مدير إدارة التغيير

مدير إدارة التغيير

نعيش في عالم مليئ بالتغيرات، وذلك يجعل الثبات أمرا مستحيلا، ولأننا جزء من هذا العالم، نحن بالتأكيد نحن نؤثر ونتأثر بهذا التغيير. إدارة التغيير تعني النشاط الذي يحرص بصوره مباشرة علر رفع الفاعلية والأداء من دون التأثير على الأهداف التي نسعى لها وأن ينسجم التغيير ويدعم ترويج هذه الأهداف. بوضوح أكثر، إدارة التغيير هي عملية الإنتقال من وضع قائم بالفعل إلى وضع مستهدف لتحقيق أهداف محددة في إطار رؤية واضحة مشتركة بين القيادة والعاملين حيث تتم من خلالها عمل التغييرات في نظام معين عن طريق اتباع نموذج وإطار محدد بأسلوب منظم. مهمة إدارة التغيير هي القدرة على فهم البيئة المتغيره، التحولات الكبيرة والقدره على وضع الإستراتيجيات لإحداث التغيير في الهياكل التنظيميه وأساليب العمل والتكنولوجيا والموارد البشريه.

لأن التغيير موجود في الحياة بشكل أساسي وطبيعي، فإن الهدف الذي يسعى له العلماء من خلال الأبحاث والدراسات هو تحقيق الإنتقال السلس أثناء حدوث التغيير من خلال اتباع منهجية منظمة تدعم الأفراد لقبول التغيير. هنا يتضح دور إدارة التغيير ومدير التغيير الذي يدعم الأفراد من خلال جعلهم أكثر جاهزية لتحقيق النجاح في إدارة التغيير الحاصل. مقاومة التغيير هي ردة فعل طبيعية للبشرولذا من الضرورة وضع نظام لإدارة التغيير يدعم المنظمه والأفراد على حد سواء، حيث يساعد الأفراد على التكيف ويساهم في نجاح المنظمة في نطاق عملها حيث أن إدارة التغيير الرئيسية تعنى برفع الزياده في تبني وتقبل التغيير وبالتالي القدره على التكيف الفعال والإستجابه السريعة للتغيرات. نظرا لأهمية إدارة التغيير في عالم الأعمال والتنمية، يتم تدريس إدارة التغيير كنظام أكاديمي خاص في إدارة التغيير أو بمعنى أدق أوكيف يصبح الشخص “مديرا للتغيير” وهذا التخصص أصبح تخصصا منفصلا عن تخصصات إدارة المشاريع وإدارة المخاطر.

ينمو نظام ادارة التغيير وسوق العمل لإدارة التغيير بسرعه وذلك بسبب استمرارية معدل التغير والتطور ومواكبة التطورات التكنولوجية، وللقدره على المنافسة. مدير التغيير يلعب دورا رئيسيا في نجاح العمليه الإنتقاليه في المشروع من دعم فرق المشروع وتحقيق عائد استثماري والتخفيف من الأثار السلبيه على كل من الموظفين والعملاء كما ويساهم أيضا في غرس المقدرة على إدارة التغيير في فريق المشروع؛ بمعنى أنهم ينفذون استراتيجيات تجارة التغيير لضمان معدل تبني أسرع وتقليل من المقاومة للتغيير وضمانة إجراء التغيير بصوره فعاله وتقليل الإضطرابات من أجل تحسين الوضع الراهن.

مدير التغيير هو فرد مسؤول عن تخطيط وتطوير وتقديم وتتبع ما ينتج عن إدارة التغيير وذلك يتضمن الإتصالات والتدريب ومشاركة أصحاب المصلحة وتقييم تأثير التغيير وتحليل الجاهزية التنظيمية والتدريب وإدارة المقاومة (رفض الأفراد للتغيير) وتعزيز التغيير. إن الدور الرئيسي لوظيفة مدير إدارة التغيير التنظيمي أو مدير التغيير يتمثل في تصميم وتطوير وتنفيذ وإدارة مخرجات التغيير التي ستمكن المستخدمين المتأثرين من الإنتقال بنجاح من حالتهم الحالية إلى حالة مستقبلية. المسؤولية الأساسية هي إنشاء وتنفيذ استراتيجيات وخطط إدارة التغيير التي ستزيد من اعتماد الموظفين واستخدامهم وتقليل مقاومتهم نحو التغيير. يعمل مدير التغيير على رفع اعتمادية الموظفين للتكيف مع هذا التغيير وكفاءتهم في الإستجابة للتغييرات التي ستؤثر بطبيعة الحال على سير العمليات التي كان قد خطط لها مسبقا. من المتوقع أيضا، أن تزيد هذه التحسينات من تحقيق الفوائد وخلق القيمة والعائد على الإستثمار وتحقيق النتائج المرجوة.

يرى مديروا المشروع إدارة التغيير على أنها العملية المستخدمة للحصول على الموافقة على التغييرات في النطاق أو الجدول الزمني أو الميزانية الخاصة بالمشروع. تتضح فائدة إدارة التغيير من خلال التقليل من مخاطر رفض المؤسسة وكادرها  لنظام جديد أو تغيير آخر. إدارة التغيير لا تقلل التكاليف أو تزيد من المبيعات، هي تعمل على زيادة و تعزيز العمل الجماعي المطلوب للمؤسسة لقبول التغيير والعمل بكفاءة وفعالية أكبر. يكون مدير التغيير مسؤولاً عن تطوير خطة تغيير مناسبة، حيث يقوم مديروا التغيير ببدء عمليات التغيير وتفويضها وتوثيقها، كما أن مهامهم تشمل التصميم والتخطيط الإستراتيجي والتطوير التنظيمي. كما ويقوم مدير التغيير بمسؤولياته المعتاده التي تتضمن التوثيق والمراقبه المستمره لجميع جوانب العمليه والمشروع وبالتواصل الداخلي في المؤسسة، ويعمل أيضا على إعادة الهيكلة عن حدوث التغيير وتقدير التكاليف والآثار والمخاطر من أجل وضع عمليات جديدة وفقا لخطة مدروسة.

من أجل أن يتحقق النجاح في إدارة التغيير، يجب أن يفهم المسؤول قضية التغيير بشكل واضح بما يكفي لإجراء مناقشة مفصلة حول التحديات التي خلقت الحاجة إلى طريقة عمل مختلفة. يجب أن تكون كفيلة لإقناع الآخرين وأن تكون قريبة بدرجة كافية من التفاصيل لتبرير النهج المختار وأسباب رفض البدائل. يحتاج المسؤول إلى فهم التأثير على الموظفين ويهتم المسؤولين الجيدون بالأشخاص الذين سيتأثرون بالتغيير ويتواصلون معهم بصدق ويعاملون الجميع بإنصاف واحترام. بدلا من مجرد ربط الحقائق، فإنهم يأخذون الوقت للإستماع إلى الناس والتعاطف مع الأفراد الذين لا يحبون الطريقة الجديدة للعمل. إذا كان سيتم إنهاء خدمة الأشخاص أو إعادة تعيينهم  يجب أن يعرف المسؤولين متى سيحدث ذلك وكيف سيتم التعامل مع الجميع. كما أنهم يشرحون سبب ضرورة التغيير ويفعلون ما في وسعهم لتسهيل الإنتقال للأفراد الذين تغيرت وظائفهم. يساعد أفضل المسؤولين كل شخص يفقد وظيفته في العثور على الفرصة التالية.

على المسؤولين تعزيز وتعميق الإستعداد الثقافي للتكيف والتغيير حيث تقاوم جميع المؤسسات التغيير إلى حد ما. تتبنى فرق إدارة التغيير الماهرة الطاقة العاطفية للمؤسسة، بمعنى أنهم يستخدمون قصص الشركة واللغة والسلوك للتأكيد على تلك الأجزاء من الثقافة الحالية التي تتماشى مع التغيير المخطط له. تحتفل هذه الفرق بالسلوكيات التي ترغب في تشجيعها من خلال الإعتراف العلني بالأفراد الذين يظهرون هذه السلوكيات. تستخدم فرق إدارة التغيير كل فرصة لتعزيز الطريقة التي يساعد بها التغيير المؤسسة. كما أن الاستعداد الفردي للتغيير يعد من أحد الأسباب الرئيسية لنجاح عملية التغييرويجب أن يكون الأفراد على استعداد لفحص المعلومات الجديدة واعتماد سلوكيات وأساليب جديدة. نظرا لأن معظم الناس يفضلون الوضع الراهن ، فقد يكون ذلك صعبا. عادة يقبل معظم الناس فقط التغييرات التي تكون منطقية وتحسن محتوى وظيفتهم أو بيئة عملهم.

من مسؤوليات مدير التغيير أن يعمل على:

  • تطوير خطط إدارة التغيير للمشاريع
  • تقييم تأثير التغيير التنظيمي المخطط له
  • تحديد المخاطر وتطوير أساليب التخفيف من المخاطر
  • تحديد وإدارة المقاومة المتوقعة للتغيير
  • قيادة مسارات عمل إدارة التغيير بمنهجية منظمة
  • توفير التوجيه والتدريب للموظفين على جميع المستويات
  • تحديد مقاييس النجاح وقياس الأداء مقابل ذلك
  • تقديم التقارير والتحديثات الأخرى لفرق الإدارة والمشاريع

ما هي المهارات التي يحتاجها مدير التغيير؟

نظرًا لأن إدارة التغيير أصبحت أكثر تعقيدا ومتعددة المهام، فإن المهارات التي يحتاجها مديروا التغيير الفعال تتزايد ويتضمن ذلك مزيجا من المهارات الفنية والتقنيه مثل الفهم الجيد لمبادئ وتقنيات وأدوات إدارة التغيير، والتغيير الفعال ومهارات التأثير، مهارة إدارة أصحاب المصلحة القوية، ومهارات حل النزاعات والتفاوض، مهارة الإستماع والتواصل الجيد، فطنة قوية، مهارات إدارة المشاريع والتخطيط، العقلية التحليلية والتفكير النقدي، قدرة على التعامل مع الضغط وإمتلاك مهارات جيدة في حل المشكلات، فهم قوي لكيفية مرور الناس بالتغيير وعملية التغيير، إظهارالقيادة والتفكير الإستباقي، القدرة على بناء علاقات قوية مع أعضاء الفريق والحفاظ عليها والقدرة على حل المشكلات وحل النزاعات وصنع القرار. تلعب الخبرة المهنية دورا حاسما لاتخاذ القرارات المناسبة ومن الضروري أن يكون لدى مدير التغيير خبرة عملية كافية. من ناحية  التعليم، يأتي معظم مديري التغيير من مجالات إدارة الأعمال والإدارة.

من ناحية الراتب الذي يتلقاه مدير التغيير فهو يأخد بحسب موقع جلاس دور بالمتوسط 90,000 دولار في السنه. يستغرق الأمر وقتا طويلا لتغيير المواقف والسلوكيات، وغالبا ما يفترض المسؤولون التنفيذيون أن كل شخص متأثر سيقبل  حالة العمل الجديدة وسيجدها مقنعة، لدرجة أنهم سيقبلون تلقائيا طريقة التشغيل الجديدة، لكن معظم الناس يقاومون التغيير، وهذا ما يخلق العديد من الصعوبات لفريق العمل. الخطوات الرئيسية لإدارة التغيير هي:

  • المشاركة: حيث يناقش فريق التغيير مع فريق العمل لتحديد رغبتهم في دعم التغيير وخلق شعور بالإلحاح لتنفيذ التغيير.
  • وضع الخطه: يحدد فريق التغيير جميع الإدارات ووحدات الأعمال والمجموعات التي ستحتاج إلى التغيير جنبا إلى جنب مع أصحاب المصلحة الرئيسيين ويبدأ فريق التغيير بطرح ما تم التوصل له ، يتواصل فريق التغيير مع جميع المستويات في المؤسسة للحصول على دعمهم للتغيير.
  • التعزيز: حيث يجب أن تكون المهام  والمشاريع والسلوكيات التي تدعم التغيير.

من ناحية انه لماذا يقاوم الأفراد التغيير؟ قد يكون بسبب العجز عندما قد يفتقر الأفراد إلى المهارات أو المعرفة اللازمة للعمل في البيئة الجديدة. الخوف من المجهول يمنع الناس من المشاركة الكاملة ويشعر البعض بالقلق من أنهم لن يكونوا قادرين على فهم كيفية تشغيل النظام الجديد. ومن الممكن أن تكون عدم الرغبة؛ عادة ما يقاوم الأشخاص الذين لا يؤمنون بالتغيير فهم لا يرون أي قيمة لطريقة العمل الجديدة ، ويعتقدون أن التغيير صعب للغاية ويرون أن التغيير محفوف بالمخاطر. بالإضافة إلى عدم الرغبه في الخروج من دائرة الراحه وفعل شيء غير روتيني بالنسبة لهم.

مديروا التغيير ليسوا مدراء فحسب، بل هم أيضا محفزون ومستشارون وصناع قرار. إنهم قادرون على دفع الرؤى إلى الأمام بمثابرة وإدراك الحاجة إلى التغيير. في الوقت نفسه، يمكنهم التعامل مع حالات عدم اليقين وإبداء الصبر الكافي في عملية التغيير. يحتاج مديروا التغيير إلى الشعور بالمسؤولية ويجب أن يكونوا على دراية بتبعات قراراتهم. إذا تم اتخاذ قرارات غير صحيحة أو خاطئة، فيجب عليهم الاعتراف بها ومراجعتها على الفور. هذا يتطلب قدرا معينا من التفكير الذاتي والمرونة. تشمل الأدوار الرئيسية في إدارة التغيير إجراء تحليل تأثير التغيير وتقييم وإدارة أصحاب المصلحة الرئيسيين ووضع وتنفيذ خطط اجراء اتصالات فعالة، وإنشاء وتقديم التدريب والمشاركة.

يارا النسور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *