ما هو الحوار

ما هو الحوار

الحوارهو تَعاون بين الأطراف المُتحاورة بِهدف مَعرفة الحقيقة والوصول لها، وفيه يكشِف كلّ طرف عن كلّ ما خَفِيَ على الطّرف الآخر. يَقول الحافظ الذهبي: (إنّما وضعت المناظرة لكشف الحقِّ، وإفادةِ العالِم الأذكى العلمَ لمن دونه، وتنبيهِ الأغفلَ الأضعفَ). الحوار هو العملية التي يتفاعل من خلالها طرفا عملية الحوار (المرسل ) و(المستقبل) و(المحاوٍر)، و(المحاوَر). الحوار يحتاجه كل انسان وهو جزء أساسي في حياتنا وله قواعد لكي ينجح وانماط و وظائف للمتحاورين. من قواعد الحوار الناجح، الإخلاص في النية، وأن يكون الحوار من أجل الوصول للحق والحقيقة، الصبر على الرأي الاخر، تجنب الجدل وسوء الظن، عدم المجادلة بموضوع لا يعرف عنه، التفهم وعدم التعصب، واستخدام ادلة وأن يكون الهدف منها أن يسمع ويتفاهم ويصل للحقيقية وليس الهدف الإنتصار، التواضع واحترام الرأي،و الإتزان الإنفعالي.

“من المستحيل هزيمة رجل جاهل في نقاش” وليام ماكدو

ومن أنماط المتحاورين؛ المحاور الودود، المحاور الخجول، المحاور المندفع، المحاور العدائي، المحاور الثرثار، المحاور المعارض او المتصلب، والمحاور المتشكك. كما أن وظيفة الحوار تكمن في استخدام الحوار السائد في الخيال، ولكن هذه التقنية يمكن أيضا أن تكون موجودة في الشعر، وغير الخيالية، والأفلام ، والدراما. للحوار عدة أغراض، مثل النهوض بمؤامرة السرد، والكشف عن الشخصيات التي لا يمكن فهمها على خلاف ذلك. علاوة على ذلك، فإنه يقدم عرضا للخلفية أو الأحداث الماضية، ويخلق لهجة السرد. يمكن أيضا أن ينظر إلى استخدامه في الأعمال الأدبية الحديثة، حيث أن الألوان شخصيات الشخصيات، ويخلق الصراع، ويسلط الضوء على العامية، ويتحرك قصة إلى الأمام. وعلاوة على ذلك، الحوار يجعل قطعة أدبية مثيرة للاهتمام وعلى قيد الحياة، ويعطي تجربة ممتعة للقراء. هناك العديد من الوظائف التى يمكن استنتاجها من أي حوار صوتي ولكن بالطبع هناك وظائف رئيسة لابد لأي حوار أن يُوَفِّرها بِحَق وإلا اعْتُبِرَ فاشلا لم يُحَقِّق الهدف منه، وتلك الوظائف هي:

  1. تطوُّر القصة: تطوير القصة بمعنى أن الحوار هو الوسيلة شبه الوحيدة التي بإمكان المشاهد أو المستمع أن يتعرف من خلالها على تطور الأحداث وماذا حدث وماذا سيحدث، وذلك من خلال نقاشات فريق العمل، بينما الصورة وحدها لا تكفي بالتعرف على كافة المعاني والتفاصيل.
  2. التعريف بالشخصية: الحوار مفيد جدا للتعرف على تلك التفاصيل الكامنة بالشخصية، حيث أن الكلمة الصوتية قد تعطيه أكثر من معنى وِفْقَ الأسلوب واللهجة المستخدمة، كما أنها توضح كَم المشاعر ونوعها ومدى فرط تلك المشاعر أو فتورها.
  3. إثارة المشاعر المختلفة: إثارة المشاعر لا يشير فقط لمشاعر الحب بل يُقْصَد بها كل أنواع المشاعر من حب وكره وحزن وسعادة وألم وفرحة وطموح وتفاؤل، تحتاج لصوت بشري مناسب يُعَبِّر عنها ويكون قادرًا على غرس تأثير تلك الكلمات في نفوس الجمهور من خلال طريقة نطقه للكلمات وإيحاءاته الصوتية المختلفة والتي يصعب على الصورة وحدها توصيلها.
  4. التتابع: يشير التتابع هنا إلى استمرارية الأحداث من خلال الحوار المزدوج بين شخصيات العمل، إذا كان الحوار فرديًا -أي شخصًا بمفرده يسرد حكاية أو موقف ما- غالبا ما يكون مُمِلًا وغير مشوقٍ ولا واقعيٍ كأن يتم عرض المشهد التمثيلي بين اثنين أو أكثر أمام الكاميرا وحينها سيكون أكثر وقعًا في نفوس الجمهور، وسيساعد على تابع واستمرار الأحداث بمرونة ويسر.

مما سبق نستنتج أن الصوت ذو أهمية بالغة لنجاح وتمرير أي عمل فني وهو وسلية لإقناع الطرف الاخر، حيث يُمكن من خلال الحوار الهادئ الوصول إلى حلِّ وسطٍ يرضي جميع المتحاورين وهو الأسلوب الأمثل للتّواصل والتّفاهم والتّخاطب بين النّاس لا ينبغي أن يتعامل النّاس بغير الحوار البنّاء كفرض ما يرونه من أفكار ومُعتقدات ومبادئ، هو الوسيلة الأمثل الّتي من خلالها يتعارف النّاس ويتآلفون وتعمل على تقريب وجهات النظر.

هل الحوار مُجدي مع كبار السن؟ بالطبع، يجب التعامل معهم ومراعاتهم والإستماع لهم وعدم الملل من حديثهم والتعاطي معهم بشكل ايجابي، وعدم الخروج عن الموضوع الذي يتحدثون عنه، وفتح نقاشات عن مواضيع تلقى القبول لديهم عن الماضي والصعوبات التي واجهتهم خلال الفترات السابقة من اعمالهم، ويجيب اللين معهم ومراعاة ظروفهم وضعفهم. أهمية الحوار مع أطفالنا؛ يملك الطفل من المشاعر والأحاسيس التي لا يستطيع التعبير عنها كالبالغ، ولن يخبرنا بالتفصيل كل ما يحدث معه من تلقاء نفسه، لذلك كان لا بدّ من مساعدته على أن يتعلّم كيف يعبّر عنها. الحوار أفضل طريقة للتفاهم، وقد ساعدتني هذه الأسئلة على معرفة ما يجري معه في المدرسة، وبالتالي مساعدته عند حدوث مشاكل، وأيضا معرفة وفهم سلوكه، وأن الحوار المتبادل مع طفلك أمر في غاية الأهمية، و يتعين على الآباء أن يكونوا من أشد الناس إصغاءً إلى أطفالهم.

الحوار يكسب الثقة بالنفس ويحقق الذات؛ المبدأ الحديث في التربية، يجعل المتعلّم يعتمد على نفسه وطاقاته وجهده الذاّتي لتحصيل المعرفة والوصول إلى الأهداف ويكون المربّي مرشداً وموجهاً. فلا بدّ أن يشعر المتعلم (الطفل) بشخصه، مما يؤدّي إلى تحرير الطفل وعواطفه من القلق والمخاوف والصراعات النفسية من كبت وعقدة، وحاجات الطفل كثيرة، الحاجة إلى توكيد الذات، إلى الأمان، إلى المحبة. علينا أن نفسح بالمجال للطفل في تصحيح خطئه بنفسه، فإذا عجز قمنا بتعليمه وتصحيح الأخطاء بالمحاورة والإقناع. بهذا يحقّق ذاته ويشعر بالثقة وبالمسؤولية عن عمله.

الحوار لدى الشباب؛ توفر قضية معينة، أو جانب معين يسعى الشباب للتحدث عنه، مثل قضية دينية، أو سياسية، أو البحث عن مسألة ما، وزيادة الوعي والثقافة لدى الشباب بالصورة التي تساعدهم على الحوار. الإلتزام بآداب الحوار، بشرط الا يسعى للسيطرة على الحوار، أو محاولة نشر معلومات ليست صحيحة عن موضوع لا يعلم به شيء، أو مقاطعة غيره، لذلك لا بد من الاستماع إلى حديث الآخرين، والامتناع عن مقاطعة الغير خلال الحوار. يساهم الحوار للشباب في تنمية مهاراتهم فيما يتعلق بالتواصل مع الاخرين وتساعد في اثراء مفهوم الحوار ويجب تنمية الحوار لدى الشباب لانهم دعامة المجتمع وركيزة اساسية فيه، يملك الشباب طاقات هائلة والأمم تنهض بهمة الشباب وعزيمتهم . يجب أن ندرك أن الحوار يتنوع في أهدافه وأساليبه ومضامينه بتنوع المواضيع والمحاورين، هناك الحوار على مستوى الأفراد، وعلى مستوى فئات معينة من علماء وغيرهم، وعلى مستوى الأسرة، وعلى مستوى المؤسسات، وعلى مستوى الدول بين قادتها ومسؤوليها، وعلى مستوى الموافق، وعلى مستوى المخالف، وعلى مستوى المحب الودود، وعلى مستوى المبغض الشانئ. كما تتنوع غايات الحوار بحسب مجالاته، هناك الغايات الدينية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية وغيرها.

روان عبد الهادي