الشعور أو المشاعر تظهر حقيقةً عند إدراكك لمشاعرك من خلال حديثك وتواصلك مع نفسك، ومن خلال تجاربك الشخصية الحياتية تشعر بمشاعر أكثر قوة وتأثير في الحياة. لها دور كبير في الحياة ولكن قليل منّا من يدرك قوة هذا الشعور من خلال التجارب الحياتية ومع مواجهة الناس والمرور في مواقف والأمور التي نمرّ بها، تولد لدينا مشاعر بشكل تلقائي وتستطيع تحويل انتباهنا الضائع إلى أفكار ورغبات جديدة تكثر التركيز والدقة وستشعر بتحسن ملحوظ في حياتك يستشعره جميع من حولك. يجب أن تسمح لنفسك بمواكبة الحياة وتحسين العلاقة بينك وبينها. عند الحديث عن عجلة المشاعر، نرى أن هنالك ستة أنواع لمشاعر القوة هي: الوعي، الفخر، التقدير، الإهتمام، والإخلاص.
من الأمور التي علينا التوقف عندها المشاعر هي الأساس والشرارة الاولى لكيمياء الجسد وأقصد لو شعرت بالسعاده تجد عضلات وجهك ترسم الإبتسامه لا شعوريا أو لو كنت متوتراً ستجد نبضك ارتفع و بدأت بالتّعرق وهكذا. عليك دوماً التّذكر أن عقلك مثل باب منزلك هناك من يسمح له بالدخول اليه. هناك من لا يسمح له، لذا أفكارك مثل زائرٍ يطرق بابك ادخل ما هو جيد منها وغير ذلك لا تفتح له الباب. عندما تتسلل فكره ما سوف تتحول لمشاعر وأحيانا يحدث الإرتباك ولا نفهم الشعور الذي تولد من جرّاء هذه الفكره. لذا، وجدت عجلة المشاعر لمساعدتنا على تحديد ما هو الشعور تحديداً كشخصٍ جاءه خبرٌ صادم ولم يعرف هو لماذا لم ينهار هل لأنه مرتبك أو غير مدرك أو شخص قوي عند أخذ العجلة وبدأ بالتساؤل وطرح الاسئله على ذاته والإجابة عنها، وصف مشاعره باللحظه الحالية بالقوة.
كيف أدرك ذلك؟ أنا لم أنهار ولم أكسر الأشياء من حولي ولم ابدأ بلوم الآخرين. لقد شعرت بالثبات وبدأت أفكر بالحلول وهذا يدل على قوتي وأني بدأت أسأل نفسي كيف أُخرج نفسي من هذا الموقف وكيف أساعدها لنصل لأقل ضرر. بالتالي، هنا تكمن قوتنا، كل شخص بالحياه لدية نقاط ضعف وقوة، ولكن علينا استخدام كل من تلك النقاط بمواطنها الصحيحة. نحن لسنا روبوت آلي ومن الطبيعي أن نشعر بالضعف. لكن هناك مواقف علينا دوماً استخدام سرعة البديهة والتدرب على ردود أفعالنا بالمواقف التي تحتاج قوّتُنا وهي مهاره تكتسب مع الوقت والإستمرارية والعزيمة.
عندما يكون منظورك له دور هادف ويتميز برؤيه مختلفة وينبع من داخل الإنسان قوة تثري حياته ومكنوزه الداخلي ينعكس على الصوره الخارجيه بصورة أفضل. كلما كان المرء قوياً استطاع أن يؤثر على عالمه الخارجي ومجتمع الأشخاص الذين يتعامل معهم بشكل أفضل وأكثر إيجابية. “تقول لويز هاي في كتابها القوة في داخلك، تلك القوة التي نبحثُ عنها في هذا الفضاء الطلق هي موجودة أيضًا في داخلنا”. بالإشارة إلى هذا، لويز في الحقيقة تُنبهنا عن فكرة عظيمة جدًا وهي أن حقيقة كلّ المشاعر والأفكار تبدأ من الداخل. أيّ كُل ما يحدث في الخارج بدأ في الحقيقة من دواخلنا وأفكارنا، واقعنا الذي نعيشه اليوم ما هو إلا نتاج أفكارنا بالأمس. وذكرَتْ في كتاب آخر لها أفكار القلب: إصغِ دائماً إلى صوتك الداخلي، ففي داخله الحكمة الخاصة بك.
في حال فقدان الشعور بالقوة، عندها نشعر بالتشتت والضياع الكبير الذي يعيشه الكثير منا ما هو إلا ناتج بحث متواصل ولكن في المكان الخطأ. الكثير منّا يبحث عن القوة الكاريزما الثقة بالنفس في العالم الخارجي المادي. ونصبح قليليّ الإدراك والوعي ونغرق في بحر مظلم نكون غير قادرين لفعل شيء حتى نساعد أنفسنا نتوه به حتى يأتي ضوء من الداخل ليرشدنا الى طريق العودة الى الصواب. إذ أن الشعور بالقوة يصبح شيء تلمسه بالضبط وينير لك طريقك. عندها يركز الشخص على نفسه تشتغل الحكمة الداخلية ويصبح قادر على الشعور بها لتدله وتنير له بصيرته ويصبح قادر على تمييز أهدافه ورسالته في هذه الحياة.
تكمن قوة الأنسان جيداً في داخله وذاته لذا علينا جميعاً أن نتصل بأنفسنا دائماً وذلك خلال الجلوس مع انفسنا وإعطاء أوقات نخلو بها مع انفسنا لتفكير بكل ما حولنا ووضع النقاط علي الحروف. بهذا يبدأ الإدراك والوعي لما حولي وعليه اتخد خطوات لأحسن السلبيات التي حولي واكثف الإيجابيات من حولي بالتأكيد كهذه الجلسات توفر لي فهم أفضل لما حولي وبطريقة في غاية الإنسجام نبصر وندرك سبب وجودنا على هذه البقعة وتتسع الخيارات وتتعدد. نعرف فيها الخيار الأفضل بإحساس لايعرف الشك، وكما لو أن سر من أسرار الحياة كشف نفسه لنا.
يجب علينا أن نقويّ أنفسنا من الداخل، وألا ننتظر الناس لتمدّنا بالقوة. إذ أن الخدعة التي يقع بها الكثيرين اليوم وربما حتى أنا التي كتبت هذه الكلمات هي عندما ننشغل في البحث عن أهدافنا. عن القوة والكاريزما في الخارج المادي، ونقع في فخ المقارنات بين “فلان وعلّان”. وفخ السوشال ميديا الذي يجعلنا بعيدين كل البعد عن أنفسنا ويجعلنا بطريقة غير واعية نوجّه طاقتنا وتركيزنا على الآخرين. نعود في نهاية اليوم واضعين رؤوسنا على الوسائد نحاول تذكّر كيف مضى هذا اليوم؟. نستوعب كيف كنا نلهث هنا وهناك وكأننا في سباق نحاول اللحاق بالاخرين. غير مدركين الذي يطلب منا أخذ لحظة نلتقط فيها أنفاسنا وندرك أن كل ما نبحث عنه هو موجود هنا، فهوموجود في داخلنا. لماذا نحاول اللحاق بالآخرين ودائماً نقارن أنفسهم بنا؟، لماذا لا نرى الأشياء أو القوة التي بداخلنا؟، لماذا لا نرى الموهبة التي تكمن فينا و نعمل على تطويرها و تغذيتها؟.
لنتحدث أكثر عن تعزيز الشعور بالقوة، ومنها؛ لا تخفاف من الماضي يقول كروفورد: “إن إجراء تحليل عاطفي للتجارب المؤلمة الماضية ليس فكرة سيئة أبدًا ان أخطائنا تعلمنا كيفية اتخاذ خيارات وقرارات المختلفة. نبدأ في رؤية الأنماط ونقرر البناء على تلك التي تعمل والتخلي عن الحمل الثقيل للنتائج الأقل نجاحًا”. يجب عليك إعادة صياغة التجارب القديمة، فكر في كتابتها. يمكن أن تساعد الكتابة في تحسين صحتك العاطفية والجسدية لأنها طريقة للتخلص من المشاعر دون إصدار أحكام. ممارسة التأمل واليوغا إن معرفة نفسك والإنتباه إلى ردود أفعالك، والتدرب على إعطاء نفسك لحظات هادئة، والإنتباه إلى ردود أفعالك، وتلك الأمور مهمة في توليد الشعور بالقوة وإشعارك فيها.
اسمح لنفسك أن تكون عرضة للخطر يقول كروفورد: “إن الشخص الذي ينفتح على الآخرين يتعلم كيف تبدو الصداقة الحقيقية، والحب، والثقة ، والصدق”. “عندما تفتح قلبك، أنت تعيش من مكان يتسم بالثراء والوضوح مقابل الشك وانعدام الأمن. هذا يمنحك الحكمة للحكم على المواقف من مكان القوة العاطفية بدلاً من السذاجة. “لنتحدث أكثر عن طريقة الكلام مع النفس انتبه للطريقة التي تتحدث بها إلى نفسك. أن يساعد تحويل الحديث السلبي عن النفس إلى التفكير الإيجابي في تقليل خطر الإصابة بالإكتئاب وخفض مستويات التوتر وتحسين مهارات التأقلم. إذا كنت تميل إلى انتقاد نفسك، من المهم أن تجد طريقة أخرى للتحدث مع نفسك. يجب عليك دوما أخذ الكلمات الإيجابية والتحدث بها مع نفسك؛ اذ أنك هنا ترفع منسوب الإيجابية في حياتك العملية والأسرية مما ينعكس في ثقتك لنفسك، وشعورك بمشاعر القوة.
يقول غيرست “العقل والجسد لا ينفصلان”…”من خلال العناية الجيدة بجسمك، سوف يجني عقلك الفوائد”. يمكن أن يساعد اتباع نظام غذائي صحي في محاربة القلق والإكتئاب، ويمكن أن تساعد ممارسة الرياضة بانتظام في تقليل مستويات التوتر لديك وتحسين ثقتك بنفسك. لذا، تشعر بالقوة، ومنع الإكتئاب، وتخفيف القلق. لا تعني القوة العاطفية أنك مثالي، بل تعني فقط أن لديك المهارات اللازمة للتعامل مع أي شيء تمدك به الحياة في النهاية.
رنا ماجد ضمرة