هل للخوف مقياس؟

هل للخوف مقياس؟

الشجاعة تقود إلى النجوم والخوف يقود إلى الموت – سينيكا

يأتي الخوف على شكلين؛ صحي و مؤذي؛ الخوف عندما يكون مفيدا أو صحيا، يعلم المرء أن يتجنب الإقتراب من النار كي لا يؤذي نفسه، ولكن عندما يبدأ الخوف بالتأثير سلبا على حياة الإنسان، فإن هذا الخوف يُصبح مصدرًا للأذى. ينتج الخوف عن حادثة أو صدمة مر بها الشخص دون أن يكون ذا تأثير سلبيّ ولكن في أغلب الحالات يُصبح  الخوف الناتج عن الصدمة مصدرًا للقلق كما في “اضطراب ما بعد الصدمة” أو بعض أنواع الرُهاب فيُحدث أضراراً عاطفيّة ونفسيّة. قد يحدث الخوف في البشر استجابة لحافز معين يحدث في الوقت الحاضر، أو تحسبا أو توقع لتهديد مستقبلي يُنظر إليه على أنه خطر على الجسم أو الحياة. لدى البشر والحيوانات، يتم تعديل الخوف من خلال عملية الإدراك والتعلم، وهكذا يتم الحكم على الخوف بأنه عقلاني أو مناسب وغير عقلاني أو غير مناسب، والخوف الغير عقلاني يسمى رهاب.

ماذا يحدث للجسم في حالة الخوف؟

إن الشعور بارتعاش كلي أو جزئي في الجسد هو علامة من علامات الخوف أو الهلع، لكن هناك أشياء أخرى، قد لا تعرفها، تطرأ على الجسم حين يجتاحه الشعور بالخوف. عندما يشعر الشخص بالخوف يبدأ الدم في التدفق بسرعة في العضلات من أجل تهيئتها لاتخاذ رد فعل مناسب للوضعية التي يوجد فيها. هناك بالمجمل ثلاثة مراحل يمر بها الخائف:

  • المرحلة الأولى: يتجمد الإنسان في مكانه في محاولة لعدم إثارة انتباه مصدر الخوف، إذا كان وحشا مثلا.
  • المرحلة الثانية: يفرز الجسم كميات زائدة من هرمون الأدرينالين، والذي يجعل الشخص الخائف مستعدا للهرب.
  • المرحلة الثالثة: يؤدي إفراز الهرمون ذاته إلى تهيئة الخائف للقتال، وغالبا ما يصل الإنسان إلى هذه المرحلة عندما تنفد أمامه خيارات الهرب أو الإختفاء من مصدر الخوف.

هناك أشياء عدة تحدث في جوانب مختلفة من جسم الإنسان عند الشعور بالخوف منها مايلي:

  • الدماغ: تقوم اللوزة الدماغية بإرسال إشارات كيميائية دورها مساعدة الإنسان على مواجهة الخطر.
  • التعرق: العرق الذي يفرزه الجسم لدى الإحساس بالخوف له رائحة مغايرة لرائحة العرق العادي. ويرفع تصبب العرق أثناء الخوف من استعداد الجسم للتعامل مع الوضع.
  • التنفس الزائد: خلال الخوف يتصاعد مستوى الشهيق والزفير لدى الإنسان، ويساعد ذلك على ضخ مزيد من الأوكسجين في الجسم لمساعدته على الهرب أو القتال.
  • المثانة: هي من الأعضاء التي يمسها تأثير أكبر عند الشعور بالخوف، إذ تصبح تحت ضغط أكبر، ما يؤدي عند البعض إلى التبول غير الإرادي.

بغض النظر عن الشخص الذي أنت عليه، كل شخص يمكن ان يكتشف مقدار الخوف لديه وسيكشف هذا الإختبار عن مخاوفك الأكبر. هل تريد حقا أن تعرف؟ نعتقد أنه من الأفضل بالتأكيد مواجهة مخاوفك وجهاً لوجه إذا ما تحتم عليك ذلك وكنت مستعدا. كل ما عليك فعله هو اكتشاف ما هي عليه والإلتزام بمواجهتها. أجب عن هذا الاختبار إن كنت مستعد. هل لديك درجة عالية من الخوف؟ أجب عن الأسئلة الواردة في الإختبارات أدناه لتتعرف على ذاتك. من الأفضل أن تعامل مع الإختبار بجدية لأنه إختبار حقيقي مبني على اسس مدروسة بدقة وأيضا، حضر لنفسك جلسة هادئة حتى تجيب على جميع أسئلة الإختبار بتركيز وهدوء. ينصح أيضا بتحضير أدواتك وهي مجرد ورقة بيضاء وقلم رصاص فقط. الإختبارات غير محدده بوقت معين وكل ما نؤكد عليه هو الدقة والصراحة مع النفس.

  • الإختبار الأول: هذا الاختبار يحدد لك كم لديك من الخوف والشجاعة، هيا لنبدأ بالإختبار. يتضمن هذا الاختبار 7 اسئلة منفصلة ويكشف مدى خوفك وشجاعتك. كنت قد قمت بتجربة الإختبار وكانت نتيجي ما نسبته 50% من الشجاعة و 50% من الخوف. يبدو أن نسبة الشجاعة والخوف متساويتين وذلك قد ينم عن التوازن والإعتدال، الإستقرار في الحياة وبأنني أعرف متى أكون شجاعة ومتى استسلم أو أنسحب بهدوء.
  • الإختبار الثاني: سيحدد لك هذا الإختبار درجة ومستوى الخوف لديك عند مواجهة أي خطر أو موقف صعب، هيا لنبدأ بالإختبار. بعد الإنتهاء من الإختبار، قمت بجمع الدرجات حسب الأسئلة من أجل تحديد تصنيف لشخصيتي. كان مجموع درجاتي ما بين  25 إلى 35 مما يعني بأنيشخص أقدر الموقف وتظهر شجاعتي في مواجهة الظروف الصعبة وأعتمد على الحكمة في المواجهة.
  • الإختبار الثالث: أين مكانة الخوف في شخصيتك؟ كانت نتيجة هذا الإختبار تنص على أني أخاف من غير المألوف: أنت والخوف على علاقة طبيعية بمعنى انّك شجاعة ولكنّك تخافين من شقّ الطرقات الجديدة في المعنى المجازي للكلمة، أي لا تعارضين مجتمعاً برمّته دفاعاً عن أفكارك مثلاً ولا ترمين بنفسك من الطبقة الرابعة طمعاً بجرعة ادرينالين! وبعد أن إنتهيت من الإختبار، لاحظت تقارب النتائج من بعضا البعض. مع هذا النوع من الإختبارات، بوسعنا أن نكتشف أنفسنا ومخاوفنا من دون قلق أو تغيير في الإجابة ونصبح أكثر صراحة مع أنفسنا ويتكون لدينا الفضول لمعرفة أنفسنا أكثر.

لكل مشكلة حل! وهل للخوف حل؟

  • مواجهة الخوف: التوقّف عن تجاهل أو تلافي المواقف التي تخيف الشخص، ومحاولة مواجهتها؛ لأنَّ البقاء في هذه الدائرة أو البقاء في نفس النمط يزيد من مشكلة القلق التي تصاحب الخوف، وعوضاً عن ذلك يُنصح بمواجهة هذه المواقف التي تعتبر وسيلةً فعالةً في القضاء على الخوف.
  • تجنّب الكافيين، والسكر، والأطعمة المصنعة: قد يُسبّب الكافيين الإصابة بخفقان القلب إذا تناول الشخص الكثير من المشروبات التي تحتوي على الكافيين، ويُمكن أن يؤدي الكافيين أيضاً إلى حدوث نوبات الهلع والقلق، خاصةً إذا كان يُعاني الشخص من اضطراب القلق. تجدر الإشارة إلى أنّ السكر يُعدّ بمثابة منشط للغدة الكظرية، ويُمكن أن يُسبّب القلق أو حتى نوبات الهلع. كما ويجب تجنّب الأطعمة الأخرى التي تحتوي على منتجات الدقيق المكرّر والقمح لأنّها تُسبّب الالتهابات، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الحساسية تجاه أغذية معينة تُعدّ من العوامل المساهمة أيضاً في فرط نشاط الجهاز العصبي المركزي.
  • الغمر بالواقع في هذه الحالةِ يُرغَم المريضُ على مواجهةِ مخاوفهِ بشكلٍ مُباشرٍ لفتراتٍ طويلةٍ بحيثُ يتصاعدُ القلقُ نسبيّاً حتى يصلَ ذروتهُ ثم من بعد ذلك يبدأُ هذا الخوفُ بالانخفاضِ التدريجيّ. فمثلاً، إذا كانَ المريضُ يُعاني من الخوفِ من استخدامِ السّيارةِ فإنّ المُعالِجَ يجبرهُ على استخدامها لمسافاتٍ طويلةٍ لأكثرَ من مرّة فيشعرُ المريضُ بالقلق الشّديدِ والخوفِ من إطالةِ المسافةِ حتى يُنهيها، ثم يقلُّ هذا القلقُ تدريجيّاً بالتّكرار حتى تنخفضَ حدَّتُه ويزولُ تماماً ويتخلصًّ المريضُ من الخوف. الجديرُ بالذِّكر هنا، أنَّ هذهِ الطريقة تثبتُ فعاليّةً أكبرعندما يقومُ بها معالجٌ من أن يقومَ بها المريضُ بنفسه.
  • رحِّب بالأسوأ، في كل مرة تتقبل فيها مخاوفك يصبح من السهل التخلص من الخوف عندما يأتي في المرات المقبلة. حاول تخيل أسوأ شيء يمكن أن يحدث (ربما يكون الهلع، أو إصابتك بنوبة قلبية)، ثم فكر في احتماليات اصابتك بنوبة قلبية، هل هذا ممكن؟! ببساطة الأمر مستحيل. تأكد يقيناً من أن الخوف سيذهب بشكل أسرع كلما طاردته.

وكثير من الحلول لمواجهة الخوف ولكن يجب على  الشخص ان يبدأ وأن يواجه نفسه والتمكن من الوصول إلى حل. لقد تحدثنا في أول المقال عن الرهاب على أنه التفكير غير العقلاني. يتسأل الكثيرون، هل الرهاب (الفويبا) هو الخوف؟ قال استشاري الطب النفسي الدكتور مأمون مبيض إن هناك فرقا بين الخوف والرهاب المرضي “فوبيا”. الخوف شعور مثل الغضب أو الفرح، وهو تنبيه من الجسم بوجود خطر حقيقي، أما الرهاب فهو خوف شديد وغير منطقي ويمنع الإنسان من ممارسة حياته الطبيعية. وأضاف إن الرهاب قد يكون بسيطا، أي من شيء محدد مثل المرتفعات أو الحقنة، كما قد يكون الرهاب مركبا مثل الرهاب الإجتماعي. وأوضح أن مشكلة الرهاب تتمثل في أن الشخص المصاب يحاول أن يتعامل مع الخوف عبر التجنب، أي الابتعاد عن المؤثر، ولكن هذا قد يدفعه في بعض الأحيان إلى أن يصبح حبيسا لمنزله، مشيرا إلى أن الرهاب الإجتماعي من أكثر أنواع الرهاب انتشارا بين الشباب.

توقف عن العيش في خوف… وابدأ في العيش بـحب… إنها الطريقة الوحيدة لتجربة أفضل حياتك.

روان عبدالهادي

 

المراجع:

الرئيسية، حكم وأمثال، حكم و أقوال عن الخوف.

سلسلة علم الأعصاب: هل يمكننا التخلص من الشعور بالخوف؟

الحرة، في حالة الخوف شاهد ما يحدث لجسدك، 1-نوفمبر-2016

محمد سرور، 26أبريل2020، اختبار شخصية عن الخوف: هل تعلم ما درجة الخوف والتحكم في الاعصاب عندك؟

اختبار مجاني، فري كويز. 

من أنتِ، جنيفر بزعوني، 22-5-2014

كتابة غدير شمس الدين الشيشاني، آخر تحديث: ٠٩:٤٢ ، ١٠ يونيو ٢٠١٩

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *