يلعب الوعي الذاتي دورا كبيرا في مواجهة المؤثرات السلبية التي يتعرض لها الفرد في حياته، خصوصاً وأن نمط حياتنا المعاصرة أصبح مليئاً بالمؤثرات التي تؤثر سلبياً على الاستقرار النفسي والاجتماعي والفكري للفرد. الوعي الذاتي من أهم دعائم الشخصية المستقرة فمن خلاله يستطيع الإنسان أن يتخذ قراراته الجيدة بنفسه والتي توفر له بعد ذلك كثيراً من الرضا عن اختياراته وعن ما يحققه في حياته. يرتبط الوعي الذاتي بعلاقة مضطردة فكلما كان مستوى الوعي جيداً كان الإنسان أكثر تحكيماً وإدراكاً لواقعه وأكثر التزاماً بواجباته ومسؤولياته. الوعي الذاتي متغير وليس ثابت، هو ينمو بنمو خبرات الإنسان ويتغير بتغير توجيهاته، ويتأثر إيجابياً بالتعزيز وبالمحيط الجيد وسلبياً بوجود المؤثرات السلبية التي قد تكون عامل ضغط على الإنسان.
أهم ما يتطلبه الوعي الذاتي هو تقييم الإنسان لمبادئه التي يؤمن بها ومعتقداته التي يعتقدها وأفكاره التي يحملها، واتجاهاته الفكرية والاجتماعية والنفسية التي تُسيره في الحياة. عندما يستعين الإنسان بالوعي الذاتي تكون تلك الاستعانة لا شعورية، حيث أنه يكون كالمخزون لدى الفرد. عندما يرغب في تحكيم فكر معين أو تقييم سلوك معين، فإنه يقوم أولاً بإدراك وتمييز هذا الفكر بكل أبعاده أو ذاك السلوك بكل إيجابياته وسلبياته، ومن ثم تأتي مرحلة التقييم باختيار تقييم الفكر والسلوك ثم اتخاذ القرار بتبني هذا الفكر والتوجه أو رفضه وذلك بحسب درجة الوعي لديه. قد يكون من الصعب إيجاد وقت للتفكير من نحن، ونقاط قوتنا وضعفنا، ودوافعنا وشخصياتنا، وعاداتنا وقيمنا. إلى جانب ذلك، لا يميل الكثير منا إلى قضاء الكثير من الوقت في التفكير الذاتي. حتى عندما يتم تقديم الملاحظات الشخصية إلينا، نحن لسنا دائما منفتحين عليها لأن التعليقات الصادقة لا تكون دائما جذابة. نتيجة لذلك، لدى الكثير منا مستوى منخفض جدا من الوعي الذاتي. هذا أمر مؤسف، لأن الوعي الذاتي هو خطوة أولى أساسية نحو تعظيم المهارات الإدارية. يمكن للوعي الذاتي أن يحسن من حكمنا ويساعدنا على تحديد فرص التطوير المهني والنمو الشخصي وهو لا يتعلق بالنجاح الوظيفي والمهني أو الثروة أو الشهرة بقدر ما يتعلق بالتصالح مع الذات وإدراك معنى الوجود والغاية من الحياة.
قمت بالبحث عن اختبارات شخصية عبر المواقع الالكترونية سوف تساعدتك في معرفة نفسك، وفي تغيير الجوانب السلبية لديك، وهي ترتكز على عاملين أساسيّين، وبالأحرى قواعد ثابتة لا تصحّ هذه الاختبارات دونها وهما؛ مصداقيّة الأسئلة ومصداقيّة المجيب، فوضع الأسئلة على أساس عملي ممنهج بطريقة سليمة يهدف إلى معرفة أنماط الشخصيّة وتضفي مصداقيّة على الأسئلة المستعملة، أمّا العامل الثاني فهو مصداقيّة المجيب التي تحلّل مدى دقّة وصدق هذه الأجوبة.
الإختبار الأول: في هذا الإختبار الذي تم إعداده بناء على دراسات الدكتور رونالد تافت حول الأشخاص الذين يحسنون استغلال قدراتهم وزيادة طاقاتهم، ستكتشف مدى تحقيقك لذاتك بعد الإجابة على عشرة أسئلة. تابع إجراء الإختبار التالي، من خلال الإجابة عن الأسئلة ستعرف مستوى تقديرك لذاتك واعتزازك بنفسك. كانت نتيجتي عبارة عن 6 من 10؛ تهانينا، إن اعتزازك بنفسك قوي وتقديرك لذاتك مرتفع، كل ما تحتاج إليه هو الحفاظ على تقدير ذاتك عالياً، والحذر من الوقوع في فخ الغرور والنرجسية.
اختبار تقدير الذات: ما هو مستوى تقديرك لذاتك واعتزازك بنفسك؟ ينظر علماء النفس إلى شعور الإنسان تجاه ذاته كعامل جوهري في دعم الصحة النفسية، كلما كان تقديرك لذاتك سليماً قويماً كلما تمتعت بصحة نفسية أفضل، فيما يعتبر تدني احترام الذات سبباً للعديد من المشاكل النفسية والاضطرابات المميزة.
الإختبار الثاني: وضعه الدكتور موريس روزبنبرغ المحامي الكندي، ويتطلب الحصول على نتيجة هذا القياس الإجابة على عشرة أسئلة تدور حول تقدير الذات واحترامها ويعد هذا المقياس شائعا ومشهورا في اختبارات العلوم الاجتماعية. يتضمن هذا المقياس 5 اسئلة ايجابية و5 أسئلة سلبية، يعتمد هذا المقياس إلى درجة كبيرة على مدى تقديرك لذاتك، تابع إجراء الإختبار التالي، من خلال الإجابة عن الأسئلة ستعرف مقياسك في تحقيق الذات. كانت نتيجتي20 من 30 درجة، الدرجات الأقل من 15 تشير إلى تدني احترام الذات. وإذا كانت النتيجة فوق المتوسط ب 5 درجات تشير إلى وجود الصفات الجيدة لنفسي واحتاج لتحقيق ذاتي للوصول إلى القمة بزيادة 10 درجات.
الإختبار الثالث: ماهو مستوى تقديرك الذاتي؟ خبرتك في أن تكون قادرا على مواجه تحديات الحياة وأن تكون شخصا يستحق السعادة، كيف ترى نفسك؟ هل تتقبل نفسك كما هي؟ هل يهمك رأي الآخرين عنك؟ كيف تقدر ذاتك؟ ساعرض الآن اختبار بسيط وسريع (وليس تحليل) ويقصد به اختبار مستوى التقدير الذاتي لديك. أمامك 16 سؤال، كل سؤال يمثل نقطة، ضع أمام الإجابة التي تنطبق رقم واحد والإجابة التي لا تنطبق صفر. وبعد أن جمعت النقاط، كان نتيجتي 12 من 14 وهذا يعني أن لدي تقدير ذاتي غير سيء ويمكن تحسينه.
بعض من النقاط الطروحة من أجل إيجاد طريقك نحو تحقيق الذات: تصالح مع نفسك، تخلص من القناعات التي تحملها مع نفسك، اخلع اقنعتك المزيفة، تحكم بغيرتك وغضبك، اعمل على تبسيط حياتك، احرص على البقاء وسط أشخاص مناسبين، وخد نفسك على محمل الجد. يمكن اختصار معنى تحقيق الذات بعيش الحياة التي تستحق العناء، وترتيب الأولويات، وأخذ المبادرات، وتقدير الجمال والأناقة. ترتكز هذه المقاربة على أربع نقاط:
- حدّد ما تحب فعله وما يثير حماستك ويلهمك وينقلك إلى عالم مختلف.
- حدّد ما تجيد فعله عبر اكتشاف نقاط قوتك وصفاتك الحسنة والمجالات التي تبرع فيها.
- اكتشف المجال الذي يجعلك تستحق الحصول على مقابل مادي له: وظيفة، أو مشاريع، أو نشاطات متقنة.
- حدّد حاجات العالم من حولك عبر تطبيق قيم التضامن والانتباه والتعاطف والفرح.
تتداخل هذه النقاط الأربع في ما بينها كي تنتج أربعة أسس للحياة الغنية؛ الشغف، تحقيق رسالة الحياة، اكتشاف الدعوة الذاتية، والمهنة. المهارات الخاصة بتطوير الذات إن كنت من الذين يقتنعون بأن تطوير الذات شيئ مهم، عليك أن تضع مبدأ التجدد أمام عينيك، الحياة تتغير والمعلومات يتم تحديثها دوماً، والظروف أيضاً تتأثر بما حولها من متغيرات. لذا عليك أن تكون ضمن هذه المنظومة الكونية الكبيرة والمتغيرة، لذلك أهم ما يجب أن تقوم به لتطوير ذاتك هواكتساب القيم الإيجابية. إذا أردت أن تحدث تطوراً لذاتك بالفعل ويكون حقيقياً ملموساً في حياتك، عليك أن تلتزم ببمنظومة القيم والمبادئ التي تخصك. هذا سوف يصحح من مسارك ويطور سلوكك، فكلما إزدت إلتزاماً بهذه التعالم والمبادئ كلما ازدادت نفسك تطوراً وذاتك رُقياً، وسوف تجد أن فرص التفوق على الآخرين تزيد بمقدار متضاعف بشكل كبير.
هل يوجد اختلافات بين الوعي الذاتي وتحقيق الذات؟ الوعي الذاتي يؤدي إلى تحقيق الذات. إنها الخطوة الأولى نحو تحقيق الذات. يتضمن الوعي الذاتي الحصول على الاستبطان من أنت ونقاط قوتك وحدودك وإمكاناتك. إنه وعي ذاتي يساعدك على العمل من أجل تحقيقه لأنك تدرك ما تريد. هل يؤدي الوعي الذاتي إلى النضج العاطفي؟ الوعي الذاتي هو معرفة مشاعرك. يساعدك الوعي الذاتي على تطوير فهم حقيقي لمشاعرك ومشاعر الآخرين. النضج العاطفي يأتي عندما تفهم أفكارك ومشاعرك. يضمن هذا المستوى من التعرف على الشعور أثناء حدوثه والتحكم في المشاعر أن عواطفك لا تتحكم فيك. كما أنه يضمن لك عدم نقل المشاعر غير الملائمة للآخرين. إذا كنت تمر بيوم سيئ، فإن النضج العاطفي يساعدك على التحكم في مزاجك المنخفض مثل إيجاد طريقة لإلهاء أو ابهاج نفسك. كما أنه يساعدك على عدم نشر مزاجك السيئ لمن هم من حولك، مثل الإلتقاط عليهم دون سبب. النضج العاطفي هو بالضبط ما تحتاجه من أجل تطوير علاقات فعالة والنضج العاطفي يحتاج إلي وعي بالذات وتحقيق الذات للوصول إلى الهدف مع نفسك.
يساعد الوعي بالذات على تقبل عيوبك، يمكن لبعض الجوانب الجسدية للشخص أن تؤثر أيضا على ثقته بنفسه. على سبيل المثال، المظاهر مثل التفكير في أنك طويل جدا أو قصير جدا بالنسبة لك، أو ثقيل جدا أو نحيفا جدا بالنسبة لك، أو بعض التشوهات، أو الحالات مثل حب الشباب، أو تركيبات الأسنان، أو السمات الجسدية غير المتوازنة تساهم أحيانًا في تدني احترام الذات. يساعدك تمرين مفهوم الذات في الوعي الذاتي على مواجهة مثل هذه الأشياء يعني اذا كان لديك وعي بالذات فسوف تتقبل ما يعيق حياتك دون أن تتأثر به.
إذا كنت لا تستطيع تغيير شيء ما، فأنت تتعلم قبوله كجزء منك وإذا كان هناك شيء يمكنك تغييره، فإنك تدرك أنه مصدر تدني احترامك وتبدأ في العمل على طرق لتغييره. على سبيل المثال، لا يمكنك تغيير مدى قصرك أو طولك ولكن يمكنك أن تفقد بعض الوزن الزائد إذا كان يؤثر على ثقتك بنفسك. إن قبول مفاهيمك الجسدية يزيد من احترامك لذاتك وثقتك بنفسك حيث لا يمكن لأحد أن يستخدم مظهرك لإحباطك. هل تريد التحدث عن حب الشباب لدي؟ تفضل، لقد تصالحت بالفعل معها ولا يوجد شيء يمكنك قوله عنه يمكن أن يحبطني.
الشخص الواعي بذاته ليس مثاليا، وهم يعرفو أنهم ليسو مثاليين. إنهم يدركو جيدا نقاط القوة والضعف لديهم ويعملون باستمرار على تحسين ما يمكن تحسينه وتقبل ما لا يمكن تغييره. الشخص الواعي بذاته هو ذكي عاطفياً ويدرك مشاعر مثل الحزن وسوء الحالة المزاجية والغضب وغيرها. إنهم قادرون على التعرف على هذه الحالة المزاجية فور حدوثها وإيجاد طرق لإدارة عواطفهم حتى لا يغرقو في أعماق المشاعر غير المواتية. الشخص الذي يدرك نفسه قادر على تطوير علاقات جيدة على المستوى المهني والشخصي بشكل فعال. هذا لأنهم قادرون على التعرف ليس فقط على مشاعرهم ولكن أيضا على مشاعر الآخرين وبالتالي تطوير التعاطف. إنهم لا ينقلون المشاعر السلبية لمن حولهم ولكن يمكنهم التعامل مع مشاعرهم بأنفسهم بطريقة ذكية. عليك المشي نحوالوعي لذاتك لتحقيق ذاتك من خلال خطوات تخطيها نحو الهدف كي تعكس طريقة ايجابية على حياتك وتؤثر بشكل ايجابي.
روان عبدالهادي