أن تعلق في متاهة التوتر والضغط

أن تعلق في متاهة التوتر والضغط

كثيرا ما أرى أن السعادة ليست حالة يجب الوصول إليها انما هي سلوك يجب اتباعه. يوجد طريق واحد للسعادة وهي أن نتوقف عن القلق بشان الأشياء التي تقع وراء قوة إرادتنا. إن نصف القلق الموجود في العالم بسبب أناس يحاولون اتخاذ قرارات قبل ان يكون لديهم المعلومات الكافية. من المفترض أن يدفعنا القلق إلى العمل وليس إلى الإكتئاب. في النهاية القلق لن يوصلك لأي مكان. من منا أمضى وقته بلا قلق وتوتر، هناك من يشعر بالقلق من أقل الأشياء وعندما يشعر بأن الوقت يداهمه وهو لم ينتهي من إنهاء ما يفعله؟، وعند الشعور بضيق الوقت، في أغلب الأحيان قد يكون التوتر نتيجة صدمة يبقى لمدة طويلة بسبب عدم توفر الدعم الكافي من أفراد الأسرة والأصدقاء بعد التعرض للصدمة ويصاب بإجهاد نفسي لا يمكن الخروج منه بسهولة و يحتاج للمجهود.

سأحكي لكم قصة تدور أحداثها حول فتاة تتسم بروحها المرحة التي تملئ المكان عند قدومها والتي تعرضت لحادث خطير بينما كانت عائدة من عملها وقامت بدهس فتاة. صدمت كثيرا حتى أنها عانت كثيرا من هذه الصدمة التي أثرت على نفسيتها حتى أنها أصبحت تبتعد عمن حولها وتعتزل بنفسها كثيرا وكلما تحاول تخطي ما مضى صورة الحادث المريع لا تفارق خيالها وذنب الفتاة التي دهستها يلاحقها مثل خيالها. هواجس كثيرة مرعبة تأتيها عند  النوم؛ هي في حالة شرود دائم  تعاني من نوبات القلق ونوبات البكاء الدائم. أصيبت باكتئاب حاد أدى لإجهادها نفسيا وأصبحت حياتها مليئة بالقلق والتوتر كثرتهما أصابتها بالاضطراب لا تعرف كيفية  تخطيها وتجاوزها خصوصا في حالة عدم وجود أحد يساندها ويدعمها نفسيا ومعنويا. وهنا قررت مواجهة قلقها ومحاولة السيطرة عليه، قررت تجنب التفكير بأي شيء يذكرها بالحادث وبكل شيء مؤلم، قررت أن تعتمد على نفسها بالعناية بنفسها وعلى أن تكون الداعم لنفسها  لذا بدأت بممارسة الرياضية حتى تعمل على تصفية ذهنها وحتى تعود لعملها، وقامت بالتواصل مع أصدقائها وبدأت تخرج  معهم. مرة بعد مرة عادت الى حياتها الطبيعة لا يخلو الأمر من عدم تذكرها الحادث لكنها لا تتأثر كالسابق. هنا اكتشفت أنها دائما عليها الإبتعاد عن التفكير السلبي لأن كثرته كالسجن متى ما دخلت إليه يصعب عليك الخروج منه إذا كنت تحاكم نفسك كمحاكمة السجن المؤبد وعند تخفيفك حكمك على ذاتك ستسطيع الخروج من الباب بسهولة وليس النظر من الشباك فقط لذا لا تقف مكانك واسعى لمواجهة قلقك وعدم السماح له بالسيطرة عليك قف أمام مخاوفك وتخطاها. 

ما هو الإجهاد النفسي؟ الإجهاد النفسي عبارة عن حالة اضطراب تتسم بقلقٍ قد يُصاب بها الشخص بعد أن يشهد أو يعيش بشكل مباشر أو غير مباشر حدثًا مأساويًا أو ظرفًا قد يُهدد حياته مثل التعرض للموت أو التهديد بالموت ومواجهة العنف الجنسي الحقيقي أو التعرض لتهديده. من الأمثلة عن هذه الظروف، الإعتداء الجسدي أو الدخول في عراك أو التعرض لحوادث خطيرة. قد يُعاني الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب من الأعراض التالية:

  • استرجاع الحدث المأساوي عن طريق ذكريات ملحّة ومُتكررة.
  • شعورٌ قوي بمُعاودة الحدث الأليم.
  • كوابيس يرى فيها المصاب الحدث الذي مر به.​
  • الشعور بكرب شديد عند تذكر الحدث.​
  • أعراض جسدية ناجمة عن القلق مثل العصبيّة، والخوف لأيّ سبب كان، والأرق وعدم القدرة على التركيز.​
  • المعاناة من المشاعر السلبية المستمرة بخصوص الحادث، مثل الشعور بالذنب والعار والخوف والغضب.​
  • تجنب الأمور التي تُذكره بالحدث الصادم.​
  • فقدان القُدرة على تذكر كل الحدث أو جُزءًا منه.​
  • تناقُص اهتمام المريض تدريجيًا بالأمور التي كانت تهمه في السابق.​
  • الشعور باليأس تجاه المستقبل.​

تجدرُ الإشارة إلى أنّ هذه الأعراض قد تشير إلى اضطراب الإجهاد النفسي بعد الصدمة في​ حال استمرت أكثر من شهر وأثرّت على حياة الفرد الاجتماعية أو العملية أو علاقاته. تظهر معظم أعراض هذا الاضطراب خلال الأشهر الثلاثة ال​تالية للحدث الصا​دم، إلا أنها قد تظهر في وقت متأخر أي بعد عدة سنوات من الحدث. ليس من الضروري أن يصيب هذا الاضطراب كل من يواجه حدثًا مأساويًا أو صادماً.​ التوتر أو الإجهاد هو شعور بالإجهاد والضغط. تختلف أعراض التوتر وتتنوع من شعور عام بالعجز، الشعور القلق، انعدام الطمأنينة، العصبية، الإنزواء الاجتماعي، فقدان الشهية، الاكتئاب، الإرهاق، ارتفاع وانخفاض ضغط الدم، طفح جلدي، الأرق، الصداع النصفي، صعوبات في الجهاز الهضمي، كما قد يتسبب التوتر والإجهاد في أمور أكثر خطورة كمشاكل في القلب. قد ينتج التوتر عن مسببات كثيرة كأن يشعر الإنسان بأنه بشع أو أنه لا يلقى اهتماماً أو أن أمور حياته ليست على ما يرام.

تتطلب حياة الإنسان القليل من التوتر من حين لآخر، بعض الأحيان يساعد التوتر الإيجابي في تحسين الأداء الرياضي. كما أنه عامل محفّز ويدفع الإنسان للتكيف والتفاعل مع البيئة. قد يؤدي التوتر المفرط إلى مشاكل كثيرة في الجسم وقد يكون بعضها ضاراً. هذا وقد يكون سبب التوتر خارجياً وقد يكون مرتبطاً بالبيئة، لكنه في ذات الوقت قد لا ينتج بسبب أحداث خارجية فورية لكن بسبب تصوّرات داخلية تسبب القلق ومشاعر سلبية للفرد اتجاه الوضع المحيط به، ما ينتج عنه ضغط نفسي وعدم ارتياح، وهذه المظاهر تكون مجهدة كما في حالة اضطراب ما بعد الصدمة. يمكن التفكير في العوامل الخارجية التي لا تشكل تهديداً أو تسبب توتراً بذاتها على أنها آثار ما بعد الصدمة. هذا ويمكن أن تكون المحفّزات موتّرة، كـأن يتعرض شخص للتوتر بعد سماع أغنية معينة أو مشاهدة شيء يذكره بأحداث مهددة سابقة. يتعرض الإنسان للتوتر عندما يعتقد أن قدرته على التأقلم مع مصادر التهديد والعقبات سواء كانت مواقف أو ظروف أو حتى أشخاص غير كافية. عندما نعتقد أن المتطلبات التي تقع على عاتقنا تتجاوز قدرتنا على التعامل معها، نكون عرضة للتوتر والإجهاد.

على الرغم من تطوير العديد من التقنيات للتعامل مع العواقب المترتبة على الإجهاد، أجريت أبحاث على قدر كبير من الأهمية عن الوقاية من الإجهاد، وهو موضوع وثيق الصلة ببناء المرونة النفسية. وقد تم تطوير عدد من أساليب المساعدة الذاتية للوقاية من الإجهاد وبناء القدرة على التكيف، بالاعتماد أساساً على نظرية العلاج المعرفي السلوكي. قد يلعب الارتجاع البيولوجي دوراً في إدارة التوتر. قيّمت دراسة قام بها سوتارتو وآخرون تأثير ارتجاع رتابة التنفس البيولوجي، الإقرار بوجود تقلب غير طوعي في معدل ضربات القلب والسيطرة عليه وقد أجريت الدراسة على عينة من العاملين في مجال التصنيع؛ بيّنت الدراسة انخفاض معدلات القلق والإجهاد والاكتئاب بشكل ملحوظ. القلق الدائم حماقة لأن كل يوم نعيشه هو هدية من الله علينا ألا نضيعه بتحسّرنا على الماضي أو بقلقنا من المستقبل. إذا أردت أن تكون سعيداً وأن  تجعل الحياة سهلة، حاول أن تستمتع بكل الأمور، حتى أصعبها.

نوال مسعود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *