من الأشياء المميزة عند البشريه فضولها وقدرتها على إشباع أنفسنا بالمعرفة والمعلومات، نسأل نتفاعل نتواصل نفترض نلجأ الى العلم الى الدين لكي نصل الى وجهة نظر عميقة عن هذا الكون ومكاننا فيه، لكن هذا لا يعني أننا سنلقى جميع الاجوبة على جميع الأسئلة أو حلول لجميع مشاكل البشرية. توقنا وشغفنا للمعرفة والحياة والحرية والجري وراء تحقيق السعادة يرافقه دائما سؤال أعمق لماذا نبحث عن كل هذا أو ما الغاية من كل هذا ما هو الهدف!؟ دائما نسأل أنفسنا لماذا نحن هنا ما الهدف من الوجود، هل وجودنا يخدم العالم ما هو معنى الحياة كل الحياة، حياتي وحياتك، هل سنجد معنى بالإنجازات التى نقوم بها بشكل يومي أو بالثروة التى نمتلكها أو السلطة أو في المهنة أو في مظاهرنا الخارجية أو أشكالنا في كثير من الحالات.
التفكير في الهدف أو الغاية أو الهدف في حياتك، هو السبب الرئيسي في ألمك ومعاناتك في الحياة وألمك هو نفسه أصبح شغف وتعلق ولكن اذا لم تجد الأجوبة تحول الى خوف وحيرة وضياع وقد يخرج عن نطاق سيطرتك، لأننا نسعى لفهم العالم كله عن طريق قياس نوعية ما ندركه وما نفكر به من خلال حواسنا ونتعثر بمجموعة من الاحتمالات المعقدة غالبا تكتشف انها متناقضة ومحيرة وهذا يؤذي الى إستنزاف العقل في محاولة منا للعثور على إجابة وهي مثل (الحكة). هذه الحكة في الدماغ ولكن يديك لا تستطيع الوصول أو الدخول الى دماغك لتتخلص منها لتنهي الحكة!. أعتقد أن البحث عن هدف الحياة ومعنى الحياة بمفهومها السامي لا يحتاج الى إجابة ما يهم هو فقط مستوى الوعي لدينا وهو هدف عظيم أن تكون حر من القياس ومن جميع المقارنات والأهم أن تكون حر بمن تكون أو أن تكون.
المشكلة أننا مقيدون بماذا نفكر وماذا نعتقد وماذا نصيغ، بالنتيجة نجد أنفسنا محبوسين بطريقة مؤلمة وموجعة أكثر من أنك تكون خلف قضبان حقيقية ونصبح ضحايا أفكارنا فقط، بالتالي يجب أن نعرف أن هناك قوة بالخارج تصنع السعادة وقوة اخرى تصنع البؤس لكن حتى الآن لا نعرف من منهما سيتغلب على الأخر، علينا فقط أن نعمل بحكمة لنميز بينهما وأهم شيء يجب أن يعمله الإنسان اليوم هو أن يراقب عقلة بصدق بعيدا عن العاطفة، ونراقب ميولنا و توجهاتنا، تنقية الذهن كامل نبتعد عن تشكيل نماذج خيالية عن الحياة والحقيقية، الأحمق هو من يرفض أن يرى ويقبل من يفكر، لكن الشخص الحكيم يرفض أن يفكر ويقبل ما يرى، المشكلة في كل هذا أننا نؤمن بجدية وإصرار بأن هناك شىء خارجي يجب الحصول عليه من أجل تشكيل صورة كاملة عن أنفسنا، نفكر أن من سيوقف الألم في قلوبنا هو في مكان ما في الخارج نراه كفريسة يجب أن نصطادها لنشبع احتياجاتنا الجسدية والعقلية والاخلاقية، تماما مثل عندما نخرج خارج المنزل الى السوق لشراء الملابس أو لنحضر أشياء نقتنيها أو حتى لنتسلى فيها.
نعتقد بأنه يجب أن نسعى للبحث عن هدف الحياة أو معنى الحياة أو الشفاء الروحي بأنه في مكان ما في الخارج ونرهق أنفسنا من أجل ذلك، ثم ينتج الشعور بالذنب من الحياة الغير مستخدمة والغير مستخدمه. هناك أشياء كثيرة في داخلنا نجهلها ومن الضروري تحويل بحثنا بالخارج إلى البحث في الداخل، إكتشاف نفسك يعطيك الفرصة أنك تتعرف على صورتك و نسختك الكاملة وعلى ما يجب أن تكون عليه، إذا وضعنا ما نريد على جنب واختبرنا ما نحتاج بحق سنكتشف أنه ما نريده وما نحتاجه يمكن الحصول عليه، وأنه لا يوجد شىء بالخارج العالم كله هنا دائما موجود في قلبك وعقلك داخلك وليس بالخارج، والحقيقية دائما معنا ما نريدة دائما كان بين أيدينا، إذا البحث والسؤال عن هدف الحياة وأنت مرتبك وخائف وغير حر فمن المؤكد بأن الإجابة ستكون مربكه ومشوشة وغير واضحة، في حال أنك إستطعت أن تمحي هذه الارتباكات وهذا الخوف في داخلك بعدها سوف تجد الأجوبة على هدف الحياة بطريقة مقنعة ومرضية، ويمكن من خلال هذا السلام الداخلي سوف تصبح غير مضطر للبحث عن كل شىء، كل ما عليك فعله أن تجعل حياتك خالية من كل الأسباب التي تؤدي بك إلى الخوف والحيرة والارتباك.
عندما بدأت الحياة لم يأتي معها دليل إستخدام، كلنا كنا نمشى ونعيش في الحياة بدون دليل، وأصبحنا نحاول أن نكتب كتاب التعليمات، وكل ما توفرت المبادىء كل ما توفرت ظروف أفضل تساعدنا في البحث عن هذا العالم المادي بأمور أفضل وأفضل لإظهار التى نحلم فيها، ربما الكثير منا لم يحصل على ما يبحث عنه بسهولة، وهناك أشياء كثيرة وما زالت صعبة وربما تكون مستحيل تحقيقها، لعبة الحياة تحتاج الحكمة وإلى القوة التى تشحنك معظم الوقت لكي تستطيع المشي وتكملة مشروع الحياة الذي تحلم فيه، ربما العادات التي نقوم بها هي بالعادة تؤثر على مصيرنا، فالشخص الذي لديه عادات وأطباع تساعه على التركيز والقوة على التحمل هو في النهاية يكسب، ولكن هناك من لم يمتلك هذه العادات الجديدة والمعرفة أو الطريق المناسب للكشف عنها، إذا تخوض هذا الصراع تأكد بأنك لن تقوم بتغير العالم إلا حين تغير قصتك عن نفسك وعن الحياة. أن تقوم بإبتكار قصة جدية عنك ليكون المخرج السريع للصراع. في حال أن قصتك تغيرت سوف يتغير إدراكك وفهمك ومفهومك عن الحياة، وعندما تغير مفهومك يتغير عالمك والطريقة التى ترى فيه عالمك، إخلق قصة جديدة عن عالمك واّمن به وانظر الى القصة كيف من الممكن أن تستفيد منها أو كيف من الممكن أن ترجعك للخلف وتعيقك، طور قصتك حسب أنت كيف تريد أن تكون أو أن تعيش وعيش التجارب التى تحب أن تخوضها تعرف على جميع الشخصيات التى بداخلك والقدرات التي لديك والتي تشعر بأنها سوف تخرج معك من هذه القصة، والأجمل من كل هذا أنك تستطيع وأنك قادر على تغير والتعديل كل يوم على هذه القصة بإستمرار من أجل أن تتطور، هذه هي الطريقة الفعالة والمؤثرة التى تسمح لك أن تغير من نفسك من الداخل الى الخارج وتكتشف هدف الحياة بالنسبة لك.
أحمد أبو حميد