تأثير الطاقات الداخلية على وكالة الشباب

تأثير الطاقات الداخلية على وكالة الشباب

يوجد أكثر من معنى لكلمة الوكالة ولكن في هذا المقال نقصد وكالة الشباب وهي تمكين الشباب ونقصد به الإستثمار الأفضل في العالم والإهتمام بهم من مرحلة عمرية معينة. أي يعني تمكينهم في مواقع صنع القرار وفرص العمل، والمهارات الحياتية، والعافية الشاملة والفرص الترفيهية للشباب وبناء قدراتهم ومشاركتهم في مختلف البرامج والمشاريع والمنظمات والتطوع في بيئات جديدة بهدف البحث عن تجربة جديدة وتحقيق خطط التنمية المستدامة وبناء مستقبل افضل. نعتقد أن جميع الشباب يستحقون فرصا تعليمية غير رسمية تحولية، فضلا عن التعليم الرسمي الجيد. نريد أن يحصل جميع الشباب على تجارب تنمية شخصية مجدية وجذابة تمكنهم من الإعتراف بإمكاناتهم والمساهمة بشكل إيجابي في مجتمعاتهم وأن يصبحوا مواطنين عالميين مسؤولين. من خلال البحث، تبيّن أن الشباب يشعرون بالتمكين عند تشجيعهم ومشاركتهم  في برامج تقع ضمن نطاق اهتمامهم، أو عندما تُوكل إليهم مهام معينة، أو عند إتاحة الفرصة لهم للمشاركة في مشاريع من شأنها تعزيز مهاراتهم الحياتية الإيجابية كاتخاذ القرارات وحل المشكلات والمهارات القيادة.

وتعمد الصحافة من خلال الملاحق لنشر وتعزيز الانجازات الشبابية وهي تعد دافعا كبيرا في بناء الشخصية الوطنية للشباب خصوصا عندما تنشر الانجازات والمبادرات والتميز لدى الشباب التي ينظر إليها المجتمع بعين من الايجابية. عندها سيعمل على تطوير ذاته أكثر فتكون بمثابة الحافز للإستمرار نحو تقديم الأفضل من العمل والإنجاز والبعد عن الإشاعة الهدامة لأن الإشاعة أصبحت تسيطر على حيز كبير من مصادر المعلومة والأحداث في تداول الأخبار في ظل سرعة وصول المعلومة وتداولها وما تعانيه مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإخبارية في تناقل معلومات غير مؤكدة وعدم التأكد من مصداقيتها. حيث تعتبر الإشاعة من أخطر المظاهر الإجتماعية التي أخذت بالتزايد مؤخراً في مجتمعنا والتي لها  أسبابه و عدة عوامل ومنها الظروف الاقتصادية التي تمر بها المنطقة وازدياد نسبة البطالة بين الشباب والفراغ. 

الفراغ يؤدي الي التفكير السلبي؛ اذا كان عندك بعض الفراغ وشعرت ببعض الملل، أنت تبدأ بالتفكير السلبي، والذي بالتالي يجعلك تشعر بالمشاعر السلبية المحبطة، والنتيجة الطبيعية لهذا هو بعض الممارسات التي لا تودّ القيام بها، والتي من شأنها توفير الوقت الكافي للانشغال بهذه الظاهرة السلبية. الشخص نفسه مسؤول عن افكاره منها التفكير الايجابي والتفكير السلبي وقد  اثبتت الدراسات ان الانسان يفكر يوميا (60) ألف فكرة تقريبا بعضها افكار ايجابية والبعض الاخر سلبية. يمكن أن يؤثر هذا النوع من الأفكار على عواطفك وعلى سلوكك أيضاً، خاصةً إذا كنت تعتقد فيه غالبية الوقت، رُبما يكون من الطبيعي إنسانياً أن تفكر في مثل هذه الأفكار من حين إلى أخر، ولكن التعمق فيها أو العيش بها يمكن أن يؤثر حقاً على حياتك بطريقة سلبية. التفكير السلبي مصدر للحزن والاكتئاب والمشاكل والأمراض للانسان ويترك اثر كبيرعلى الإنسان. يمكن أن  يخلق التفكير السلبي عن طريق تجربة فاشلة أو موقف أو من المجتمع المحيط به نفسه أو الظروف المادية او الخوف والقلق الدّائم. التّفكير في مُستقبل يسودُه الصُعوبات والمشاكل، كلها يؤدي للتفكير السلبي ويعيق حياتها. تحويل الأفكار السلبية إلى الأفكار الإيجابية التي تصنع إنسانا ناجحا في حياته ومنها استراتيجيّة الأوتوجينك.

استراتيجيّة الأوتوجينك، هي منْ أهم الاستراتيجيات التي تُساعد على التفكير الإيجابي، ومنْ أول البلّاد التي استخدمت هذه الاستراتيجية هي اليابان، وقامت بتطبيقيها على الفِرق الإداريّة، وتعتمد هذه الاستراتيجيّة على الإيحاء (التنّويم بالمغناطيس)، والعِلاج بالطّاقة البشريّة وأصبحت بعد ذلك تُستخدَم كعلاج. كانت بداية استخدامها لدى لاعبو كُرة القدم والتّنس. ثم بعد ذلك استُخدِمت في المجالات الإداريّة المُختلفة، حيث يقوم الشّخص بالجُلوس بمكان هادئ بعيد عن الضوضاء، ويرتدِي ملابس مُريحة، ويحضر معه كأس من الماء مملوء إلى النصف. تبدأ الطّريقة بأنْ يُفكر الشخص بتحدّي موجود بحياتِه ثم يقوم بكتابة الأسباب التي وجدت ذلك التحدي، وكتابة المتاعِب التي تُسبب فيها هذا التحدّي، وبعد ذلك يقوم بكتابة الهدف (الطريقة التي سوف يتبّعها لإزالة هذا التحدي)، ثم اكتب الشخصية التي سوف تعتمدُها لتحقيق هذا الهدف والمهارات التي تُريد أن تُطوّرها للوصول إلى تلك الشخصيّة مثل: اللّباقة في الكلام، أو التحدُث أمام جمهور وغيرها. يبدأ الشخص بشُرب كمية من الماء والتنّفُس عبر الأنف ببُطء، بقانون (824) أي أنْ يأخُذ نفس من الأنف بمقدار 4 أرقام ويملأ به رئتيه، ثم يحتفِظ به مقدار رقمان، وبعدها يزفُر مقدار 8 أرقام أو أكثر، فكُلما زادت مُدّة الزّفير كلّما تمتّع الشّخص باسترخاء أكبر.

وبعد ذلك عليه أن يُغمض عينيه ويتخيّل نفسه في المكان الذي يتمنّاه، بكل تفاصيل المكان والأثاث والإحساس الذي سوف ينتابُه حين يصل إلى ذلك المكان، ويُكرر الشخص نفس الأمر حيثُ يقوم بشُرب كمية من الماء والتنفُس بنفسِ الطّريقة وإغماض عينيه، ويُكرر الأمر للمرّة الثالثة مع إضافة المزيد من الأحاسيس. بذلك تستطيع إقناع اللاوعي بهدفك، فيُساعدُك على تحقيقه عن طريق فتح الملفات المُعقّدة والسّير نحو الهدف، وعند تِكرار التّدريب لأكثر من مرة يُساعد ذلك على إقناع اللاوعي، والوصول إلى الهدف. هنا تكمُن أهمية أنْ يسعى الشّخص لتحويل أفكارِه السّلبية لأفكار إيجابية وتحويل التشاؤم الى التفاول عن طريق مُخالطَة أشخاص إيجابيين وخلق بيئة إيجابية تُساعدك على أنْ تبدأ في تفكيرك الإيجابي. تغير طريقة التفكيرالتي  يستخدم بها عقله وفكره، اعتمِد على إرادتِك القوية، الفرق بين الإنسان النّاجح والإنسان الفاشِل يتمثّل في الفرق بالإرادة، فمَن مَلك الإرادة القويّة والطُموح العالي مَلك القوة ومنْ فقدَها استسلم وقال (لا أستطيع). جرّب الحديث الإيجابي مع النفس. ابدأ باتباع قاعدة واحدة بسيطة: لا تُحدِّث نفسك بأي شيء لن تقوله لأي شخص آخر. كن رفيقًا بنفسك وشجعها. إذا خطرت لك فكرة سلبية، فقيِّمها بطريقة عقلانية واستجب للتأكيدات بشأن ما تتميز به من صفات جيدة.

تم عقد مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام ملتقاها الاسبوعي للشباب تحت عنوان (الشباب بين التفكير الايجابي والتفكير السلبي) في 2017، وتم مناقشة الموضوع وتوضيح كل منهم وبعد الانتهاء من عرض تم طرح السؤالين التاليين:

  • السؤال الأول: مع انتشار وسائل المعلومات والتفكير ومنها شبكات التواصل الاجتماعي، هل تعد استقلالية التفكير لدى الشباب امرا ايجابيا ام سلبيا؟
  • السؤال الثاني: كيف يمكن ان نصنع شابا ايجابيا في مجتمع سلبي؟

جميع ما قمنا بالبحث عنه يؤدي الى وكالة الشباب بجميع اشكالها وان وكل شب لديه طاقات ايجابية وطاقات سلبية. الطاقات الإيجابية تحتاج للدعم والتحفيز للإستمرار نحو تقديم افضل من العمل والإنجاز وخلق مساحات امنه لاستغلال قدرات الشباب وتقليل نسبة البطالة وابراز بيئة الابداع والريادة. أما الطاقات السلبية، تحتاج اغلى استبدال السلبية بالايجابية، عدم التحدث عن الطاقة السلبية، مساعدة الاخرين، البحث عن هواياتك والعمل على تطويرها، ترك بصمة لك في المجتمع، التفكير الإيجابي، عدم التوقف عند نقطة معينه والتذمر منها، ويجب أن تكون فعالا في المجتمع ولا شيء صعب بالنسبة للشباب. كما تستمر المبادرات  في تقديم مجموعة من البرامج المستمرة، لدعم تنمية الشباب من خلل السعي بإيجابية لإيجاد شراكات جديدة وفرص وان الشباب بطموحاتهم وطاقاتهم هم محرك النجاح ويمتلكون القدرة على تحويل الطاقة الكامنة لديهم الى طاقة ايجابية ومنتجة.

روان عبد الهادي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *