الوعي على الذات هو أحد سلوكيات الفرد والوعي الذاتي هو الوعي والإدراك للجوانب المختلفة للذات. إدراك كل شخص لكل ما يحدث له وادراكه لردود أفعاله ولماذا يتصرف هكذا، وفهم نقاط القوة والضعف. على الرغم من أهمية الوعي الذاتي وأنه شيء أساسي في حياتنا، لكننا لا نستطيع التركيز عليه بشده في كل لحظه خلال اليوم وفي كل تصرف، حيث أنه يظهر حسب الموقف وحسب الشخصية. يبدأ الوعي الذاتي بالظهور من عمر السنه حتى السنه و النصف ويستمر في التطور والتغير على مدى الحياة. يمكن أن يكون الوعي على الذات عام، عندما يكون الشخص مقدم لحفل فإنه يكون مدرك لتصرفاته ومدرك لمشاعره سواء بالقلق أو كيفية فهم الآخرين له، أما الوعي الذاتي الخاص، هو عندما يقوم الشخص بتقييم نفسه بنفسه، مثل عندما يشعر بأن معدته تؤلمه بسبب الشعور بالخوف أو التوتر.
الوعي الذاتي متفاوت لدى الافراد، البعض وعيهم الذاتي منخفض وذلك يجعلهم في صراع مع أنفسهم ومع ما يريدونه حقا ويشعرون بأنهم مشتتون. وآخرون لديهم وعي ذاتي عالي يتمتعون بذكاء عاطفي و معرفه كامله لما يريدون و لنهج سير حياتهم وهم واثقين بأنفسهم. لذا، الوعي الذاتي هو القدرة على رؤية نفسك بوضوح وموضوعية من خلال الإستبطان والتفكر، مع العلم بأنه قد يكون من غير الممكن تحقيق الموضوعية الكاملة عن الذات. بحسب العالم ويكلوند فإن نظرية الوعي الذاتي تستند على أنك لست أفكارك بل أنت الكيان الذي يراقب أفكارك وتحدث عن ما يسمى بالتقييم الذاتي والذي يعني أن نركز انتباهنا على الذات الداخلية. وأن نفكر بأفكارنا ومشاعرنا وتصرفاتنا بحيث نتتبع معاييرنا وقيمنا ونقوم بذلك للحكم على صواب أفكارنا وسلوكياتنا، هذه من أهم معايير ضبط النفس ومراجعة الذات.
تمتلئ مكاتب المعالجين بالأشخاص الذين يلتزمون بمعايير عاليه بشكل مستحيل ولا يمنحون أنفسهم أي فرصه للنجاح بشكل فعال عند مقارنة أنفسهم مع معاييرهم الداخلية. لأن الوعي على الذات عامل مهم ويلعب دورا في طريقة تفكيرنا ومشاعرنا وتصرفاتنا وكيفية تفاعلنا معهم. هنالك ارتباط وثيق بين مدرب الحياة والوعي الذاتي او كيفية تحقيق الوعي الذاتي واكتشافه لأن الكثير من الأشخاص يحتاجون لذلك لهذا وجد ما يسمى ب مدرب الحياة. مدرب الحياة هو متخصص يساعد الناس على إحراز تقدم في حياتهم من أجل تحقيق قدر أكبر من النجاح والإشباع وتحسين علاقاتهم ومهنهم وحياتهم اليومية. يمكن لمدربي الحياة المساعدة في توضيح الأهداف وتحديد العقبات التي تعيقك ثم الخروج باستراتيجيات للتغلب على كل عقبة. عند إنشاء هذه الاستراتيجيات يستهدف مدربون الحياة مهاراتك ومميزات شخصيتك الفريدة. من خلال مساعدتك على تحقيق أقصى استفادة من نقاط قوتك، يوفر المدربون الحياتيون الدعم الذي تحتاجه لتحقيق تغيير طويل الأمد ولتحقيق التغيير الذي تحتاجه لتحقيق النجاح والسلام الداخلي. يبحث العديد من الأشخاص عن مدربين في الحياة للحصول على إرشادات في تغيير مسار حياتهم ، مثل الاقدام على خطوه أو مرحلة جديده في الحياة وتولي وظيفه جديده. كما أن بعض الأشخاص يمكن أن يلجؤوا للمساعدة من قبل مدرب الحياة لمساعدتهم في معرفة ما يريدونه و تحديد اهدافهم وجعل حياتهم ذات مغزى وأكثر سعادة .
هناك عدد من المؤشرات التي تشير إلى أن العمل مع مدرب الحياة قد يكون مفيدا لك، من هذه المؤشرات القلق والتوترعدم القدرة على كسر العادات السيئة، التهرب من الحياة الاجتماعية، الشعور بعدم الرضى، عدم القدرة على الابداع. أما بالنسبة لما يمكن أن يفعله مدرب الحياة من أجلك تتمثل إحدى الفوائد الرئيسية للعمل مع مدرب الحياة في القدرة على اكتساب منظور جديد وتفكير مستنير وايجابي حول المشكلات التي تواجهها والقدرة على مواجهة التحديات، ويمكن لمدرب الحياة المساعدة على التركيز على الأنماط السلبية التي قد تقف في طريق النجاح والسعادة. يرى العديد من الأشخاص أن العمل مع مدرب الحياة وسيلة لسد الفجوة بين ظروفك الحالية والحياة التي ترغب في أن تعيشها. حيث يمكن لمدرب الحياة أن يساعدك على التوازن بشكل أفضل بين العمل والحياة، والقضاء على المخاوف والقلق، وتعزيز الإبداع، وتحسين مهارات الاتصال والقدرة على بناء علاقات أقوى مع الأصدقاء والعائلة.
يمكن استخدام ثلاث كلمات لوصف ما يفعله مدرب الحياة بشكل عام ;التوجيه، التمكين والتحسين. التوجيه وهو متعلق بمدرب الحياة الذي يوفر الأدوات والدعم للأشخاص لتوسيع منظورهم ومساعدتهم على التفكير بشكل فعال و ايجابي وبالتالي تمكينهم من الوصول إلى أهدافهم. أما التمكين فهو متعلق بالفرد نفسه من ناحية لإدراك قيمته الذاتية واعتقاده الذاتي الذي لم يعد ثابتا لسبب أو لآخر. التحسين بمعنى أن الفرد سينتقل من مكانه إلى حيث يريد أن يكون، أي أن يصل الفرد لأهدافه. يتخذ بعض المدربين الحياتيين نهج عمومي وشامل في التدريب. هناك أيضا العديد ممن يتخصصون ويركزون على مساعدة الأشخاص في مجالات محددة، تتضمن بعض الأنواع المختلفة من المدربين الحياتيين كما يلي:
- تدريب الأعمال والتنفيذيين والقيادة، التدريب المهني، الزواج والتدريب على العلاقات.
- النظام الغذائي واللياقة البدني، تدريب الطلاق، تدريب الحياة الأسرية، التدريب المالي.
- التدريب على الصحة والعافية، التدريب على المهارات الحياتية، تدريب الروحانيات، مدربون الرياضة.
يقبل الأشخاص على التعامل مع مدرب الحياة لأجل ثلاث اشياء عامة ولكن يشترك بها جميع من يلجأ لمدرب الحياة وهي، أنهم يريدون المزيد، يريدون النمو، ويريدون جعل الأمور أسهل. هذه هي الأسباب الرئيسية التي تستدعي شخص ما للتعامل مع مدرب الحياة ومع أن هذه الأسباب قد تبدو بسيطةإلا أن المساعدة على تحقيقها صعب للغاية. تتطلب المساعدة في تحقيق هذه الأمور لمدرب حياة أن يمتلك مهارات عالية، كالتعاطف والوعي الذاتي والذكاء العاطفي، وغيرها. الناس لم يعودو يتحملون المضي قدما في هذه الحياة وفعل ما ينبغي عليهم القيام به فقط، وهم على استعداد للقيام بشيء خاص وذا معنى لبقية حياتهم. المشكلة هي أن الكثيرين لا يمكنهم رؤيتها بمعنى أنهم سئمو من فعل ما ينبغي عليهم ولكن هم غير قادرون على معرفة ماذا يريدون أن يفعلو غير ذلك، أو إذا استطاعو، لا يمكنهم رؤية طريقة لإعادة توجيه حياتهم من حولهم. يمكن لمدرب الحياة مساعدتهم على القيام بالأمرين. حيث مع مدرب الحياة يبدأ الناس بإدراك مدى سهولة إنجاز شيء ربما شعرو أنه بعيد المنال أو غير قابل للتحقيق. المدرب لديه مجموعة أدوات ومهارات كبيرة لمساعدة الفكرة الكبيرة على أن تصبح حقيقة. عندما يكون لدينا الوعي الذاتي، يمكننا الوصول لملاحظة ما يجري داخلنا. عندما ندرك، يمكننا تحمل المسؤولية، يمكننا أن نبدأ في الإختيار ويمكننا تحديد ما نريده، ويمكننا إدارة حالتنا الداخلية للأفضل. هذه أحد الأمور التي يساعدنا بها مدرب الحياة.
ما هي المهارات المهمة لمدربي الحياة؟
- التواصل الفعال: يتطلب التدريب تدفقا ذهابا وإيابا للكلمات والأفكار بين المدرب والعميل. إن تعلم تقييم موقف العميل بموضوعية دون تحيز وإيصال الإقتراحات بفعالية أمر بالغ الأهمية لمدرب الحياة. غالبا ما يكون العملاء في مكان ضعف عند طلب المساعدة واكتساب ثقتهم من خلال التفاهم والتواصل يمكن أن يبدأهم في رحلتهم بطريقة إيجابية. النضالات التي يمرون بها هي في طليعة أذهانهم وهي في غاية الأهمية.
- الإستماع: الإستماع هو جزء لا يتجزأ من عملية التدريب على الحياة. يتعلم المدربون الإستماع بتركيز مع وجود الحدس فيما يتعلق بالجوانب الأخرى من حياة العميل التي قد تمنعهم من النجاح.
- الإيجابية: يمكن أن يكون للمحافظة على النظرة الإيجابية للحياة تأثير كبير على من حولنا، يستخدم المدربون إيجابيتهم لتعزيز الحافز والإلهام لدى الآخرين، الحصول على الدعم من شخص يقدم التشجيع الإيجابي باستمرار يصعب الفشل.
- التعاطف: نواجه جميعا في مرحلة ما من حياتنا صعوبات قد تبدو مستحيلة، يوفر المدربون الحياتيون التعاطف والتفاهم والمساعدة لأولئك الذين يسعون للحصول على التوجيه. تأتي بعض أعظم المكافآت لمهنة التدريب من مشاركة الإحساس الأولي بالضعف مع العميل ثم السير معه خطوة بخطوة نحو الإنجاز من خلال عملهم الشاق.
أما من ناحية الأجر الذي يكسبه مدربو الحياة بحسب موقع بآي سكآل ٦٧٠٠٠ دولار بالمعدل المتوسط في السنة. يمكن اعتبار التدريب على الحياة شكلا من أشكال الاستشارات. ومع ذلك، غالبا ما تكون الاستشارات قائمة على المعلومات والخبرة. على سبيل المثال، قد تقوم بتعيين مستشار للمساعدة عملك في مشكلة معينة. في هذه الحالة تتوقع أن يتمتع مستشارك بالمعرفة والخبرة في هذا المجال بالذات. المدرب هو متخصص في الحياة وخبير في مساعدتك على تطوير جميع مجالات عملك وحياتك الشخصية. على عكس العديد من الاستشاريين الذين يقترحون حلاً ويتركونك لتنفيذه، يبقى مدرب الحياة معك لمساعدتك على دمج التغييرات والمهارات الجديدة والأهداف للتأكد من حدوثها بالفعل. هذا أحد الأسباب التي تجعل التدريب فعّالًا للغاية – الحصول على المعلومات شيء وشيء آخر تمامًا لإجراء التغيير.
التدريب على الحياة ليس علاجا نفسيا. لا يعمل المدربون في حل المشكلات أو الصدمات السابقة. مدربي الحياة ليسو علماء نفس أو معالجين نفسيين. إذا بدأت عملية التدريب على الحياة ولم تحل مشكلة سابقة فمن المحتمل جدا أن تتم إحالتك للعمل مع معالج لحل المشكلة. من الشائع جدا أن تمنعنا الصدمات التي لم يتم حلها من الحصول على ما نريده في حياتنا. يركز مدربو الحياة على الحاضر وأهداف العميل للمستقبل. نحن نساعد الأشخاص على المضي قدما وتحديد الأهداف الشخصية والمهنية التي ستمنحهم الحياة التي يريدونها حقا. معظم عملاء التدريب على الحياة هم أشخاص أصحاء وناجحون قد يكونون عالقين قليلاً أو يريدون ببساطة إحداث تغيير كبير في حياتهم ويريدون دعم مدربهم الشخصي للقيام بذلك.
يارا النسور
