هل اختبارات العنصريه الذاتية مجدية؟

هل اختبارات العنصريه الذاتية مجدية؟

تنمو وتكبر العنصرية في ميادين الحياة وذلك بسبب التمييز والتكبر والتفرقة والاكتساب لأنها ليست فطريه وتنبع  العنصريه من مفاهيم مغلوطة. الإنسانُ يستطيع  أن يعلو ويرتقي بفكره، ليؤسس قاعدةً نفسية متينة تنهض بالمفهوم الإنسانيّ وأنّ البشر سواسية لا فرق بينهم ومتساوون جميعا. كل شخص فينا  لديه التحيزات الضمنية من المواقف والمعتقدات التي لدينا على مستوى اللاوعي أو الوعي  التي تشكل الطريقة التي ننظر بها إلى العالم  والناس من حولنا. على عكس التحيز الصريح والذي يشير إلى إتجاه الإدراك بوعي مشاعرنا ومواقفنا ويمكن أن يتسرب التحيز الضمني إلى رؤيتنا للعالم دون أن نشعر. قد يعتمد اختبار العنصرية هذا على قائمة جرد مفصلة لتقييم تجربتنا المعيشيية  ومع ذلك، فإن الاختبارات المجانية عبر الإنترنت ماهي إلا  مؤشرات أولية فقط ولا يمكنها تقديم تقييمات دقيقة لتجربتك الحالية اتجاه العنصرية.

يفضل أن يتعامل  بشكل جدي مع الاختبارات العنصرية، حتى نحصل  على أقصى استفادة ممكنة منها، تساعدنا على  معرفة مافي عقولنا وتحليل العنصرية داخلنا. من المعروف أيضا أن الناس لا يعبّرون دائمًا عمّا  يجول في عقولهم بصراحة، ولكن هنالك شكّ بأنّ الناس ليسو على دراية كاملة بما يدور في عقولهم. محاولة فهم هذه الفروق هو هدف مهم في مجال علم النفس العلمي. قال غرينوالد، الذي تقاعد مؤخرًا من دوره كأستاذ علم النفس في جامعة واشنطن، إن اختبارات التحيز يمكن أن تساعد الناس على تحديد المشاعر الضمنية تجاه الأشخاص من مختلف الأعراق والأجناس والجنس. تشير دراسات أخرى أجريت في جامعة جنوب كاليفورنيا إلى أن العنصرية لا تضر فقط بالأشخاص الذين يتم التمييز ضدهم، بل تضر أيضا بصحة العنصريين أنفسهم، إذ تسبب التوتر النفسي الذي يؤدي إلى مشاكل صحية مثل ضغط الدم وأمراض القلب والسكري، كما وجدت الدراسات أيضا، أن الأشخاص الأقل عنصرية أكثر سعادة.

الغرض من هذا المقال معرفة انفسنا وعقولنا وتحليل شخصيتنا اذا كنا نحمل أي صفات من العنصرية والتمييز ضد الناس والأخرين، تستطيع أن ترى نفسك، تستطيع أن تجيب على الاسئلة عن طريق (الاختبارت العنصرية)  الذي يَتَعَنْون به هذا المقال: هل أنت/ أنا عنصري؟. إن كنت من الفريق الأول، فأنت ـ بخياراتك ـ  لست عنصريا، لست عنصريا بمقدار تماهيك مع معايير العالم الحر المرتهن لمجموعة من المبادئ والحقوق والواجبات. أما إن كنت من الفريق الثاني؛ فأنت عنصري بلا شك، عنصري بمقدار ما ترفض الآخر وتتوجس منه، وبمقدار ما تنغلق على ذاتك/على أبناء دينك/أبناء وطنك/أبناء مذهبك… إلخ؛ حتى وإن كنت تحلف أغلظ الأيمان أنك لست عنصريا، ولا تحب العنصريين. هل تكنّ أنت شيئا من العنصرية اللاواعية؟ أجب على أسئلة هذا الاختبارات  لتعرف ذاتك. إلا إن أخطأت في أحد الأجوبة فهناك احتمال أن يكون فيك شيء من العنصرية.

  1. الإختبار الأول، رابط : هل أنت عنصري؟ يحلل الإختبار شخصيتك  ويحلل القضايا الملوحظة والغير ملوحظة. يتضمن الاختبار 13 سؤال ويحتاج أن تتم الإجابة بدقة عالية  ويكشف مدى عنصريتك.
  2. الإختبار الثاني، رابط: هل انت عنصري ؟ هو اختبار ليس علميا واجابته ب نعم أو لا؟ هو عبارة عن مجموعة من الاسئلة التي قد تواجهنا في حياتنا العملية وتكشف مدى عنصريتنا في الحياة ومصدره من راديو سوا وتم اصداره بتاريخ 19 مارس 2014.
  3. الاختبار الثالث، رابط: وهو عبارة عن إختبار ذاتي مأخوذ من كتاب (العرق والعنصريه .نهج نقدي) للكاتبه تانيا ماريا جولاش بوزا، يتحدث هذا الكتاب عن نهج نقدي حيث يقوم الكتاب بشرح الفصل للطلاب وبعدها يشرك الطلاب في الاسئله الحاسمه المتعلقه بالديناميات العرقيه حول العالم ويناقش الكثير من المواضيع المختلفه التي تتحدث عن العنصريه وعدم المساوه العرقيه كما يتضمن من منظور متقاطعا يناقش تقاطعات العنصريه والنظام الأبوي والرأسماليه. 

أثناء قيامي بالبحث عن الإختبارت لقياس مستويات العنصرية وجدت ثلاثة اختبارت وكانت تجربتي الأولى مع نفسي على النحو الاتي:

قمت بتجربة الإختبار الأول وكانت  النتيجة “مدى عنصريتك بمقياس من ١ إلى 5” عالية نسبيا؛ كان السبب هو السؤال الذي بين هذه العنصرية وهو السؤال الأول  وقد  صدمت من كون هذا  السؤال يعد من  العنصرية والسؤال هو (هل توافق على زواج إحدى قريباتك من شخص يختلف معك في المذهب (سني/شيعي) اللون (أسود/أبيض) القبيلة (خضيري/قبيلي/حضري/بدوي/أجنبي)؟. قد كانت اجابتي أنني سأحاول إقناع قريبتي بالرفض بشكل ودي) لأنني أؤمن بالمعتقد القائل  بالزواج من ضمن نفس الدين والملة الواحدة فقط وذلك إيمانا مني بأن لا تطفو الخلافات المذهبية على السطح وتعكر على الأزواج صفو حياتهم.

أما بالنسبة للإختبار الثاني، كانت نتيجتي عبارة عن 80/100، كان سبب هذه النتيجة هو اجابتي على سؤالين هما:

الأول: هل تعتبر أن من مسؤوليتك أن تقلق بشأن مشكلات الأعراق أو الجنسيات الأخرى في بلدك؟ وقد كانت  اجابتي ب ( لا) أو انني لم أكترث لهذا الموضوع لإعتقادي بعدم أهميته  لعدم إلمامي المعرفي به ولكن عندما توسعت بالمطالعة عن هذا الموضوع تغيرت فكرتي عنه وشعرت أنه من المهم ان نولي هذا الموضوع المزيد من الإهتمام  لأن  مشكلة التمييز العرقي والجنسيات سوف تؤثر علينا إن وقعنا في نفس الموقف. 

والسؤال الثاني: إذا أراد أخوك أن يتزوج من إمراة من عرق أخر هل ستحتج على هذا الزواج؟  وكانت إجابتي على هذا السؤال  بنعم وكنت قد  واجهت في الإختبار الأول  السؤال نفسه. 

وبالنسبة للإختبار الثالث، كان عبارة عن معلومات بمعنى العنصرية واشكالها والتكوين العنصري وكانت نتيجتي 11/11  وهذه النتيجة متوقعة بل مؤكدة وذلك بسبب اطلاعي وبحثي وقراءتي عن أسس العنصرية والعادات والمعتقدات والطبقات الإجتماعية والتعريفات بالعالم.

بعد انتهائنا من الإختبارت التي تم عرضها مسبقا كان لا بد من  طرح  هذا الفيديو: اختبار يكشف أن الأطفال يتربون على العنصرية ومشاركتكم اياه مغزاه أن العنصريه مكتسبة وليست فطرة.

 

 من هنا أعادت وسائل التواصل الإجتماعي التذكير بفيديو ظهر قبل سنوات وكان الهدف منه اختبار رأي الأطفال في العنصرية، وكيف يتشربونها في مرحلة مبكرة حتى ضد أنفسهم. الاختبار يضع أمام الأطفال دميتين واحدة بيضاء وأخرى سوداء ويطلب منهم أن يختاروا الدمية الطيبة أو الجميلة وأن يحددو الدمية القبيحة أو الشريرة. الإجابات كانت مفاجئة فالأطفال من ذوي البشرة السمراء أنفسهم كانو يعتقدون أن الدمية السمراء قبيحة وشريرة. جاءت غالبية الأسئلة حول أي الدميتين، السمراء أم البيضاء، هي الطيبة وأيها الشريرة، أو أيها الجميلة وأيها القبيحة، فجاءت الغالبية العامة من الإجابات تميل إلى اعتبار البشرة البيضاء دليل طيبة وجمال، بينما تم اعتبار البشرة السمراء دليل شر وقبح. وعبّرت إحدى الفتيات الصغيرات عن عدم رضاها عن لون بشرتها، بينما قالت أخرى إن البشاعة ممثلة في الطفل الأبيض وليس الأسود، لأنه يرى أصحاب البشرة السمراء قبيحين.

هذا ووقف عدد من الأطفال اللاتينيين حائرين حين طُلب منهم أن يختارو أي الدميتين تمثلهم، السمراء أم البيضاء. لكن الغالبية اختارت الدمية البيضاء. كما اتفقو مع الأطفال ذوي البشرة السمراء والبيضاء على نفس المعايير، وهي أن بياض البشرة هو الجمال والخير، وسواد البشرة هو القبح والشر. هذا مؤشر واضح إلى خلق  جيل من الأطفال مؤمن بالفروق والمعايير. العديد ممن لاينتمون للعنصرية  سوف يشعرون بالضيق والأسف لعدم اجتماع  البراءة والعنصرية معا في قالب واحد. من هنا اطرح عليكم هذا السؤال، هل يمكن اعتبار أن الجميع عنصريون؟! إن كان الجواب نعم، نجد أن العنصرية  تختلف بالدرجة وهي الإعتقادات والأفكار والنشئه لأن العنصرية لا تصيب اجسادهم ولكنها تصيب عقول البشر.  

 روان عبدالهادي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *