكير بالشخص الذي امامك واطلاق حكم مسبق عليه قبل تعاملك معه وانشاء اي حوار معه. ثانياً: الأفعال المتحاملة وهي ردة فعل تجاه الشخص الذي أمامك وإطلاق حكم  وتنميط عام عليه. المواقف والأعمال المتحاملة هي أساس لتوليد التجاهل وذلك قد يحثك على تجاهل الآخرين وعدم إنشاء أي حوار وحينها يتكون الكره. ثالثاً: التمييز؛ لو أن عائلة لديها ثلاثة اطفال وقام الوالدين بتفضيل طفل عن آخر يتولد هنا الكره والحقد والغيرة بين الأطفال. يرتبط التمييز ارتباطا وثيقا بالكره وترتيبه في منتصف الهرم لأن أساس الهرم يولد التمييز ورأس الهرم النتيجة له. رابعاً: العنف؛ بسبب الأفعال والمواقف المتحاملة والتمييز ينشأ العنف. سوف نتطرق بالتفصيل لكافة أنواع العنف: 

  • يعرف العنف على أنه تعبير عن القوة الجسدية التي تصدر ضد النفس او ضد اي شخص آخر بصورة متعمدة، أو ارغام الفرد اتيان هذا الفعل نتيجة لشعوره بالألم بسبب ما تعرض له من أذى. لا يقتصر على العنف الجسدي حيث أن له عدة أشكال والعنف الجسدي هو أبسط أنواع العنف وأكثرها وضوحا. فيها يتعرض الفرد للضرب سواء بجزء من اجزاء الجسم او للابادة احيانا، كما انه يشمل على بعض التصرفات التي ينتج بسببها الأذى الجسدي.
  • العنف النفسي او العاطفي، ويعد من الأنواع التي تترك أثرا كبيرا في النفس وهو يكون عندما يقول أو يفعل احد شيء يتسبب في شعور الآخر بأنه غبي أو لا قيمة له. على سبيل المثال، اللوم والغيرة والاستهزاء واتلاف ممتلكات الغير تعد شكلا من اشكال العنف النفسي. التهديدات او التعليقات بهدف السيطرة على تصرفات الآخر وتوليد شعور لديه بالخوف والقلق، سواء كانت هذه التهديدات موجهة لأحد بعينه او ممتلكاته والترصد والعزل الاجتماعي أو حتى الضغط على فعل أمر ما دون رغبته ومنعه من اتخاذ قراراته بنفسه. العنف الروحي هو عبارة عن استغلال شخص ما للمعتقدات الروحية والدينية التي يؤمن بها والسيطرة على تصرفاته والإستهزاء بمعتقداته ومحاولة اجباره على تغيير هذه المعتقدات ومنعه عن ممارستها.
  • العنف المجتمعي هو أن يتسبب في أذى شخص بسبب العادات والتقاليد السائدة في المجتمع ويأتي على رأس التصرفات التي تعد على أنها نوع من أنواع العنف الإجتماعي مثل الزواج المبكر والتهميش وغيرها من التصرفات العدوانية التي تكون مبنية على معتقد مجتمعي. أيضا، العنف اللفظي واللذي قد يكون من أكثر الأنواع انتشارا سواء كان يهدف مستخدمه على أنه عنف أم لا، وهو الكتابة أو النطق بالشتائم والألفاظ الخارجية تجاه شخص ما.
  • العنف المادي؛ حين يكون هناك شخص يتحكم بدخلك المادي دون موافقتك أو اساءة استخدام اموالك كالتحكم في العمل سواء بالمنع أو الإجبار والإختلاس والإبتزاز أو الوصاية على أحد.
  • الإهمال؛ أرى أن الإهمال من بين أسوء أنواع العنف ببساطة لأنه قد يحدث دون ادراك المتسبب كما أن أثاره متعلقة بالحالة النفسية على الأخص إن كان منذ الصغر. يعد الإهمال عنفا عندنا يكون الطرف الثاني مسؤول عن توفير الرعاية والإهتمام مقصرا في مسؤوليته او ممتنعا عنها تماما.

خامسا الإبادة الجماعية: لم يكن هذا المصطلح موجودا قبل عام 1944 وله مدلول خاص جدا يشير إلى جرائم القتل الجماعي المرتكبة بحق مجموعات معنية من البشر بقصد تدمير وجودهم كليا. تعني الإبادة ارتكاب أي عمل من الأعمال التالية بقصد الإبادة الكلية أو الجزئية لجماعة ما على أساس القومية أو العرق أو الجنس أو الدين مثل إلحاق الأذى الجسدي أو النفسي الخطير بأعضاء الجماعة أو الأوضاع المعيشية بشكل متعمد بهدف التدمير الفعلي للجماعة كليا أو جزئيا.

من خلال الهرم نعرف إذا كان الكره يتكون فيما لو كان الشخص قد وقع عليه فعل الكره وتمت معاملته بشكل غير لائق أو فيه اساءه وتعامل بشكل غير عادل. الشعور الذي غالبا يرتبط بالغضب يدعى الكراهية، من الصعب وصف الكراهية في مصطلح عالمي ولكل شخص منا وجهة نظر مختلفة حول تعريف الكراهية وهي مشاعر مروعة قد تحترق في روح اولئك اللذين يشعرون بها. لنعيش بكل محبة وسلام والسعي للابتعاد عن هذه المشاعر التي تحرق الروح، “الكراهية تشل الحياة والحب يطلقها والكراهية تربك الحياة والحب ينسقها  والكراهية تظلم الحياة والحب ينيرها” مقولة لمارتن لوثر كنج. لكن من الأسهل؟ الحب والتسامح أم الكره والإنتقام؟ هل من السهل أن نقف في مثلث الكراهية، أم أن نصنع مثلثا تم إيجاده فعليا للحب؟ الجواب من منظوري الخاص، الحب صعب والكره صعب، لكن الحب والتسامح والعفو، يحتاج إلى قوة أكبر. بينما الكره والعقاب صعب ولكن لا يحتاج إلى نفس القوة التي يحتاجها العفو والتسامح. بالمقارنة بينهما، يكون الكره أسهل من الحب ويكون حل يشفي غليل المظلوم ويحقق له النصرة بشكل مباشر ويقوم كعمل المرطب للأذى النفسي من فعل ينتمي إلى افعال الكراهية. بينما الحب والتسامح والعفو، بحاجة إلى طاقة نفسية وقوة عظيمة، وهذا ما يملكه الأبطال. 

أنا أشبه من يقوم بممارسة أفعال الحب وهرم الحب بأنه كمن يقوم بممارسة حمل الأثقال والأوزان لصرف الطاقة، والشخص الذي يمارس الكراهية وأفعالها بمن يقوم بممارسة تمارين المشي والحركة فقط. الآن، كلا الشخصين يقوم بصرف الطاقة وحرق السعرات الحرارية، ولكن الفرق، هو أن الشخص الأول يقوم بعملية بناء للعضلات بنفس الوقت وباكتساب قوة اكبر كلما تمرن على حمل الأوزان. بينما الشخص الآخر يكون قد صرف طاقته بدون اكتساب قوة أو كتله عضلية تمكنه من القدرة على تحمل أي وزن هو غير معتاد عليه. بذلك يكون الحب والسماح مم شيم الأقوياء نفسياً والعظماء فكرياً المترفعون عن الإنتقام بل اللذين يبنون على جسور الحب ويعمرون أبنية الأمان في المجتمع والعالم.

روان العمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *