يعتقد البعض أن الظهور بمظهر الخنوع المبالغ فيه أو الأدب والإستكانه والخجل قد يجلب إليهم القبول أو الحب أو التقدير. لكن هذا الإعتقاد غير صحيح. إذا كنت من هؤلاء الذين يسلكون مسلك الخانعين المساكين أمام رؤسائهم أو أمام الآخرين، فما عليك الآن إلا أن تتخيل أنك ذلك المسئول وأن امامك اثنين من مرءوسيك، الأول مهذب، هادئ، واثق من نفسه، يتحدث بهدوء واطمئنانويتحدث ايضا بثقة وبدون مبالغة عن قدراته وعن آرائه ومشاعره والثانى، مهذب، هادئ ولكن خجول، متلعثم، منطوويميل إلى الإستكانه أو المسكنة والإنكسار وإلى التقليل من قيمة نفسه. إلى أيهما تميل؟ فى أيهما تثق؟ أيهما تحترم؟ حاول أن تكون ذلك الشخص الأول لأنك إذا لعبت دور الشخص الثانى ونجحت فى اكتساب بعض العطف والقبول فإنك ستفشل فى اجتذاب الثقة والإحترام والتقدير. على الفرد أن يدرب نفسه على تنمية قدرته على التعبير عن مشاعر الحب، أو الإعجاب، أو التقدير، وأيضا عن مشاعر الرفض أو الغضب أو الكراهية، تعبيرا لفظيا واضحا ومباشرا. استخدام عبارات تؤكد وجوده مثل “انا احب”، أو “انا اكره”، أو “انا اؤيد”، أو “انا ارى” مع عدم الخوف من النقد الإجتماعى. أيضا عدم المبالغة فى تأكيد الوجود مع توخي الصدق فى التعبير عن النفس، لا تكون المعارضة بغرض جذب الإنتباه. يؤدى اتباع هذا الاسلوب إلى الثقة بالنفس واحترام الذات.
لا يستطيع الشخص التنازل عن الحاجة إلى الثقة بالنفس في أي أمر من أمور حياته، وذلك لأن الثقة بالنفس تعزز من القدرات والإمكانيات الخاصة بالفرد. إن الثقة وإيمان الفرد بقدراته وإمكاناته وأهدافه وقراراته، هي تعتبر العمود الفقري لشخصية الفرد، وبدونها يفقد المرء احترامه لنفسه ويتم انتقاده بواسطة الكثيرين واستغلاله من قبل الكثير من الأشخاص، وبعدها تصبح حياته بلا فائدة. الثقة بالنفس والإعتزاز بالنفس وتأكيد الذات وحب الذات هي من أهمّ السمات الشخصية الإنفعالية البنَّاءة التي يتحلّى بها الفرد. يوجد فارق بسيط غير واضح بين هذه المفاهيم الأربعة التي نسمع كثيرا عنها، وهذا ما يدفع معظم الناس في كثير من الأحيان إلى الخلط بينها. تُعتبر حجر الأساس في الكينونة الذاتية السليمة له وممّا لا شكّ فيه أنّ كل نجاح يحققه الإنسان يكون سببه الأوّل والأساسي بعد التوكّل على الله عزّوجل هو ثقة الإنسان بنفسه وتعزيزها، وقُدرته على تجاوز المشكلات والتحدّيات بقوة وثبات. التوافق النفسي السوي، وسلامة الإتجاهات نحو الذات، والقُدرة الإيجابية على تَوليد المَشاعر السويّة في جميع الإستجابات الناجحة أو الفاشلة. علينا أن نكون واعيين أن لا تتحول الثقه بالنفس إلى غرور، بمجرد أن يتسرب الغرور إلى نفس الشخص يبدأ في إحداث أخطاء أكثر من المعدل الطبيعي ويبدأ في فقدان ما اكتسبه من مكانة لدى الناس ومن هنا جاء هذا المقال يوضح لنا مفهوم كل من: الثقه بالنفس، الإعتزاز بالذات، تأكيد الذات، طرق تعزيز الثقه بالنفس، والفرق بين الغرور والثقه بالنفس.
انعدام الثقة بالنفس يعد من أسوأ المعيقات التي تعرفها جل المجتمعات، طبقا للتقديرات فإن 80٪ من الأشخاص من جميع الطبقات الإجتماعية ومن جميع الأجيال، قد عانوا من انعدام الثقة. تأتي الثقة بالنفس أساسا عن طريق معرفة الذات وتترجمها بالقدرة على التعامل مع موقف معين أو تجاه الآخرين وهي ليست فطرية بالضرورة، أي يمكننا بنائها وتقويتها. كما أنه من المستحيل أن تشعر بالثقة دائما وباستمرار حيق قد يحدث ما هو غير متوقع ، من النادر أن تكون مستعدًا لمواجهة كل شيء في كل وقت ولتوضيح الفكره اكثر سنقوم بذكر عده تعاريف تفيدنا لاكتمال المعنى المقصود:
- الإعتزاز بالنفس: هو الإعتداد بها ويتولد نتيجة التقييم والتقدير الذي نكنه لأنفسنا، مظهرنا الخارجي، مهاراتنا، أفعالنا، إنجازاتنا، إخفاقاتنا، نجاحاتنا ويتجلى في مدى احساسنا بهويتنا ومعرفتنا لقدراتنا وأسلوب تعاملنا مع ذواتنا والطريقة التي نسمح للآخرين التعامل بها معنا.
حب الذات: هي القدرة على أن تحترم نفسك وتقدرها وتتقبل نقط ضعفك و قوتك، هي أن تحب نفسك حبا بدون شروط أو قيود. - الثقة بالنفس: هي حالة داخلية، وشعور إنساني، واعتقاد إيجابي في إمكانياتنا، و في استعداداتنا وفي قدراتنا وفي مؤهلاتنا وفي غنانا الداخلي ونستند عليها لتجاوز التحديات ومواجهة العقبات قصد تحقيق الهدف الذي نتطلّع إليه.
- تأكيد الذات: هو القدرة على أن تأخذ مكانك بين الآخرين في إطار العلاقات الخاصة والعلاقات الاجتماعية عموما بكل احترام. هذا هو ما يسمى ما يسمى بالتوكيدية Assertivité أو Assertiveness وهي تقنية أساسية للسلوك الناجح وللحوار البناء.
إن الذي يثق بنفسه يجذب انتباه الآخرين، النجاح له مفعول السحر، ويأتي إليه بشكل طبيعي وبسهولة. هناك بعض الأساليب لكي تصبح مفكراً إيجابياً واثقاً، منها: خالط الأشخاص الإيجابيين، أعد قائمة بالإيجابيات والسلبيات، تعلم من التجربة، خصص وقتاً للتفكي، اجبر نفسك على التركيز في الإيجابيات، تعلم أن تتعاطف مع الآخرين، افتح أنت الحوار، كن كريماً في المجاملة، تعلم أشياء جديدة، وفكر قبل أن تتحدث.
الثقه بالنفس ليست الغرور الذي ينجم عن تضخم الذات أو الشعور بالعظمة والذي يتمظهر أيضا في التكبر والإفتخار والإحساس بالزهو مما يجعل الإنسان يتعالى ويترفع عن أقرانه ويتوهم الكمال والإكتفاء. الغرور هو نتيجة المبالغة في الكبرياء أو المبالغة في الثقة في النفس وليس أمرا منفصلا بحد ذاته ولكن تطورا لهذا النمو الغير منضم لهاتين الصفتين الحميدتين. كي أوضح الفرق الذي اعنيه بين الغرور والثقة بالنفس كونهما الأقرب لبعضهما البعض والأكثر اختلاطا على البعض لو أن احد الشبان كان يسير ووجد أمامه منحدرا صخريا وأمعن النظر به ووجد أنه يستطيع تجاوزه كونه شخص رياضي ومعتاد على القفز لمسافات بعيدة نوعا ما وقياسا على قدراته وجد أنه واثق من كونه مؤهل لتخطي هذا العائق بعد توفيق الله وقفز ونجح في ذلك، حينها نقول بأن هذا الشخص كان واثقا من قدراته. بعد ذلك أتى شخص آخر عند نفس المنحدر ولكن هذا الشخص لم يمارس الرياضة منذ سنين عدة ورأى صديقنا السابق قد تمكن من القفز فأخذته العزة بالنفس وكابر وقال بما أن فلان فعلها فانا أفضل منه وأنا أذكى وأقوى وأجمل وجميع الصفات لدي مركزة عنه وسأتمكن من القفز وقفز فعلا وتمكن من القفز بنجاح، لكن لم يتمكن من الوصول للطرف الآخر بل اكتفى بقعر المنحدر محطا أخيرا له، حينها نقول أنه أصيب بالغرور وتوقع بأنه قادر على مجارات ذاك الشخص وهذه هي النهاية الحتمية لمن يصاب بالغرور.
من وجهه نظري حول الموضوع أجد أن الثقة بالنفس من أهم السلوكيات التي يجب ان ننميها لدينا بكافه الجوانب سواءا في الحياه العلميه من خلال القدره على التعلم واكتساب معلومات وزيادة الثقافة بصوره اوسع وبكافه العلوم إن أمكن. أيضا في الحياه الإجتماعيه والعمليه من حيث القدره على التعامل مع الاشخاص الجدد أو حتى الإنخراط في بيئه عمل جديده، أو تعلم مهاره جديده، والقدره على التغيير، والأخذ بزمام أمور حياتنا.
سراء القضاة