لبناء الرؤية والأهداف والمبادئ التوجيهية للخطة الوطنية لمناهضة خطاب الكراهية في الأردن تم بداية تحديد المكونات المجتمعية الأكثر تأثرًا بخطاب الكراهية على الإنترنت ثم التهديدات المحتملة لاستمرار خطاب الكراهية على الإنترنت دون معالجة. تاليا خلاصة النقاشات والمخرجات للاجتماع الثاني والتي تمثل التوجه المبدئي العام للخطة الوطنية.
المكونات المجتمعية الأكثر تأثرًا بخطاب الكراهية على الإنترنت
يشكل خطاب الكراهية على الإنترنت تهديدًا مباشرًا لعدة مكونات داخل المجتمع الأردني، ومنها:
- الشابات والشباب في المدارس والجامعات: الشريحة الأكثر تفاعلًا مع المنصات الرقمية مما يجعلها عرضة للاستقطاب والتنمر الإلكتروني.
- الأطفال والأحداث والمتسربين من التعليم: الشريحة الأكثر ضعفًا وتأثرًا بالتحريض وخطاب الكراهية.
- الشرائح الأكثر احتياجًا للدعم: تشمل اللاجئين والعمالة الوافدة والأشخاص ذوي الإعاقة والذين يواجهون تمييزًا وخطابًا عدائيًا.
- المرأة: تتعرض المرأة بشكل خاص لهجمات إلكترونية تتسم بالتمييز والعنف اللفظي والتحريض.
التهديدات المحتملة لاستمرار خطاب الكراهية على الإنترنت دون معالجة
1. الجانب الأمني
- تصاعد معدلات العنف والجريمة الإلكترونية المرتبطة بخطاب الكراهية.
- تهديد النسيج الاجتماعي عبر تأجيج الخلافات والانقسامات داخل المجتمع.
- انتشار التطرف والإرهاب الإلكتروني من خلال استغلال الكراهية كأداة للتجنيد.
- ازدياد أعداد المحكومين في مراكز الإصلاح والتأهيل نتيجة الجرائم الناجمة عن خطاب الكراهية.
2. الجانب النفسي
- تنامي مشاعر العزلة والتوتر النفسي لدى الأفراد المستهدفين بخطاب الكراهية.
- زيادة حالات الاكتئاب وحتى الانتحار نتيجة الضغوط النفسية الناجمة عن العنف اللفظي والتنمر الإلكتروني.
- تفشي مشاعر الكراهية والعداء داخل المجتمع مما يفاقم التوترات الاجتماعية.
3. الجانب الاجتماعي
- تفكك العلاقات الأسرية نتيجة تأثيرات خطاب الكراهية على التواصل الاجتماعي.
- انتشار الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة، مما يؤدي إلى تأجيج الفتن والنزاعات.
- تحفيز الآخرين على الانخراط في نشر خطاب الكراهية، مما يؤدي إلى تفشي الظاهرة بشكل أوسع.
4. الجانب الاقتصادي والرقمي
- زيادة معدلات البطالة نتيجة الأثر السلبي لخطاب الكراهية على بيئة العمل.
- تراجع الاستثمارات بسبب عدم استقرار البيئة الرقمية، ما يؤثر على ثقة المستثمرين.
- ارتفاع حجم الإنفاق الاقتصادي لمعالجة تبعات خطاب الكراهية، بما في ذلك تكاليف مكافحة الجرائم الإلكترونية وتأهيل الضحايا.
الأهداف الرئيسية للخطة الوطنية لمناهضة خطاب الكراهية على الإنترنت في الأردن
تهدف الخطة الوطنية إلى بناء منظومة شاملة لمواجهة خطاب الكراهية الرقمي من خلال:
- المواجهة والوقاية والحماية: تطوير استراتيجيات فعالة لمكافحة خطاب الكراهية، والتصدي له بآليات قانونية واجتماعية وإعلامية، إلى جانب تعزيز الثقافة الوقائية.
- تعزيز الشراكات الوطنية والإقليمية والدولية: بناء تعاون مستدام بين الجهات الفاعلة على المستويات الوطنية والعربية والدولية لضمان توحيد الجهود في التصدي لهذه الظاهرة.
- تنسيق الجهود الوطنية: توحيد جهود مختلف القطاعات (الأمنية، الحكومية، القضائية/التشريعية، والمجتمع المدني) للحد من انتشار خطاب الكراهية على الإنترنت.
- تطوير آليات الرصد والتحليل: إنشاء أدوات متطورة لرصد وتحليل خطاب الكراهية الرقمي، مع التركيز على الجانب الأمني والتدريبي لضمان استجابة فعالة وسريعة.
الرؤية: فضاء رقمي أردني آمن يعزز قيم التسامح المجتمعي، ويدعم الحوار الإيجابي للوقاية من خطاب الكراهية والحد من تأثيراته السلبية.
الرسالة: ترسيخ الحصانة الفكرية من خلال التوعية والتثقيف والتدريب بهدف الحد من انتشار خطاب الكراهية وتعزيز بيئة رقمية آمنة تسهم في تحقيق السلم المجتمعي في الأردن.
المبادئ والقيم الأساسية الموجهة لجهود مكافحة خطاب الكراهية
لضمان تحقيق أهداف الخطة الوطنية، لا بد من الالتزام بالمبادئ التالية:
- احترام الحقوق: تعزيز ثقافة احترام الكرامة الإنسانية والمساواة وعدم التمييز.
- التوعية والتثقيف: نشر المعرفة حول مخاطر خطاب الكراهية وطرق مكافحته، وتعزيز الوعي المجتمعي بمخاطره.
- الحوار البناء: تشجيع النقاشات الإيجابية والمفتوحة بين مختلف مكونات المجتمع لتعزيز التفاهم المتبادل.
- العيش المشترك: ترسيخ قيم التعايش السلمي والقبول المتبادل بين مختلف المكونات المجتمعية.
- حرية التعبير المسؤولة: ضمان الحق في التعبير مع وضع ضوابط أخلاقية وقانونية وطنية تمنع استغلاله لنشر الكراهية.
- المواطنة الرقمية: تعزيز الشعور بالمسؤولية في الفضاء الرقمي ممن يعيشون في الأردن بما يتماشى مع أخلاقيات المجتمع وقيمه.
- حماية المكونات الأكثر احتياجًا للدعم: ضمان حماية المكونات المجتمعية الضعيفة من التأثيرات السلبية لخطاب الكراهية.
د. سهى عياش