في البداية يجب أن نُعرف العبودية على أنها إطار قانوني يتيح لشخص المسطير(السيد) أن يقتني شخصا اخر (العبد). و يعود تاريخ العبودية الى عصور قديمة جدا، لكن المعاهدات الدولية الحديثة والمعاصرة تعتبرها جريمة ضد الانسانية، وبالرغم من كل تلك المعاهدات والاتفاقيات لا زالت فكرة العبودية ومحاولة استغلال البشر حتى الآن، إلا أن هناك ما يسمى بالعبودية النفسية التى قد نراها في العديد من الأسر حيث تسود العلاقات المؤذية بين أفرادها وأيضا في المجتمع بأن يكون هناك أشخاص ديكتاتورين يستعبدون الآخرين. حيث يعتبر أن العبودية السيكولوجية هي أحد أنواع العبودية حيث الاغلبية العظمى من الناس يدينون بأرواحهم الى شخص اّخر. هي نوع من العبودية إذ نجد الناس يكرهون ما يقومون به، ويعيشون في مكان لا يحبون العيش فيه، يذهبون الى أماكن لا يريدون الذهاب إليها، يعملون أشياء لا يردون عملها أو ضد أرائهم، وفي طريقة ما يستسلمون الى إرادة شخص ما. إلا أن الناس الاحرار سيكولوجيا هم الذين يتمتعون بالحياة الجميلة، الناس الذين يذهبون حيث يريدون الذهاب.
عبودية ماذا يفكر الناس الآخرون!
ماذا يفكر الناس الآخرون؟ وهي أحد أنواع العبودية السيكولوجية كأن تقول اريد أن أغسل السيارة يوميا لاني في حال لم أفعل ذلك سيفكر الجيران والناس اني عديم الاهتمام، أو أني يجب أن لا أقول شىء في الاجتماع لأن الآخرين سيفكرون أني أحاول فقط ان اسجل نقاط لصالحي أو أنك لا تستطيع لبس لباس معين لانهم سوف يضحكون علي. العبودية للناس الآخرين تفسر لنا بأنه لماذا يوجد تقليد في العالم هي فقط تساعد على أن تفسر لنا لماذا الرجال يمشطون شعرهم كباقي الرجال الآخرين والنساء كذلك يمشطون شعورهم كباقي النساء، أو لماذا معظم البائعين يبيعون بطريقة متشابه لذلك فإنهم عاديون في دخلهم النقدي. انها تفسر أيضا لماذا الناس يعيشون حياة مملة أو غير سعيدة أو غير راضية.
العبودية السيكولوجية للناس الاخرين تقتل الابداع والشخصيات، تتلف قدرتك على الوصول للمتعة التى تحبها، بأن تذهب الى حيث ما تريد، أن تعمل الاشياء التى تريد أن تعملها. ليس فقط أكثر الناس عبيدا لما يفكرة الاخرون بهم، بل انهم يرتكبون الخطأ الغبي بالسماع الى نصيحة الناس الآخرين الغير مؤهلين والذين لا يملكون الخبرات الكافية. النصيحة في كل مكان ومعضمها بدون ثمن أو مقابل، من جارك، او أقاربك، أو أصدقائك كل شخص تعرفه يتطوق لنصحك، ربما لديك العديد أو حتى درزينة من المرشدين المتطوعين الذين ينصحون دون مقابل او دون حتى أن تطلب، ينصحوك عن كل شىء عن عملك عن سفرك وحتى عن كيفية الاعتناء بصحتك الى كيفية تشغيل رأسمال وكيفية استثمار أموالك أيضا.
الناس الغير ناضجين سيكولوجيا هم الذين يتبعون نصيحة هؤلاء الاشخاص المٌعينين أنفسهم بأنهم مرشدين، الذين يعرفون قليلا عن ما يتحدثون فيه، بدل بأن يثقوا بحكمتهم وخبراتهم الذاتية أو يطلبوا نصيحة من شخص مدرب له أهلية في ذلك أو مختص ولدية خبرة، فهم يختارون ويتسمعون ويتبعون إقتراحات أشخاص من الدرجة الثانية والثالثة. عند اختيارك ناصحا أو حتى مرشدا يجب أن تذهب لشخص من الدرجة الأولى من لدية الخبرة، مثلا عند زيارتك مستشارين بأجر من الدرجة الأولى كـ المحامين والمحاسبين، استخدم حكمتك الذاتية لاتخاذ القرار، دائما ابحث عن آراء واقتراحات الناس الكبار الذين يعرفون عن التجربه. كل واحد يردد بأن نكون عادين لكن الاشخاص العاديين لا يذهبون إلى اي مكان لا يفعلون أي شيء يجب أن تكون قائد، القائد هو شخص مختلف عن الجموع، لا يمكن لك ان تكون عادي وقائد بنفس الوقت، ما يجب عمله هو أن نحاول نميز أنفسنا عن الاخرين، بدل من أن نجعل أنفسنا بالضبظ مثل الناس الاخرين.
عبودية أنا متأكد من الفشل!
هي عبودية سيكولوجية عامة وهي أحد أنواع العبودية السيكولوجية، الناس الذين استسلموا الى هذا النوع من العبودية دائما يعتقدون ليس لديهم فرصه بل أنهم سيفشلون، بأن يقولوا لأنفسهم ” لن أستطيع أن أجد عملا” أو ” لا أستطيع أن أكسب المزيد من النقود” العالم كله ضدي وهكذا، جميع العبيد السكولوجين المغلوب على أمرهم في هذه الفصيلة لديهم هذه العبودية العامة، لديهم نقطة غير محببة عن أنفسهم لقد حاول مرة دكتور في الاختصاص الاجتماعي منذ عدة سنوات من معرفة لماذا حياة ولدين من نفس البيئة الحقيرة غالبا تنتهى مختلفة جدا بأن يصبح أحدهم جراحا او رجل اعمال كبير أما الآخر قد يصبح مجرما.
حيث قام الدكتور باختيار مجموعتين من طلاب الصف السادس من مدرستين ابتدائيتين وعرف انهم من بيئة يوجد فيها الكثير من المشاكل، المجموعة الاولى عٌدت مثيرة للمشاكل، أما من قبل الاساتذه والاهالي ولاصدقاء، والمجموعة الثانية اختيرت على انها طيبون. بعد عدة سنوات تقريبا كانت النتيجة كما توقع الدكتور، بأن الاولاد الطيبون ابتعدوا عن المشاكل، والأولاد الذين توقع الدكتور احتمال بأن يصبحوا سيئين وقعوا في مشاكل ودخلوا محاكم الأحداث. حيث يعتبر اهمية هذا البحث بأن الأولاد الذين عدوا أشرار وتوقع وقوعهم في مشاكل قد وقعوا في مشاكل، لكن الولد المثالي في هذه المجموعة اعتقد انه سيقع في مشكلة مع القانون، وقد شعر أن أصدقاءه سوف يقعون في مشاكل كان دائما يشك انه سيٌنهى المدرسة واعتقد ان عائلة ليست جيدة وهكذا، أما المجموعة الثانية ذات تصنيف ” الطيبون” كان لديهم نظرة معاكسة، الولد في هذه المجموعة اعتقد انه سيبقى في المدرسة وبعيدا عن المشاكل وانه سوف ينجح في المدرسة وان عائلته طيبة وجيدة وهكذا، استنتج الدكتور بأن الأولاد الذين من بيئة قذرة ولديهم نظرة نفسية سيئة كانوا عرضة أكثر للمشاكل، وتبين من هذا البحث على أن ” التفكير يؤدي الى مثلة” ويمكن تطبيق هذا الاكتشاف على اشياء اخرى، كالفتاة التي ترى نفسها جميلة سوف تزداد جمالا. لذلك العبيد السيكولوجيين لديهم القدرة على شفاء أنفسهم، لكن بحاجة إلى تغيير التفكير والاتجاه الذهني.
لكن كيف من الممكن أن نتحرر سيكولوجي؟ الأحرار اليوم هم اولئك الذين اختارو ان يكونوا احرارا للانضمام الى هؤلاء فقط لكي تتحرر سيكولوجيا قم بذلك:
- احترم قدرتك، وذكائك، رأيك، ونمي تصورا ذاتيا محبوبا عن نفسك.
- توقف عن إيداع أفكار سيئة في ذاكرتك.
- ضع نصب عينيك أنك لن تخطئ إذا فعلت الشيء الصحيح.
- تغلب على عبودية الآخرين.
لكن هل من الممكن تقليل تطرف الافراد اذا غيرنا من سيكولوجياتهم؟!. نعم بالتأكيد فالشخص المتطرف هو شخص عادي، لكن توجد بعض الظروف التى جعلته ينصب في حالة العنف الخطير، ويمكن للمؤسسات تغير سيكولوجيا الافراد مثل الاسرة بأن تتصدى لجميع انواع العنف فالأسرة هي التى تربى وتعلم، وقد رأى باحثون اهم شىء ان يتعلمه الاولاد هو كيفية العيش بأمان؟ والمدرسة لها دور اساسي بعد الاسرة في تكوين شخصية الأفراد وتحديد هويته، تعليم الطلاب التمييز بين الأمور المقبول والغير مقبولة، أيضا مؤسسات المجتمع المدني لها دور كبير في تثقيف الشباب وتغير سيكولوجياتهم نحو الطريق الصحيح.
أحمد أبو حميد