يعرف الإكتئاب على أنه اضطراب مزاجي يسبب شعورا دائما بالحزن وفقدان الإهتمام بأي مما حولنا. قد يسمى أيضا اضطراب اكتئابي، هو يؤثر على شعورنا وتفكيرنا وسلوكنا بصورة سلبية ومن الممكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل العاطفية والجسدية. كنتيجة حتمية للاكتئاب‘ قد تواجهنا صعوبة في القيام بالأنشطة اليومية العادية وأحيانًا قد نشعر كما لو أن الحياة لا تستحق العيش أو أنه لا جدوى من كل ذلك. يعتبر الإكتئاب أكثر من مجرد نوبة من الحالة المزاجية السيئة، هو ليس نقطة ضعف ولا يمكننا “الخروج” منه ببساطة. قد يتطلب الإكتئاب لإدارته سلوكيات نقوم بها على المدى الطويل وألا تثبط عزيمتنا. يتحسَّن معظم الأشخاص المصابين بالإكتئاب بالسلوكيات الجيدة التي تعمل باستمرار، هل خطر لك أن هنالك بعض الوظائف التي ينصح أن يعمل بها من يعانوا من الإكتئاب؟.
بعض المشاعر التي تسبب الإكتئاب حسب عجلة المشاعر
حسب عجلة المشاعر، هذه الأداة التي تساعدنا كثيرًا على فهم مشاعرنا وسلوكياتنا. الذي يسبب الإكتئاب هو الشعور بالهجران. ينشأ الشعور بالهجران بعد شعوران أولهما الشعور بقلة القيمة والإنحطاط والنبذ وثانيهما الشعور بالكبت. الشعور بالنبذ هو ما يحصل عند مواقف التمييز والتفرقة كأن ينبذ طالب بالمدرسة بسبب لون بشرته أو كأن ينبذ طفل في عائلته لتحصيله الدراسي المنخفض أو كأن تنبذ إحدى الجماعات لقيامها بأمر مختلف وبالتأكيد هناك العديد من المواقف التي تظهر هذا الشعور. أما عن الشعور بالكبت، ينشأ حين لا نلقي بالا لإحدى المشاعر وتركها تتراكم في أنفسنا لفترة من الزمن، وكل من السابق يؤدي بدوره إلى تسلل الإكتئاب لأنفسنا وبالتالي الشعور بالضيق واللاجدوى من القيام بأي شيء في حياتنا.
ما الذي يجب أن يبحث عنه من يشعر بالإكتئاب؟
إن خيار البحث عن عمل في ما إن كنت تشعر بالإكتئاب خيار جيد لما للبدء بالعمل أثر إيجابي على معظم الأشخاص، فهو يحقق لهم استقرار مادي ومزايا أخرى كالتأمين الصحي وغيره. يمكننا خلال العمل الإختلاط بالآخرين وهو أمر في غاية الأهمية خاصة ما إن شعرنا بالكآبة. البدء بالعمل يمنعنا عن سلوك سيء وهو عزل أنفسنا وبذلك سيؤدي الحصول على عمل إلى تحسين أعراض الشعور بالكآبة أو حتى الذين يعانون النبذ الإجتماعي. سندرج في هذا المقال بعض من الوظائف التي لها أثر إيجابي على المشاعر والصحة النفسية ككل، ولكن بدايةً ونأيا عن هذه الوظائف علينا أن نأخذ بعين الإعتبار بعض النقاط التالية في بحثنا عن عمل سيحسن من حالتنا العامة، وهي: يجب أن يمكن أداء جزء من العمل من المنزل، وجود جدول العمل المرن، أن لا يتطلب العمل التفاعل مع مجموعات كبيرة من الناس، وأن تكون المهام التي عليك أداؤها تتطلب أن تكون نشطًا ويقظًا وفاعلًا، واختيار العمل الذي يسمح لك أن توازن ما بينه وبين حياتك، حيث أن الحفاظ على التوازن له أثر إيجابي على شعورك. ومن أجل ذلك، فيما يلي بعض الإقتراحات:
- البستنة والأعمال الزراعية: مثل العمل مع النباتات ويمكن أن تكون البستنة في مكان سكنك. هناك مجموعة متنوعة من الوظائف في هذا المجال، من تنسيق الحدائق إلى الزراعة المنتجة، إلى الحدائق النباتية والبيوت الزجاجية. فما إن كان لديك يد خضراء، يمكن أن يكون العمل بالبستنة والزراعة وظيفة رائعة منخفضة التوتر وتضع مهاراتك في الإستخدام الصحيح الجيد. النباتات مفيدة أيضا لصحتك ويمكن أن تعطيك دفعة إيجابية جسدية وعقلية.
- المساعدة في المكتبات: إذا كنت من الأشخاص المهتمين بالكتب، قد يكون العمل في مكتبة خيارًا رائعًا بالنسبة لك. على الرغم من أن معظم وظائف أمناء المكتبات المتفرغين تتطلب درجة البكالوريوس في علوم المكتبات، فإن عدة من المكتبات تقوم أيضًا بتعيين فنيي المكتبات الذين يساعدون في القيام بأشياء مثل العمل في مكتب الإعارة، ورفوف الكتب وتنظيمها، ومسح المستندات ضوئيًا وتحميلها، ومساعدة المستفيدين في العثور على الكتب والمراجع. كثيرًا ما يقال أن المكتبات العامة هي قوة من أجل الخير في العالم، لذلك ستشعر وكأنك تحدث فرقًا في العالم والبحث بدوره يزيد من نشاطك وتفتحك الذهني.
- مدخل بيانات: إذا كانت لديك أذن جيدة ومهارات كتابة قوية، قد يكون العمل كمدخل بيانات هو الخيار المناسب لك. يقوم مدخلوا البيانات بتحويل الصوت إلى نص لمجموعة متنوعة من العملاء، بما في ذلك العملاء في المجالات الطبية والقانونية وغيرها. غالبًا ما يستمتع مدخلوا البيانات بميزة العمل من المنزل حيث يمكن إكمال معظم أعمال إدخال البيانات عن بُعد. كميزة إضافية، عادةً ما يتضمن مدخل البيانات قدرًا كبيرًا من الوقت بمفرده مما يجعله مناسبًا جدًا لأولئك الذين يتعرضون للإرهاق بسهولة أثناء التفاعل الإجتماعي.
- التجارة والمبيعات: هل تريد عملًا ملؤه الحركة؟ يمكن أن يكون مجال المبيعات خيارًا مهنيًا رائعًا بالنسبة لك. تحتاج معظم المحال الكبيرة إلى الموظفين للمساعدة في تحميل الشاحنات وتفريغ المواد المخزنة في المحل. هذا خيار رائع للأشخاص الذين يبحثون عن وظيفة نشطة بدون متطلبات عقلية مرهقة. غالبًا ما تتضمن المناوبات فترات الصباح الباكر والليالي المتأخرة وهي رائعة لمن يحبون العمل لساعات غير تقليدية. حتى إذا كنت تعاني من الإكتئاب، فإن احتمالية وجود بيئة عمل منخفضة الضغط والكثير من التمارين والجدولة المرنة يمكن أن تجعل العمل في مجال المبيعات هو الأفضل.
- برمجة الحاسوب: إذا كان لديك عقلية تقني ومهارات جيدة في استخدام أجهزة الحاسوب، قد تكون برمجة الحاسوب بديلاً مهنيًا واعدًا بالنسبة لك. يرتفع الطلب باستمرار على مبرمجي الحاسوب وغالبًا ما يحصلون على أجور عالية مقارنة بالمهن الأخرى. هناك الكثير من المصادر عبر الإنترنت لتعلم البرمجة بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من المساقات التمهيدية وبرامج الدرجات العلمية. ولمن لا يزال في بدايات تعلمه للبرمجة، فكر في برمجة تطبيق أو لعبة بسيطة لاختبار مهاراتك، أو التطوع للأعمال التجارية المحلية ببناء تطبيقات ومواقع بسيطة لتعزيز سيرتك الذاتية.
- إعطاء الدروس الخصوصية: إذا كنت من الأشخاص المتميزون في الجانب الأكاديمي ويستمتعون بمساعدة الآخرين على فهم الأمور المعقدة وتحصيل أداء أفضل في الدراسة، يمكن أن يكون التدريس الخصوصي خيارًا مهنيًا رائعًا. غالبًا ما يكون التدريس الخصوصي جيدًا وعادةً ما يوفر ساعات مرنة في فترات الصباح وعطلات نهاية الأسبوع. إذا كان لديك تخصص أكاديمي معين، يمكنك غالبًا تحصيل رسوم أعلى. غالبًا ما تكون البرامج المدرسية ووكالات التدريس الخصوصي والمراكز فرصة عمل رائعة لأولئك الذين يريدون راتبًا ثابتًا من العملاء.
- اجعل هوايتك أو موهبتك مهنتك: إذا كانت لديك هواية ترغب في الإرتقاء بها إلى مستوى أفضل، غالبًا ما يكون هنالك خيارات وظيفية تتوافق جيدًا مع الهواية التي طورتها بنفسك بالفعل. يعد تحويل الهواية إلى مهنة خيارًا رائعًا لأولئك الذين لديهم شغف بموضوع معين أو نشاط ويريدون استكشافه بشكل أكبر. سواء كانت هوايتك في مجال الزراعة أو الكتابة أو الرسم أو اللياقة البدنية أو أي موضوع آخر، على الأغلب سيكون هناك مجال وظيفي مناسب لك. أحد الخيارات الرائعة هو العمل في المؤسسات التي تعلم الطلاب هوايتك الخاصة. أما بالنسبة لمن يقومون بصناعات إبداعية، يمكنهم بيعها عبر الإنترنت. على الرغم من أن تحويل الهواية إلى مهنة يظل عملاً، إلا أنه عادةً ما يكون خيارًا جيدًا يحسن من نقاط قوتك ويسمح لك باستكشاف الأشياء التي تهتم بها بالفعل.
حسب منظمة الصحة العالمية، هناك حوالي 300 مليون شخص في العالم يعانون من الاكتئاب. لست وحدك، قد ظهرت التوعية في العديد من السلوكيات التي عليك فعلها لتتجاوز أمرًا كهذا والعمل المناسب قد يكون ذلك.
ضحى أبو يحيى