يمرّ العالم بفترة عصيبة فيما يخصّ انتشار خطاب الكراهية وتعرّف الكراهية على أنها الإهانة أو الإعتداء الذي تتعرّض له الضحية بسبب العرق أو الدين أو التوجهات والميول أو الإعاقة الجسدية أو الهوية. هناك خيط رفيع تنتهي به حرية التعبير ويبدأ به خطاب الكراهية، وفي كل الأحوال لا يمكن أن نواجه خطاب الكراهية بالكراهية. نحن كمجتمع ملزمون بإزالة خطاب الكراهية، الكراهية قد ُتبث حتى من خلال البحث العلمي والمعرفة والكتب. أن الكلام الذي يحض على الكراهية ليس مجرد تعبير عن الأفكار، بل هو وسيلة فعالة لإخضاع ضحاياه اجتماعيًا وهو التواصل الذي ينشر أو يحرض على الكراهية ضد شخص واحد أو مجموعة سكانية. قد يكون مثل هذا الإتصال كلامًا، ولكنه قد يكون أيضًا كتابة وصور ورموز وموسيقى ورسومات وأفلام. يعتبر الكثيرون أن خطاب الكراهية حق في حرية التعبير ملك ولكن لها حدود أيضًا. لا تعني حرية التعبير أنه يمكنك انتهاك حقوق الآخرين. على سبيل المثال، انتقاد السياسة هو جزء من الديمقراطية التي تعمل بشكل جيد. من ناحية أخرى، التهديد أو التشهير بالناس أو المجموعات السكانية ليس مناقشة سياسية أيضا.
يعرف خطاب الكراهية على أنه “جريمة جنائية ضد شخص أو ممتلكات بدافع كلي أو جزئي من تحيز الجاني ضد العرق أو الدين أو الإعاقة أو التوجه الجنسي أو العرق أو الجنس أوالميول الجنسي أو الهوية”، بما في ذلك لون البشرة والوطنية الأصل. جرائم الكراهية هي أفعال علنية يمكن أن تشمل أعمال العنف ضد الأشخاص أو الممتلكات، أو انتهاك الحقوق المدنية أو الحرمان منها، أو بعض “التهديدات الحقيقية”، أو أعمال التخويف، أو التآمر لارتكاب هذه الجرائم. ترجع أصول نشأة خطاب الكراهية للتنشئة المجتمعية ويقترن بشكل مباشر بالبيئة التي ينشأ فيها الفرد. السلوكيات تنشأ في البيوت وفي المدارس وتنتقل إلى الجامعات وإلى المجتمع، إن كانت التنشأة سليمة فإن المجتمع سيكون خاليا من خطاب الكراهية. لذلك لا بد من إيجاد منظومة تواصل متكاملة بين الأسرة والمدرسة للعمل معا على نبذ الكراهية ونزعها من الفكر الطلابي وتدريب الطلبة على تبني فكر حواري شامل.
في كثير من الحالات، وجدت المفوضية الأوروبية لمناهضة العنصرية والتعصب أن النهج الفعال للتعامل مع خطاب الكراهية، ولا سيما السيبرانية، هو التنظيم الذاتي من قبل المؤسسات العامة والخاصة ووسائل الإعلام وصناعة الإنترنت، مثل اعتماد مدونات قواعد السلوك مصحوبة بفرض عقوبات على غير الامتثال. كما أن التعليم والخطاب المضاد مهمان بنفس القدر في محاربة المفاهيم الخاطئة والمعلومات الخاطئة التي تشكل أساس كلام الكراهية. لذلك، تعتبر المفوضية الأوروبية لمناهضة العنصرية والتعصب أن اتخاذ إجراءات فعالة ضد استخدام خطاب الكراهية يتطلب زيادة الوعي العام بأهمية احترام التعددية والأخطار التي يشكلها خطاب الكراهية.
إن تلك الخطابات لا تعبر إطلاقا عن حرية الرأى والتعبير، لكونها تشكل إساءة وإعتداء على الآخر بالقول والفعل، ولذلك قام الإتحاد الأوروبي باتخاذ إجراءات تشريعية للضغط على شركات التكنولوجيا العملاقة التي تدير مواقع مثل فيسبوك وتويتر وجوجل في سبيل حذف خطابات الكراهية والتحريض على العنف. في 1994، أدانت المحكمة الدنماركية مذيع برنامج تلفزيوني لبثّه رسائل مثقلة بالكراهية من مجموعات عنصرية متطرفة دنماركية. عارضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قرار المحكمة الدنماركية ورأت فيه تعدٍّ على حق الصحفي في التعبير بعد أن أخذت بعين الاعتبار أن التصريحات العنصرية بُثت في برنامج يهدف إلى كشف أوجه العنصرية في الدنمارك والتناول الجدّي لقضايا سياسية واجتماعية.
إن نيّة المتحدث بحشد مشاعر الكراهية والتحريض ضد جماعة معينة هو شرطٌ مذكور في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وأيضا في الإعلان الأمريكي لحقوق وواجبات الإنسان. منذ العام 2017، تقوم المنظّمة برصد خطاب الكراهية الموجّه ضدّ مجموعات سياسية مختلفة وضدّ مناصريها، ويتمثل هدفها النهائي بالتخفيف من خطاب الكراهية في الإعلام السوري، وبالتاليّ التخفيف من انتهاكات حقوق الإنسان الذي يجرّها، على غرار تفاقم التمييز والتحريض على العنف. أن الجرائم ضد الإنسانية تبدأ دائما بالكلمات، ثم الوصم بالعار ثم الإقصاء ثم الطرد فالإبادة. لأن أي خطاب يشير إلى فئة محددة من المجتمع الوطني، يشكل تطبيعا مع التمييز على أساس الأصل أو الثقافة أو الدين، ويحبس المجتمع في هوية متخيلة، ويحول “الآخر” إلى كبش فداء، وهذه هي بضاعة إريك زمور، بحسب افتتاحية لوموند.
اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أن الإرهابيين والنازيين الجدد يكثفون تجنيد الأنصار، وبث التطرف فى المجتمعات باستخدام الإنترنت، وهذا يثير قلق العالم بأسره. قال فى مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية “نوفوستى”: “إننى قلق للغاية من أن الإرهابيين والنازيين الجدد يكثفون تجنيد الأنصار (ويضاعفون) التطرف باستخدام الإنترنت والتكنولوجيات الحديثة”. أضاف جوتيريش: “إنهم حكيمون وذوو دراية جيدة بالتكنولوجيا، مثل أى مراهق حديث”. على الصعيد العالمي، قال فيسبوك إنه اتخذ إجراءً بشأن 5.7 مليون منشور اكتشف أنه يتضمن كلام يحض على الكراهية فى الربع الرابع من عام 2019، وارتفع إلى 9.6 مليون فى الربع الأول من هذا العام، مع اكتشاف 90٪ وحذفها قبل أن يبلغ عنها المستخدمون.
الأن برايك هل كورونا اثرت في الخطاب الكراهية؟ كشف تقرير جديد، في مختلف الشرق الأوسط، اشتد الخطاب العنصري المستمر في الخطاب العام ضد العمال الأجانب بعد حدوث العديد من حالات تفشي فيروس كورونا في مناطق منعزلة ومكتظة بالعمال الأجانب، معظمهم من الآسيويين. ان أزمة فيروس كورونا أدت إلى زيادة بنسبة 900% في خطاب الكراهية تجاه الصين والشعب الصيني على تويتر. وفقا لما ذكرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية الخطر بشأن ارتفاع عدد الحوادث العنصرية الموجهة ضد الأمريكيين ذات الأصول الآسيوية. في مختلف الشرق الأوسط، اشتد الخطاب العنصري المستمر في الخطاب العام ضد العمال الأجانب بعد حدوث العديد من حالات تفشي فيروس كورونا في مناطق منعزلة ومكتظة بالعمال الأجانب، معظمهم من الآسيويين.
في مواجهة هذه التاثيرات المتزايدة من العنف علينا العمل بشكل جاد لتحقيق التوازن الصحيح بين حرية التعبير والحاجة لحماية المجتمعات من العنف والتميز والكراهية والحقد والسيطرة عليه من جميع الجهات ومحاولة الابتعاد عنه قدر المستطاع وعدم تعمق المجتمع بهذه المصطلحات، واحترام التنوع وقبول التعددية و يجب أن نعمل على تغذيه خطاب المحبة من خلال عدة وسائل تعمل على تحفيز خطاب المحبة والمداومة على نشر كافة وسائل الاعلام وشبكات الانترتت في العالم باكمله. ما هو محتوى الخطاب؟ مدى دعوة الخطاب المباشرة أو غير المباشرة للتّمييز أو العنف أو العِداء المجتمعي ضد فئة مستهدفة. واخر ما نتكلم عنه رحبو بالجميع مهما كان والكره هو ان تتجرع السم على الاقل ان يموت شخص اخر وخطاب الكراهية خطر ع السلم والامن، وهو خطاب مُشرِق يسع به أولئك القومَ؛ فإن للأخلاق مُضِيًّا لا يبلغه غيرُها، والله الهادي إلى سواء السبيل. الحب حرية الاختيار… والكراهية عبودية الاقدار، ما أجمل الحرية وما اشبع الكراهية.
روان عبد الهادي