البعض يتسائل هل لعقلية السحلية أو مخ السحلية له علاقة في حياتنا اليومية بشكل مباشر؟ هل من الممكن أن تؤثر علينا وفي حياتنا؟. في هذا المقال سنتناول كيف من الممكن أن تؤثر علينا عقلية السحلية في حياتنا. قد نشهد تروجيا لأعمال العنف استقطاب للأشخاص ما وتقوم أيضا على تحطيم الصمود الفردي والمجتمعي لديهم عن طريق الاستهداف المباشر لـ “مخ السحلية” لدى الأفراد، وهذا ما يسهل عليهم طريقة التحكم في الأشخاص والإنضمام إليهم مما يسهل عليهم استقطاب عدد أكبر من الأفراد.
عقلية السحلية في حياتنا اليومية
عقلية السحلية والعبودية السيكولوجية، كل لحظة أخذت فيها قرار جريء هي فعليا لحظات قررت فيها أن تتخلص من عقل السحلية. هناك العديد من الناس يرفضون البدء بالتغيير أو حتى البدء بمشاريعهم الخاصة ويفضلون أن ينهكوا أنفسهم في الروتين خوفا من التغيير بسبب “مخ السحلية” وهو ما يسمى أيضا في علم النفس والإجتماع “الخروج من منطقة الأمان”. كلما وجد هذا المخ أنك تتصرف بشكل يخيفه ويوتره يجعلك تتكاسل وتماطل عما تقوم به وهناك العديد من الأمثلة الموجودة في حياتنا اليومية. مثلا، عندما تقوم بالبدأ برياضة جديدة أو البدء بتعلم لغة جديدة، فورا مخ السحلية يعطي إشارة بالتكاسلك, أيضا، هذا الجزء من المخ هو المسؤول عن خوفك من الفشل والخوف الاجتماعي بأن تقول أريد أن أغسل السيارة يوميا في حال لم أفعل ذلك سيفكر الجيران والناس بأنك عديم الإهتمام. أو أني لا أقول شىء في الإجتماع لأن الآخرين سيفكرون أني أحاول أن ألفت الإنتباه أو أن اسجل نقاط لصالحي، أو أنك لا تستطيع لبس لباس معين لأنهم سوف يضحكون علي.
“مخ السحلية” جعلنا عبيدا للاّخرين وأمور غير موجودة أصلا وذلك يفسر لنا لماذا يوجد لدينا تقاليد في العالم. هذا يساعد على تفسير لماذا الرجال يمشطون شعرهم كباقي الرجال الاخرين وكذلك النساء، أو لماذا البائعين يبعون بنفس الطريقة لذلك فإنهم عاديون في دخلهم النقدي وذلك بسبب “مخ السحلية” التقليدي الخالي من أي إبداع أو إبتكار والذى يعزز الخوف من الفشل أو الهروب أيضا. أيضا، تفسر لنا لماذا الناس تعيش حياة مملة وغير سعيدة وغير راضية بسبب هذا المخ البدائي، فهي فعليا تقتل الإبداع وتتلف قدرتك على الوصول للمتعة التى تحبها. هي تتلف قدرتك على الوصول للمتعة التى تحبها، بأن مثلا تذهب للمكان الذى تريد أو تحبه، أن تعمل الاشياء التى تريد أن تعملها، فمعظم الناس هم فعليا عبيد لمخ السحلية.
من الأشياء المهمة التى من الممكن أن تساعدك على فهم الحياة بشكل أفضل، هو أن نفهم أكثر اّلية عمل “مخ السحلية” للخروج من المنطقة الاّمانه والتخلص من المقاومة بـداخل أدمغتنا. التوجه نحو الإبداع والإبتكار وتغيير نمط حياتنا بشكل أفضل. “مخ السحلية” والموجود لدينا هي التي تمنعنا عن التقدم وعن عمل كل ما هو جديد. هذا الجزء من المخ دائما يقول لك تمهل! انتظر! إذهب للخطة ب لأنها تنجيك من الوقوع في الفشل، لا تفعل هذه الخطة لانها سوف تعرضك للخطر والفشل أو أنك سوف تتعرض للطرد من عملك بسببها أو أنك ستخسر نقودك بسببها وتدمر حياتك فهي التى تمنعك من التقدم. هذا الجزء أيضا هو الذى يمنعك من من الحديث أمام الناس في اجتماع كما قلنا سابقا حيث يخبرك مخ السحلية عليك الجلوس وعدم التفكير ولا تحاول أن تجاوب أو أن تسأل. “مخ السحلية” أيضا يمنعك من نشر مقال ما أو خاطرة ما لانه يخبرك بأن الآخرين سوف يضحكون عليك ويقول لك أيضا أنك سوف تقع في مشاكل لا حصر لها وأن جميع الناس سوف تنتقدك.
لكن، هذا لا يعني أنه لا يمكن أن نسيطر على هذا الجزء من عقولنا؛ إن أول طريقة لكي نسيطر على هذا الجزء ونتغلب على “عقلية السحلية” يجب علينا معرفة التكتيكات والخدع التي يستعملها هذا الجزء من المخ لـتخريب حياتك. هناك أمور تكون واضحة بأن هذا الجزء من المخ هو المسؤول عنها مثل: التأجيل، المبالغة في النقد، التوتر، التدقيق في التفاصيل، الأعذار. لكن كيف من الممكن أن نقاوم “عقلية السحلية”؟ ذلك عن طريق خلق أفكار وإبتكارات بدون وجود خطة حيث تقوم بشحن أفكارك وتطويرها بدون تأخير أو تأجيل وأن تعلم نفسك بأن الفشل هو فقط فرصة لكي تتعلم وأن نبتعد عن الأعذار. دائما حاول أن ترسل أفكارك بنفس الوقت وتبدأ بتطبيقها مباشرة دون تأجيل أو إعذار لكي لا تقوم بتفعيل “عقلية السحلية” لديك. تعتبر هذه الطريقة التى من الممكن أن تبطل ما هو عالق وتجعل أفكارك ترى النور ويتعرف عليها غيرك وتبدأ الفرص تزداد بشكل تلقائي وأن مشاريعك تكبر. لا يشترط بأن نكون مبدعين لخلق أفكار إبداعية وابتكارات، جميعنا مبدعين وقادرين على الإبداع، كل ما هو مطلوب أن نهدىء “مخ وعقلية السحلية” لدينا ونحاول أن نوقف المقاومة الحاصلة داخل عقلنا ونحاول أن نعمل بدون تأجيل.
اليوم الانسان يتقدم وتزداد معارفة وقوته وسرعة حركته وعمله في هذا الكون والعالم لذلك من الضروري البحث عن اّليات جديدة وخرائط جديدة من الممكن أن تقودنا لـطرق أسهل نستطيع من خلالها توسيع خطواتنا. وأن لا ننتقل من عبث إلى عبث آخر والذى يؤذي إلى امتصاص طاقتنا الإبداعية والإبتكارية من خلال التشوية المستمر لأفكارنا، ولا ننتظر من أي شخص حتى يقيمنا ويخبرنا بما نحن مبدعين فيه. أنت وحدك تعرف بماذا أنت مبدع فيه لأنك الوحيد الذى تملكه. بالتالي لا نستطيع معرفة إبداعك إلا أذا بقي عندك، يوجد هناك مقولة جميلة تقول “لا يمكن حرث الأرض وتقليبها داخل دماغك” حاول أن تبعث أفكارك. من بعض الحلول للتخلص من عقلية السحلية، لأن دماغ السحلية يعتبر سببا لتباطؤ الإنسان:
- الطريقة الأولى: وهي أن تعرف جميع التكتيكات والخدع التى يستعملها هذا الجزء من الدماغ وهي (التأجيل، المبالغة في النقد، التوتر، التدقيق في التفاصيل، الأعذار)
- الطريقة الثانية: عدم وضع خطط بديلة، خلق الأفكار بدون خطة بديلة أو خطة ب.
- الطريقة الثالثه: العمل على هذه الأفكار دون تأجيل أو مماطلة.
- الطريقة الرابعة: لا تركز على الأمور التى لا تستطيع السيطرة عليها، ولكن ركز على ما تستطيع السيطرة عليه. انطلق بأفكارك ونفذها، ولا تنتظر التقييم من الآخرين.
في النهاية، السعادة التى سوف تحصل عليها مقابل تطبيق هذه الطرق ستجعلك شخص أفضل. لعنا أدركنا الآن ما الذي قد يفعله ذلك الجزء الصغير “مخ السحلية” الموجود في أدمغتنا والذي يعيق تقدمنا وأصبح الآن بإمكاننا التغلب علية لنطلق إبتكارات وإبداعات دون تردد أو تأجيل.
أحمد أبو حميد